أوضح الروائي الجزائري واسيني الأعرج أن الثورات تمخضت عن شعوب مضغوطة ومكلومة عانت تحت نير الظلم والفقر سنوات طويلة, لكن على الثائر العربي أن يعي جميع التفاصيل التي تؤثر في توجيه مسيرة الثورات, مضيفا أن هناك موقفًا ثالثًا خلاف الوقوف بجانب الثورات، أو بجانب المستبدين، لأن هناك دماء سالت ومصابين ضحوا من من أجل تغيير مصائرهم, مؤكدًا أن فكرة الهجوم على الثورات أو الوقوف الكامل في صفها يبدو غير موضوعي لأن التاريخ العربي يشهد على تورط أيادي خارجية في توجيه الثورات في مسارات معينة لضمان مصالحها. وأضاف الأعرج، خلال الندوة التي عقدت أمس بمقر الهيئة العامة للكتاب لتوقيع إصدار "رماد مريم.. فصول من السيرة الرروائية" والتي صدرت عن سلسلة إبداع عربي، أن فكرة البحث في التاريخ وتبني اتجاه الرواية التاريخية في الإبداع الأدبي جاء إيمانًا منه أن التاريخ يكتبه المنتصرون, بطريقة قد تكون صائبة أو مغلوطة كما أن علاقته بالتاريخ ليست علاقة تسليم بقدر ما هي علاقة جدل وتساؤل, وأن الرواية التاريخية لابد أن تكون محاورة للتاريخ. وأشار الأعرج على كتاب "ألف ليلة وليلة" باعتباره كتاًبا مقدسًا بالمعنى الرمزي للكلمة, واعتبره الكتاب الوحيد الذي يرافقه في كافة تنقلاته عبر البلدان المختلفة, واعتبر رواية "دون كيشوت" من الروايات التي شكلت وعيه وساهمت في ترسيخ مصيره بالكتابة. وعن جدوي الكتابة، صرح الأعرج للبديل أن الكتابة اختيار مصيري لا يحق للكاتب أن يتراجع عن القيام بدوره تحت أي ضغط أو إحباط، مشيرًا إلى أن الكاتب يؤثر في الوعي الجمعي للشعوب، والتاريخ لا يغفر لهؤلاء المقصرين تجاه شعوبهم من الكتاب, مثلما لم يغفر لمئات الكتاب أبان الثورة الفرنسية وسلمهم لطي النسيان ولم يخلد إلا اسم بلزاك وعدد قليل من الكتاب الفرنسيين ممن تفاعلوا مع الثورات والتزموا تجاه شعوبهم سواء من على كرسي المعارضة أو التأييد. واعتبر الأعرج كتابة المبدع لسيرته الذاتية بنفسه أولى بكثير من أن يكتبها النقاد أو المقربين منه بعد وفاته, وأكد أن الروائي أعلم بمناطق النضوج داخل كتاباته الإبداعية وهو الأجدر على إبرازها ليخلق من كل بقعة ضوء داخل النصوص المتعددة عالمًا متكاملا يعبر عن مسيرة إبداعية امتدت لسنوات كثيرة من النضوج. يذكر أن نشر الأعرج قد أصدر فصول من السيرة الروائية كأول تجربة نشر له داخل مصر؛ حيث صدرت كل أعماله السابقة عن دور نشر لبنانية وسورية وفرنسية, واعتبر الأعرج أن تجربة النشر في مصر من التجارب الفاصلة التي ستقربه كثيرًا من القارئ المصري وبالأخص القارئ المصري الذي لا لم يتعرف على واسيني الأعرج إلا من خلال المواقع الإليكترونية. Comment *