كان نصيب محافظة الفيوم من مأساة غرق مركب قرب الحدود الليبية أربعة مفقودين من عزب "نجاتي" و"عبد النبي حسين" بقرية الروضة مركز طامية. المفقودون هم ماجد محمود عبد الشافى (22 سنة)، وأحمد محمود عبد الرحمن (23 سنة)، وحسين عبد الله إسماعيل. أما الناجي الوحيد من مفقودي الفيوم، فهو محمد جمعه عبد الواحد (22 سنة). في منزل بسيط بمركز طاميه يروي والد الناجي الوحيد ل"البديل" الأسباب التى دفعت ابنه إلى رحلة غير مأمونة العواقب يحفها الموت من كل جانب. يقول جمعه عبد الواحد إن ابنه حصل على دبلوم الزراعة، لكنه لم يجد عملا بعد التخرج يتعلق بالزراعة فاتجه للعمال في مجال البناء. "محمد" متزوج منذ 4 أشهر ويسكن مع والده في حجرة واحدة وضغوط الحياة ومتطلباتها لا ترحم. يقول والده: "قرر السفر لجلب المال لعله يبني مسكنا خاصا به". استخرج ابن محافظة الفيوم جواز سفره استعدادا للسفر إلى أي مكان كما يقول والده لكن أشخاصا نصبوا عليه وأقنعوه بالسفر إلى ليبيا مقابل 3500 جنيه. المفاجأة التى كانت تنتظر "محمد" أن هؤلاء الأشخاص الذين تعهدوا بتسفيره إلى ليبيا تركوه ومعه عدد من الشباب المصري في مدينة السلوم للصيادين، الذين وضعوا 40 شخصا في مركب لا يستوعب أكثر من 15 شخصا، واخذوا من كل شاب ألف جينه إضافية. في المساء وصل الأب اتصال من ولده: "المركب غرقت وأنا سبحت 10 كيلومترات على مدار 13 ساعة عشان أوصل للشط"، يستكمل الوالد: "كان منهارا من الحزن على زملائه على الذين فارقوا الحياة غرقا ثم القت السلطات الليبية القبض عليه". المأساة يزداد وقعها حدة وألم في منازل أهالي المفقودين، فهم معلقون بين الأمل والرجاء في عودة الأبناء. في منزل ماجد محمود (المفقود في حادث غرق المركب) يتحدث والده محمود عبد الشافي عن ظروفه قبل السفر: "هو الخامس بين أخوته، وابني الأصغر.. حصل على الإعدادية ثم ظل عاطلا ل6 سنوات"، ويضيف: "كان لديه حجرة وحيدة يحاول تجهيزها للزواج فيها.. لذا استدان 3 آلاف جنيه ونصف وقرر السفر بطريقة غير شرعية". يختم والده الحديث: "كان محدد ميعاد الفرح بعد سنة وكل الناس عرفت.. كان لازم يسافر لم استطع منه من السفر". في حالة المفقود أحمد محمود عبد الرحمن لا يختلف الوضع كثيرا.. تشابهت الظروف واضطر كزملائه للتعامل مع نفس السماسرة الذين أقنعوهم بالسفر إلى ليبيا وأخيرا نفس القارب ونفس النهاية. والد أحد المفقودين: ظل عاطلا ل6 سنوات وسافر لأجل تجهيز حجرة للزواج من ابنه عمه سماسرة أخذوا 3500 جنيه من كل شاب وسلموهم في السلوم.. والصيادون وضعوا 40 شابا في مركب لا يتحمل أكثر من 15 فردا باتجاه ليبيا