الاول من فبراير 2012 تاريخ أسود بكل المقايس فى تاريخ الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة هذا التاريخ الذى يوافق ذكرى مذبحة استاد بورسعيد والتى راح ضحيتها 74 شهيدا من مشجعى فريق الاهلى عقب مباراته مع المصرى البورسعيدى بالدورى العام . وعقب الانتهاء من المباراة توالت التداعيات لهذه المذبحة المروعة وطالب الجميع بدون استثناء بإيقاف النشاط الرياضى فى مصر ، وتم بالفعل تجميد النشاط للعبات الرياضية بمباركة من اتحادات هذه اللعبات. وبعد ذلك تمت رحلة البحث عن مرتكبى مذبحة بورسعيد بالإضافة إلى بعض القرارات الإدارية ضد النادى المصرى والتى تمثلت فى حرمانه من اللعب بالدورى العام لمدة موسمين ، إضافة إلى حرمانه من اللعب على استاد بورسعيد لمدة خمس سنوات. وكان لهذه القرارات تأثير ورد فعل قوى من جانب جماهير المصرى البورسعيدى حيث تم محاولة اقتحام مبنى هيئة قناة السويس فى بور توفيق ، والتهديد بتعطيل الملاحة فى المجرى المائى للقناة ، بالإضافة إلى إضراب عمال المنطقة الحرة فى بورسعيد عن العمل . وعلى صعيد متصل قامت النيابة بتحقيقات واسعة لمعرفة المتسبب فى كارثة استاد بورسعيد وبالفعل اسفرت التحقيقات عن احالة 77 شخصا إلى محكمة الجنايات ، بتهمة الضلوع والتسبب فى مجزرة بورسعيد وكان من بينهم 9 من قيادات الشرطة المسئولين عن الأمن فى محافظة بورسعيد وقت وقوع الكارثة . وبعد فترة هدئت حدة النبرة المطالبة بتوقف النشاط الرياضى ، وبالفعل بدء المنتخب القومى لكرة القدم رحلة التصفيات لكأس العالم 2014 ، ثم مشاركة الأهلى والزمالك فى بطولة دورى أبطال إفريقيا وأقيمت هذه المباراة فى مصر ولكن بدون حضور جماهيرى وأن كان هناك بعض المناوشات من الجماهير لاقتحام ملاعب المبارايات ، ووصل الأمر الى حضور 3 الأف مشجع من جماهير الزمالك فى أخر مباراة بدورى أبطال إفريقيا ضد فريق تشلسى الغاني. وتوسم البعض خيرا بعودة النشاط بشكل كامل مع بداية الحضور الجماهيرى فى مباراة الزمالك ، وما أن أعلن عن موعد مباراة السوبر بين فريقى الأهلى وانبى واعلان جدول مبارايات الدوى العام للموسم القام حتى اشتعلت الساحة الرياضية فى مصر بين مؤيد ومطالب بعودة النشاط الرياضى بدعوا ان الحياة يجب ان تعود إلى طبيعتها ، وبين رافض بشدة لعودة النشاط قبل القصاص لشهداء مذبحة بورسعيد ،لاسيما رابطة اولترس أهلاوي والتى قامت بالتصعيد بشدة ضد هذه القرارات ، بدئتها باقتحام ملعب مختار التتش بالنادي الاهلى وتسببت فى توقف تمرين فريق كرة القدم ، ثم تبعتها واقعة اقتحام اتحاد كرة القدم واتلاف بعض من محتوياته فى رسالة واضحة وقوية لرفض عودة النشاط الرياضى . وما بين مؤيد ومعارض جاء قرار النجم الكبير محمد أبوتريكة بعدم المشاركة فى مباراة السوبر تضامنا مع أهالى الشهداء ورابطة أولتراس أهلاوي ، ويشتعل الموقف أكثر ويهدد أعضاء أولتراس بقتحام ملعب مباراة السوبر فى برج العرب ، مهددين بمزيد من التصعيد طالما أن المحاكمات تسير ببطء -على حد قولهم- . على الجانب الاخر نجد أن هناك أربعة ملايين شخص يعملون فى المجال الرياضى ويكسبون قوت يومهم من العمل فى النشاط الرياضى ، ومن خلفهم أسرهم ، أطلقوا أيضا تهديدا وتحذيرا شديد اللهجة لكل من يعارض عودة النشاط الرياضى فى أسرع وقت ، حيث حذرو من "ثورة الجياع" سوف تقودهم الى الدخول فى مواجهة مباشرة مع الاولتراس والحركات السياسية التى تدعم الرافضين لعودة النشاط الرياضى . ومن بين المطالبين بعودة النشاط الرياضى أباطرة الفضائيات الرياضية ، الذين يقودون حملة إعلامية شرسة لتوجيه الراي العام ضد المُعطلين و"شوية العيال" على حد وصفهم ، فى إشارة إلى روابط الالتراس فى تناسى غير طبيعى لدور تلك الروابط فى نجاح ثورة 25 يناير وما تبعها من احتجاجات ضد سياسات المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية ، ولكن بالنظر إلى العائد الذى كان يدر من دخل الاعلانات فى هذه الفضائيات يجعل القائمين عليها يقاتلون أكثر من ذلك بكثير لعودة النشاط الرياضى . وما بين مؤيد ومعارض لعودة النشاط الرياضى يقف الكثير من المصريين عاجزين عن تحديد وجهتهم هل يؤيدو عودة النشاط الرياضى ويقفوا فى صف الاربعة ملايين شخص الباحثين عن "لقمة العيش" ، ويصبحوا فى نظر الطرف الأخر خائنون لدم الشهداء ، أم يقفوا فى صف أهالى الشهداء ويرفضون عودة النشاط حتى يعود حق الشهيد . Comment *