نددت "حنان زبيس" الصحفية التونسية وعضو لجنة الحريات بالاتحاد الوطني للصحفيين التونسيين بالحملة الشرسة التي تقودها حكومة حزب النهضة ضد وسائل الإعلام, مشيرة إلى تعرض الصحفيين إلى الابتزاز والضغوط من قبل الحكومة. وكانت الحكومة التونسية قد أعلنت عن نيتها إجراء حركة تغييرات لتطهير الإعلام, فيما اتهمها الليبراليون بالسعي للسيطرة على وسائل الإعلام, و أصدرت السلطات سلسلة إجراءات أدت إلى فصل بعض المسئولين وتعيين آخرين في مناصب هامة بوسائل الإعلام الرسمية، ومن أبرز هذه القرارات فصل مدير قناة تلفزيونية وتعيين 9 مديرين جُدد في الإذاعة العامة، وإصدار مذكرة توقيف بحق مدير قناة تونسية، سامي الفهري، لبثه برنامجاً سياسياً ساخراً ينتقد رموزاً من حركة النهضة الإسلامي, وإقالة الصحفية بثينة قويعة من الإذاعة العمومية لبثها برنامجاً انتقدت فيه التعيينات الأخيرة في قطاع الإعلام. وفي حوار أجرته صحيفة "لونوفال اوبزرفاتور" الفرنسية، كشفت "زبيس" عن أن الصحفيين يتلقون تهديدات في مكالمات هاتفية بالتعاون وإلا ستصبح أسماؤهم علي القائمة السوداء التي قيل أنها قائمة الصحفيين المتعاونين مع الرئيس الهارب زين العابدين بن علي والتي وجدت بأحد القصور الرئاسية, بالإضافة إلي تهديدات يومية في مقر العمل أو في الشارع دون حماية من الحكومة ووزير الداخلية. وطالبت "زبيس" بضرورة تطهير جميع القطاعات عامة و قطاع الإعلام والصحافة خاصة من الرجال الذين خدموا بن علي و الذين يرأسون وسائل الإعلام الآن برغم ملفاتهم المعروفة لدي الحكومة والتي تستخدمها كما تشاء لإسكاتهم في الوقت الذي تريده، مثلما فعلوا مع سامي الفهري الزميل السابق لبلحسن الطرابلسي شقيق بن علي، ففي الوقت الذي رفض فيه وقف برنامجه وتم رميه في السجن. كما اتهمت "زبيس" الحكومة باحتكارها للسلطة و بأنها تتصرف مثل نظام بن علي فلا تري سوي مصالحها و تريد تكميم أفواه الصحافة من خلال استخدام وسائل الابتزاز، وقالت إن الناس وثقوا في حزب النهضة وانتخبوه لكنه لم يفعل شيئا وليس لديه سوي عطشه للسلطة الذي يدفعه للقيام بأي شيء فقط من اجل الفوز في الانتخابات القادمة. وعن الشعب التونسي قالت زبيس إن الناس يخافون من السلفيين-الجناح العسكري لحزب النهضة- بسبب عنفهم، وفي ظل تهاون الشرطة في أداء عملها لا يشعر العديد من المواطنين بالأمان في منازلهم، في الشواطئ، في المناسبات الثقافية وحتى في المساجد التي كانت ضحية بعض الأحداث الدامية. وكانت الحكومة التونسية قد أوقفت البرنامج الكرتوني الساخر "اللوجيك السياسي" بسبب نقده للإسلاميين وتعرض منتجه سامي الفهري للضغوط، قبل أن يتم إلقائه في السجن. الحكومة التونسية تقيل مسئولين وتعين آخرين بشعار التطهير.. ومذكرة توقيف بحق مدير قناة بسبب برنامج سياسي ساخر