سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصريحات وزير الثقافة عن "صناع الابتذال يخافون من أخونة الدولة" تثير الجدل.. مكتبه الإعلامي أرسل البيان للصحفيين.. والوزير: لم أقل ذلك والبيان أرسل دون معرفتي
نفى الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، ما نشرته بعض الصحف ووكالة أنباء الشرق الأوسط بشأن تصريحاته نسبت له قال فيها "صناع الابتذال هم الذين يخافون من التيار الإسلامي"، مؤكدًا أن هذا التصريح لم يصدر على لسانه، قائلاً: ما حدث أمر يسئ إلىّ إساءة بالغة فضلاً عن مخالفته لثقافتي وإيماني بالحرية والإبداع بمعناها الكبير. وأضاف عرب في خطابه أرسله للصحف، وحصلت "البديل" على نسخة منه، أنه ناصر الإبداع في كافة التصريحات، وأنه من أنصار الفن والإبداع الثقافي والفني بلا أي قيود إجرائية أو قانونية، لكي يبقى الحكم في النهاية للمجتمع، الذي ينتصر في النهاية للفن الراقي، الذي يستهدف الوعي في ظل عالم جديد ينتصر لحرية الإبداع تقديرا لوطن يتطلع لمستقبل أفضل يكون فيه الفن والثقافة هما الركيزة الكبيرة التي تحقق الانتصار للدولة الوطنية المدنية القانونية الرشيدة. وحاولت "البديل" التأكد من التصريح، فعادت إلى البيان الذي أرسله المكتب الإعلامي للوزير، والذي نشر فيه تصريح الوزير كالآتي: "وأشار عرب إلى أن الفنانين الذين يخشون على مستقبل الفن في ظل وجود التيار الإسلامي السياسي وأخونة الدولة لا يجب أن يخافوا، فالذي يخاف هو الذي يصنع فنًا مبتذلًا وضعيفًا، والذي ينتج فناً يعبر عن ثقافة المجتمع واحتياجاته ومستقبله هو ذلك الفن الذي سيكتب له البقاء". وفي تصريحات خاصة ل"البديل"، أوضح صابر عرب وزير الثقافة أن مكتبه بالفعل أرسل ذلك البيان، لكنه لم يره بجانب أنه لم يقل هذا الكلام، مؤكدًا أن المجتمع هو الرقيب الأول والأخير، والمتلقي هو من يخلد عملا فنيًا وهو الذي يلقي بالمبتذل في سلة النسيان، موضحًا أنه طوال تاريخ السينما انتجت آلاف الأفلام، ما بقي هو الجاد والجيد والراقي، والناس هم الذين قرروا ذلك البقاء، لا قوانين أو لوائح. وأشار عرب أن ما نسب إليه من تصريحات يخالف ثقافته وتاريخه الفكري وقناعاته الشخصية، وتابع: لا يمكن أن أكون قد قلت هذا الكلام بذلك النص، كما أنني لا أقول الحديث مختلق، وإنما أعيد توظيفه أو تحويره بشكل لا يمكن أن أقبله أو أن أرضى عنه. ومن جهة أخرى قال عدد من المثقفين إن تلك التصريحات لا تتسق مع شخصية صابر عرب أو تاريخه الفكري والمعرفي. حيث أكد الروائي جمال الغيطاني أن هذا التصريح لا يتفق مع شخصية صابر عرب التي يعرفها، ولكن إذا صح فإن المسألة صادمة، وعلى عرب أن يوضح ذلك. ومن جهة أخرى قال محمد هاشم صاحب دار ميريت للنشر والتوزيع، أنه تصريح خطير ورفض أيضاً تصديقه من رجل على قدر كبير من الثقافة والمسؤولية، موضحًا إن من يخافون حقاً من تلك التيارات الإسلامية هم من يبحثون عن الحرية بمعناها الحقيقي، وتابع هاشم: إنه يحترم حرية الرأي لكل من لديه فكرة ورأي مخالف أو متضامن مع تلك التيارات، لكن التخوف الحقيقي ناتج من الهجوم غير المنطقي بالمرة على كل من يناصر حرية الفكر والرأي والثقافة. كذلك رفض الكاتب هدرا جرجس تصديق تلك التصريحات عن وزير الثقافة، وقال إنه رجل ثقافة ومسئول كبير ولا أعتقد أنه قال ذلك قصدًا، وأوضح أننا في ظل تلك الحركة الإخوانية فهناك أناس من التيارات الإسلامية نفسها مبتذلون، وأن الخوف الحقيقي من أحوال تلك التيارات الإسلامية وتقلباتها. وتساءل جرجس: من يحدد قدر الابتذال بالأساس، ففكرة الابتذال رأيناها أيضًا في شخص عبد المنعم الشحات بالإسكندرية وغيره الكثير ممن هاجموا المثقفين والفنانين دون سبب واضح، وقال على سبيل المثال مهاجمة الإخوان والتيارات الإسلامية لأدب رجل نوبل "نجيب محفوظ. و برغم عدم تصديق جرجس لتلك التصاريح قال إذا كان الوزير له منصب في ظل دولة إخوانية ويريد الحفاظ عليه فذلك شأنه و شيء يخصه وحده. مثقفون: التصريحات لا تتسق مع تاريخ الوزير وإن صحت فالمسألة صادمة وعلى عرب توضيحها