تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين عنه "المعارضة المسلحة" في أنحاء متفرقة من البلاد فيما تواصلت حملات القمع من جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدت إلي مقتل 11 شخصاً بينهم طفلتان. قالت لجان التنسيق المحلية إن من بين القتلي أربعة من الجنود المنشقين وسبعة مدنيين بينهم طفلتان. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن تصاعد العمل المسلح من قبل الجنود المنشقين ضد الجيش السوري وقوات الأمن ¢فرضه العنف المتواصل من النظام السوري ضد المتظاهرين. أعلن عبد الرحمن أن مجموعة من الجنود المنشقين عن الجيش النظامي هاجمت مكاتب تابعة لحزب البعث الحاكم في مدينة أدلب شمال غرب البلاد. وقال عبدالرحمن في تصريح لراديو ¢سوا¢ الأمريكي إن الهجوم وقع أثناء اجتماع لقيادات أمنية وعسكرية تابعة للنظام السوري داخل مقر الحزب الحاكم في محافظة أدلب. أضاف ان الهجوم علي المكاتب التابعة للحزب لم تكن لتدميرها بل لاجتماع عدد من القوي الأمنية فيها , مشيرا إلي أنه تم قصف المركز التابع للحزب بقذائف ¢أر.بي. جي¢ من قبل قوات ¢الجيش الحر¢ ثم وقعت بعد ذلك اشتباكات مع عناصر الأمن المكلفة بحراسة المبني.و لم ترد احصائيات عن عدد القتلي او الجرحي خلال الاشتباكات. كما هاجمت عناصر ¢الجيش السوري الحر¢ وهي مجموعة من الضباط والجنود المنشقين علي الجيش السوري. ثلاثة مواقع عسكرية تابعة للجيش. وقال الناشط عمر إدلبي إن دوي انفجارات عنيفة وطلقات بنادق آلية سمعت في حي دوماعلي مشارف العاصمة دمشق قرب موقع للمخابرات العسكرية. أضاف أن الأنباء الواردة من دوما أشارت إلي أن وحدة من الجيش السوري مدعومة بالدبابات طوقت المنطقة بأسرها. وأشار إدلبي إلي أن المنشقين هاجموا أيضا مكتبا للاستخبارات السورية في دير الزور قرب دمشق ومبني للمخابرات في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا. جاءت أعمال العنف بعد يوم من إعلان الجامعة العربية إمهال سورية ثلاثة أيام لتعيد الأمور إلي نصابها ولتتوقف عن أعمال العنف.وقال عماد مصطفي مندوب سوريا لدي الأممالمتحدة إن دمشق تبحث مقترح الجامعة العربية بإرسال مراقبين إلي سوريا لحماية المدنيين. من جهته. قال المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا محمد رياض شقفة ان الشعب السوري سيقبل تدخلا عسكريا تركيا وليس غربيا لحمايته من قوات أمن الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف شقفة الذي يعيش في المنفي بالسعودية في مؤتمر صحفي باسطنبول ان المجتمع الدولي يجب أن يعزل حكومة الاسد لتشجيع الناس علي المضي في سعيهم لانهاء أكثر من أربعة عقود من حكم عائلة الاسد. قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الصراع العنيف علي نحو متزايد بين القوات الحكومية وقوي المعارضة في سوريا ¢يشبه حربا أهلية¢. ودعا لافروف خلال مؤتمر صحفي بموسكو الأسد لتنفيذ إصلاحات ديمقراطية دون إبطاء. واقترح عليه أن يسمح بوجود مراقبين دوليين في البلاد. لكن المنسقة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون دعت الرئيس السوري بشار الأسد إلي التنحي عن السلطة.وقالت حان الوقت للأسد أن يتنحي..فمصير الوضع في سوريا يتعلق بمدي الضغط الذي من الممكن أن يمارسه المجتمع الدولي علي النظام. دعا حزب الله اللبناني إلي حل الأزمة في سوريا ب¢الحوار¢ معتبراً أن الضغط الدولي والعربي والتحريض لا يقدمان معالجة للوضع السوري.كما حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ¢رامين مهمان باراست¢ الجامعة العربية علي اتخاذ الاجراءات المناسبة بما يحقق السلام والاستقرار والتركيز علي المفاوضات بغية التوصل لحل للأزمة السورية. أعرب المتحدث الايراني عن اعتقاده بان القرار الاخير الصادر عن جامعة الدول العربية بوقف عضوية سوريا لن يساعد في حل المشكلة. داعيا في الوقت نفسه الي اتاحة الفرصة للأسد لتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها.