قالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إن الثورات العربية أظهرت منذ بدايتها الفكر الداعي للعودة إلي الإسلام في مقابل علمنة المجتمعات العربية والحداثة الغربية، وبدأ يظهر سعي السلفيين نحو السلطة، ففي مصر حصل حزب النور السلفي علي 24.4% من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، وفي تونس يزداد تألق أنصار حزب الشريعة بشكل مقلق، أما في سوريا فتقوم العديد من ألوية الكفاح المسلح مثل ( صقور دمشق، أحرار الشام) بالدعوة علنا للفكر السلفي. ونقلت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية مكالمة هاتفية مع ناشط سلفي بالقرب من ادلب بسوريا أن السلاح المفضل للسلفيين هو الدعوة، فيسعي السلفيون لفتح مكاتب للدعوة في جميع القرى السورية لربط السوريين بالإسلام بعد أربعين عام من التعليم العلماني البعثي، كما يجب علي كل سلفي يقاتل ضد نظام بشار الأسد أن يكون داعيا للدين في نفس الوقت. ويقول الجامعي "ماثيو غودير" وفقا للصحيفة: "بفضل الحركات الاحتجاجية بدأ يظهر الفكر السلفي بشكل أوسع، السلفيون الجدد سلميون وواقعيون، فهم يفضلون الان صناديق الاقتراع التي تضعهم في موقف إمكانية السيطرة علي حكم مصر وعلي تونس بشكل أقل"، مضيفا أن السلفيين يدركون حجمهم الحقيقي في المجتمع و لا يحلمون بنصيب أكبر. أما الصحيفة فقد عارضته في الرأي قائلة أن الحدود بين السلفية الجهادية و السلفية السياسية واهية في كثير من الأحيان و المثال السوري إثبات علي ذلك، فمازال بعض المتشددين في ادلب و جماعات سلفية اخري تريد فرض الدولة الإسلامية بالقوة في سوريا. و تقول الصحيفة إنه برغم طموح السلفيين للوصول للحكم إلا إنهم غير مستعدين لتقديم تنازلات، في نفس الوقت الذي توجد فيه قوة إسلامية تدعي "الإخوان المسلمين" تسيطر علي الحكم في مصر و مدعومة من قطر، حيث يقيم أحد القادة الروحيين لهم وهو الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد العلماء المسلمين.؟ و أضافت الصحيفة أن السلفيين نفسهم مدعومين من المملكة العربية السعودية بيت السلفية في العالم العربي. وعن علاقتهم بالغرب تقول الصحيفة أن المناقشات حول هذا الشأن لم تحسم بعد، ويقول الناشط السلفي أن المهم هو اتباع السنة و القران فمثلا يجب أن يكون الرئيس مسلما، و عن تواجد غير المسلمين من مجلس الشعب يقول :" يجب أن نجد طريقة معينة حتي اذا اصبحوا أغلبية لا يقرون تشريعات مخالفة للشريعة مثل السماح للسياح بشرب الكحول بحجة أن هذا يزيد من إيرادات البلد". السلفيون مدعومون من السعودية ورغم طموحهم للوصول للحكم إلا إنهم غير مستعدين لتقديم تنازلات