نشرت جريدة "واشنطن بوست" تقريراً حول الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها السفير الأمريكي وثلاثة آخرون بالقنصلية الأمريكية في ليبيا، يقول التقرير أن مسؤولين أمريكيين ومحللي شئون الشرق الأوسط يرجحون أن هذا الهجوم كان مدبراً من قبل المتشددين المنتمين لتنظيم القاعدة. وقد تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد هذه الأحداث بتقديم الجناة إلى العدالة. وأتبع التقرير أن هذا الهجوم كان بعد احتجاجات عنيفة وقعت عند السفارة المصرية في القاهرة بسبب فيلم قصير مسيء للإسلام والمسلمين صنع في الولاياتالمتحدة، ويبدو أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي كان رداً تلقائياً آخر على الفيلم المسيء. ويقول التقرير أن مسئولين كبار بالولاياتالمتحدة ومحللين بالشرق الأوسط قالوا أن هناك بالتأكيد دوافع أخرى وراء الهجوم حيث تم استخدام قنبلة صاروخية بعد مكالمة مع القاعدة، مرجحين أن الهجوم جاء انتقاماً لمقتل عضو ليبي بارز في الجماعة الإرهابية. وأضاف التقرير أن مسئولين ليبيين وشهود عيان قالوا أن المهاجمين قد استغلوا الاحتجاجات عند السفارة بسبب الفيلم المسيء لشن هجومهم. ويقول التقرير أنه خلال الهجوم على القنصلية الأمريكية كان المسئولون في الإدارة الأمريكية قد فقدوا الاتصال مع السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز لمدة دقيقة واحدة في حوالي الساعة العاشرة مساءً بتوقيت بنغازي. ولم يروه مرة أخرى حتى أعيد جثمانه إلى أمريكا فجراً. وتقول الجريدة أنه منذ وقوع الهجوم في حوالي الرابعة مساءً بتوقيت واشنطن واستمر إلى حوالي 8.30 مساءً، حتى تمكنت قوات الأمن الليبية من طرد المهاجمين. وقال مسئولون في الإدارة أنهم لم يتعرفوا على المهاجمين إلى الآن، وإذا كان هذا الهجوم مرتبط بالاحتجاجات حول الفيلم المسيء أم لا. وعلى لسان مايك روجر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب أن هناك دلائل قوية على أن الهجوم كان مخططاً له قائلاً أن" المهاجمين كانوا مسلحين تسليحاً جيدا، واستخدموا المناورات العسكرية في الهجوم بالإضافة إلى الصواريخ وقذائف الهاون". ووفقاً لما قاله فراس عبدالحكيم صحفي بالتليفزيون اللليبي أنه شاهد جزء من الهجوم حيث كن على بعد 3أميال من مقر القنصلية عندما رأي من 20 إلى 30 سيارة متجهة محملة بعشرات الرجال ومتجهة إلى القنصلية قبل الهجوم بنصف ساعة. وأضاف فراس أنه "عندما وصل إلى القنصلية رأى حوالي 50 رجلا مسلحاً متجمعين" وعندما سألهم فراس عن هويتهم قالوا أنهم" مسلمون يدافعون على الرسول والإسلام" ويقول نائب وزير الداخلية اللليبي ونيس الشريف أن المهاجمين تمكنوا من التفوق على قوات الأمن التي كانت تحيط بالقنصلية، وقال الشريف أن المهاجمين قد تسللوا داخل الاحتجاجات، لكن الحكومة لاتعتقد أنهم من الجماعات الإسلامية المتشددة. وبدلا من فإن السلطات الليبية تشتبه في أن يكون هؤلاء المهاجمين من الموالين للديكتاتور السابق معمر القذافي، والذين يحاولون الانقلاب على الوضع السياسي الهش بالبلاد. وصرح الشرف أن" الحكومة الليبية في صراع الآن مع النظام القديم الذي يحول زعزعة الاستقرار الأمني في البلاد". وأضاف الشريف أيضاً أن" الحكومة تعتقد أن الطلقة الأولى جائت من داخل القنصلية مما أثار الحشد حول القنصلية ". وتضيف الجريدة أن الشريف يلقي اللوم الأكبر على القنصلية الأمريكية وقال " كان يجب على القنصلية إبعاد موظفيها عن الأحداث في وقت سابق من اليوم والذهاب بهم إلى الفنادق أو أماكن أكثر أماناً". وأضاف أن إحراق القنصلية الأمريكية تماما من قبل المهاجمين لم يكن متوقعاً حدوثه وأقصى ما توقعته الحكومة الليبية أن المحتجين سوف يقومون بإحراق العلم الأمريكي لا أكثر. وفي بيان صادر عن البيت الأبيض قال أوباما أنه أصدر تعليمات مشددة بتعزيز الأمن في جميع المراكز الدبلوماسية الأمريكية حول العالم. وفي بيان صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي قال أنهم فتحوا تحقيقاً حول مقتل الأمريكيين الأربعة. وقالوا أن المحققين سوف يعملون بشكل وثيق مع وزارة الخارجية ومالمختصون في الحكومة الليبية. ويقول التقرير أن هذا الهجوم هو الهجوم الثاني على القنصلية الأمريكية في بنغازي بعد الهجوم الذي وقع في أوائل شهر يونيو بانفجار قنبلة ناسفة خارج بوابات القنصلية، وهو أول استهداف لمنشأة أمريكية بعد سقوط القذافي. وأضاف التقرير أن مجموعة متحالفة مع تنظيم القاعدة أعلنت مسؤليتها عن أحداث عديدة وقعت في بنغازي، لكن الهجوم الأخير على القنصلية لم تعلن أي جهة مسؤليتها عنه. ونقلت الصحيفة ماقاله أوباما أمس الربعاء أن " الولاياتالمتحدةالأمريكية تدين بشدة الأحداث المروعة والصادمة، وأن أمريكا تعمل مع الحكومة اللليبية حول تأمين الدبلوماسيين الأمريكيين هناك والعمل على تسليم المهاجمين للعدالة". وأضاف أوباما " نحن نرفض كل محاولات تشويه معتقدات الآخرين، ولكن من المستحيل أن يوجد مبرر لهذا العنف. وعلى العالم أن يتكاتف لرفض هذه الأعمال الوحشية بشكل قاطع". وصرح أوباما أن" هذا الهجوم لن يكسر الروابط بين الولاياتالمتحدة وليبيا" وأكد أوباما على أن الأمن الليبي " قد كافح ضد المهاجمين مع الجانب الأمريكي، وأن بعض الأفراد الليبين قاموا بنقل السفير إلى المستشفى وساعدوا الدبلوماسيين الآخرين في السفارة على تأمينهم". وتقول الصحيفة أن أوباما يري مثلما يقترح محللي شئون الشرق الأوسط أن الهجوم جاء انتقاماً لمقتل العضو الليبي البارز المعروف ب"أبو يحي الليبي" في تنظيم القاعدة على يد الأمريكان في باكستان في شهر يونيو. وذكرت الجريدة أن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن كان قد أطلق فيديو على الانترنت مدته 42 دقيقة يحث فيه المسلمين وخاصة أتباعه من الليبيين على الانتقام لدم "أبو يحي" من الصليبيين. ويقول التقرير أن السفير الأمريكي ستيفنز كان قد عين سفيراً في ليبيا منذ مايو الماضي، وقد عمل في ليبيا لعدد من السنوات قبل الإطاحة بالقذافي وبعد سقوطه. وفي حوار بجريدة الواشنطن بوست مع ستيفنز يونيو الماضي نقل التقرير أن ستيفنز قال" أن الديموقراطية الناشئة في ليبيا تواجه تهديداً من الجماعات الاسلامية المتشددة التي ترفض الانتخابات". وأضاف أن" بعض تلك الجماعات ربما انبثقت عن المليشيات التي تشكلت أثناء الثورة الليبية و حصولهم على الأسلحة مثير للقلق". ويصف التقرير أن تلك الأحداث التي وقعت في ليبيا جاءت بعد تظاهرات وقعت في القاهرة أمام السفارة الأمريكية بسبب الفليم المسيء، وقال التقرير أن كلا من الجانبين المصري والليبي أدانوا تلك الأحداث بشدة. ولكن التقرير يشدد على أن مسئولين الأمن المحلي في كلا البلدين يتحرك ببطء في توفير الحماية لتلك المنشآت الأمريكية، ولم يصدروا أي بيانات توضح هذا العنف الدائر. التقرير: مسئولون ليبيون "المهاجمين استغلوا الاحتجاجات عند السفارة بسبب الفيلم المسيء لشن هجومهم" أوباما: " نحن نرفض كل محاولات تشويه معتقدات الآخرين، ولكن من المستحيل أن يوجد مبرر لهذا العنف" التقرير: الأمن في مصر وليبيا يتحرك ببطء في حماية المنشآت الأمريكية