تظاهر آلاف العراقيون، اليوم الخميس في بغداد والنجف والكوت رفضا للفيلم المسيء للاسلام الذي اثار موجة عنف مناهضة للاميركيين في العديد من الدول الاسلامية. وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد)، تجمع المتظاهرون عند ساحة ثورة العشرين وسط المدينة تلبية لدعوة الصدر. وردد المتظاهرون الذين حملوا اعلاما عراقية وصورا للصدر "كلا كلا امريكا .. كلا اسرائيل" و"خيبر خيبر يا يهود ..جيش محمد سوف يعود". كما ردد المتظاهرون بالانكليزية "داون (تسقط) ..داون امريكا ..داون داون اسرائيل". وحمل المتظاهرون كذلك لافتات كتب على احداها "الحوزة الشريفة تستنكر الاعتداء الاثم والجبان على مقام الرسول الاكرم". ووزع خلال التظاهرة بيان صادر عن مكتب الصدر طالب "الحكومة العراقية باستدعاء السفير الامريكي في بغداد (...) وعدم استقبال الضيوف او اي زائر اميركي في العراق". وطالب البيان ايضا "مجلس النواب العراقي بسن قانون يمنع التعامل مع هكذا دول تسيء للاسلام وللرسول الاكرم"، داعيا "المؤسسة الدينية المسيحية الى ردع هذه التصرفات ومنعها". ورافقت التظاهرة اجراءات امنية مشددة من قبل الشرطة، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس. وفي مدينة الصدر في بغداد، تظاهر الالاف من انصار التيار الشيعي بينهم اعضاء في مجلس النواب ومراجع دينية. وقام المتظاهرون خلال التظاهرة التي استمرت نحو ساعة بحرق العلم الامريكي. وألقى شيخ يدعى علي العطواني كلمة خلال التظاهرة طالب فيها ب"عدم تكرار هذه الاعمال المشينة والا سيكون عندها لكل حادث حديث". ودعا "الحكومة العراقية الى غلق السفارة الامريكية وتقديم اعتذار من الحكومة الامريكية الى الامة العربية والاسلامية". كما ناشد "الدول العربية بان تغلق السفارات الامريكية في بلدانها". وحمل المتظاهرون لافتات كتب على احداها "الموت لامريكا عدوة الشعوب" وخرج العشرات من انصار التيار الصدري في مدينة الكوت (160 كلم جنوب بغداد) رفضا للاساءة ذاتها. وتجمع المتظاهرون امام مقر مبنى مجلس المحافظة مرددين "كلا كلا للسكوت ". وقال أنور السماك أحد المشاركين في التظاهرة "بعيدا عن السياسة، نرفض الاساءة للرسول الاكرم من قبل اعداء الاسلام". وفي الناصرية (305 كلم جنوب بغداد) تظاهر العشرات ايضا في ساحةالحبوبي وسط المدينة وهم يرددون "لبيك يارسول الله" وقاموا بحرق العلم الامريكي. في موازاة ذلك، اصدر مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي بيانا ادان فيه "تكرار الاساءة الى المقدسات الدينية من قبل اشخاص وجماعات مشبوهة (...) خصوصا الفيلم الاخير الذي خلا من اية قيمة سوى امتهان مقدسات المسلمين وقيمهم النبيلة". واعتبر ان "الرد الطبيعي على هؤلاء المشبوهين واعمالهم المشينة يكون بالتعاون بين اتباع الديانات السماوية على محاصرة العنصريين وعدم نشر افكارهم الخطيرة والامتناع عن اللجوء الى العنف والتحلي بمبادئ الاسلام وقيمه الحضارية". وحذر من ان "ترك هؤلاء يعبثون دون رادع وعدم اخذ زمام المبادرة لمنعهم يمكن ان يعرض عملية التواصل بين الشعوب والثقافات التي نادت بها الاديان السماوية والقيم الانسانية الى الخطر ويفتح ابواب العنف والفوضى". كما دعت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي "المؤسسات الامريكية الى محاسبة من يقف وراء انتاج وترويج مثل هذه الافلام". Comment *