قال السفير أشرف شيحة القنصل العام المصرى فى بنى غازى، فى تصريح خاص ل«الوطن» إن السلطات الليبية ستسلم المواطن المصرى الناجى من الغرق فى المياه الليبية إلى المخابرات المصرية بمنطقة السلوم، وأوضح أنها تقوم حاليا بتمشيط السواحل الليبية للبحث على ناجين آخرين فى حادث غرق المركب المصرى أمام السواحل الليبية، وأكد أن قوات الأمن الليبية تنسق مع المخابرات المصرية وقوات حرس الحدود من أجل إلقاء القبض على أصحاب المراكب التى يستخدمونها فى التسلل إلى ليبيا وتسهيل عملية الهجرة غير الشرعية، وذلك لمنع تجدد عمليات التسلل بين مصر وليبيا التى تعرض حياة المتسللين للخطر وتسمح بعمليات التهريب وتنشر الفوضى على الحدود المشتركة بين الجانبين. من ناحية أخرى، سيطرت حالة من الترقب والقلق على أهالى عزبتى نجاتى وعبدالنبى فى الفيوم لمعرفة مصير أبنائهم المفقودين بعد غرق مراكب الصيد ال3، و«نجاتى» عزبة صغيرة تضم عددا من المنازل ذات الدور الواحد تبعد حوالى 8 كيلومترات عن مدينة طامية، يسافر شبابها للبحث عن لقمة العيش هربا من الفقر. «الوطن» رصدت حالة الترقب التى سادت بين أهالى الشباب المفقودين. قال محمد محمود عبدالرحمن شقيق أحد المفقودين: «شقيقى يبلغ من العمر 23 سنة وكان يعمل باليومية قبل سفره، وخطب قريبة له منذ 6 أشهر فقط، وأحد أصدقائه شجعه على السفر إلى ليبيا من أجل البحث عن أكل العيش، وفوجئنا منذ 10 أيام بأنه يخبرنا برغبته فى السفر إلى ليبيا، وأن هناك شخصا يدعى «ممدوح»، سائق ميكروباص، من قرية على بحيرة قارون لا يعرفون اسمها سيتولى تسفيرهم إلى ليبيا مقابل 3500 جنيه، وعلمنا من صديقه الذى نجا أنهم استقلوا السيارة وتوجهوا إلى منفذ السلوم للعبور إلى ليبيا، ولكن السائق قال لهم إن هناك مشاكل وصعوبة فى عبورهم إلى ليبيا وحصل من كل منهم على 100 جنيه نظير نقلهم من الفيوم إلى السلوم، وطلب منهم العودة إلى الفيوم، ولكنهم رفضوا ووجدوا بعض الصيادين من أصحاب مراكب الصيد الصغيرة الذين عرضوا عليهم نقلهم عبر البحر إلى ليبيا مقابل ألف جنيه للفرد، وبعدها أبلغنا أصدقاؤه أنهم قبض عليهم وحتى الآن لم يتصل بنا أى مسئول سواء من وزارة الخارجية أو الداخلية، وما نريده الكشف عن مصير شقيقى، ومعرفة أى معلومات عنه». وبدأ جمعة عبدالواحد عبدالقادر «فلاح» من عزبة «نجاتى» ووالد الناجى من الغرق كلامه قائلا: ابنى «محمد» الحمد لله سمعنا صوته واطمأننا عليه بعد أن اتصل من ليبيا وهو محتجز هناك، وأضاف: «محمد» حاصل على دبلوم زراعة ويبلغ من العمر 23 سنة، كان يعيش معنا فى المنزل بعد أن قضى الخدمة العسكرية منذ حوالى 8 أشهر، ومتزوج منذ 4 أشهر فقط، ويعيش مع زوجته فى غرفة داخل المنزل، وكان قبل سفره يعمل باليومية فى البناء ينتظر دخله يوما بيوم، وكان يتجه إلى القاهرة للعمل قبل أن تأتيه فكرة السفر إلى ليبيا، وعندما ضاق به الحال فكر فى السفر بحثا عن المال، حتى يبنى لنفسه بيتا يعيش فيه مع زوجته، واستخرج جواز سفره وذهب إلى سائق سيارة ميكروباص معروف أن له باعاً فى تسفير الشباب إلى ليبيا وأعطاه جواز سفره ليحضر له تأشيرة دخول ليبيا للعمل هناك مقابل مبلغ مالى 3500 جنيه، واستقلوا السيارة ولم نعلم عنه شيئا من وقتها حتى اتصل علينا وأبلغنا أنه محجوز لدى السلطات الليبية وهو يبكى، وأخبرنا بأنه الوحيد الذى نجا ولا يعرف مصير أصدقائه الثلاثة الذين سافروا معه، وهم: حسين عبدالله، وأحمد محمود عبدالرحمن، وماجد محمود عبدالشافى». وأوضح أن ابنه كان معه على متن المركب 40 شخصا على الرغم من أن طاقته 20 شخصا فقط وعقب غرق المركب ظل محمد يسبح فى المياه حوالى 13 ساعة حتى ضبطته السلطات الليبية. وفى عزبة عبدالنبى حسين، المجاورة لعزبة «نجاتى» وهى عزبة عبارة عن 8 منازل فقط وهم أولاد عم، قال محمود عبدالشافى السيد «72 سنة»، فلاح، والد «ماجد» المفقود والبالغ من العمر 22 سنة، وله 4 أشقاء هو أصغرهم، «نجلى حصل على الإعدادية، ولم يؤد الخدمة العسكرية وخطب ابنة عمه من نفس العزبة منذ عام وقبل سفره كان يعمل سائق حفار، وأحيانا «تباع» على سيارة أجرة، وأخبرنا بأنه سيسافر إلى ليبيا بعد أن ظل طوال شهر رمضان بلا عمل، وكان مدخرا حوالى 1500 جنيه، واستلف حوالى 500 جنيه، دون أن يخبرنا بأنه حاصل على تأشيرة دخول من عدمه. وأضاف: رفضنا سفره ولكنه أصر، وقال إنه سيسافر مع أصدقائه من العزبة حتى يحصل على فرصة عمل تساعده على تحقيق حلمه لبناء شقة له بالمنزل حتى يتزوج فيها، وابنى لا يحب المغامرات، وكانت حياته هادئة، ولكن البطالة دفعته إلى السفر للبحث عن فرصة عمل، وكل ما نتمناه أن نعرف إذا كان حيا أم ميتا.