ذكر تقرير نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن التدابير الاقتصادية التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثارت حوله الكثير من الانتقادات ، مشيرة إلى أن الحكومة تحاول الآن الهروب من الأزمة الائتمانية التي تضخمت أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال اتخاذ خطوات جادة لتجنب الركود . وتضيف الجريدة أنه بعد أن أكدت الحكومة الإسرائيلية لشعبها خلال السنوات الثلاث الماضية أن الإقتصاد الإسرائيلي متفوقاً على باقي اقتصاد العالم ، فقد فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكثيرين هذا الشهر بوضع برنامج يقوم على تدابير التقشف وذلك بفرض ضرائب أعلى على الدخل والسجائر و "البيرة" وكذلك رفع ضريبة القيمة المضافة وهي ضريبة تفرض على المبيعات بنسبة من 16% إلى 17%. وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن إسرائيل تحاول جاهدة هذا العام العمل على زيادة ناتجها المحلي بنسبة تزيد على 2.8% . وهذا أقل من النسبة التي حققتها في العام الماضي والتي وصلت 4.7%، ولكنها مع ذلك لاتزال تقترب من ضعف معدل النمو الأخير في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وكذلك أفضل بكثير من الاقتصاد الأوروبي.لكن المؤشرات الاقتصادية حتى الآن تشير إلى أنه هناك الكثير من التحديات المقبلة . وأكدت الجريدة أن نسبة البطالة في إسرائيل ارتفعت من 5.5% العام الماضي إلى 7.2% في شهر يونيو الماضي لهذا العام ، لافتة إلى أنه وفقاً لتقرير معهد التصدير الإسرائيلي فإن الصادرات التي تشكل جزءاً كبيراً من الاقتصاد الاسرائيلي قد سجلت أشد انخفاض لها خلال ثلاث سنوات ، إضافة إلى عجز الميزانية الذي تضاعف خلال العام الماضي، مما ذهب بعلماء الاقتصاد للتنبوء بأن الحكومة لن تصل لهدفها عام 2013 في الحفاظ على نسبة 3% من العجز في الناتج الإجمالي المحلي ، خاصة في ظل ما أصدره بنك إسرائيل من تحذير شديد اللهجة - في وقت سابق من الشهر الجاري - من أن العجز في الميزانية من الممكن أن يؤثر على الثقة الدولية في سياسة إسرائيل المالية والتي كانت حاسمة في تشكيل النجاح الاقتصادي للبلاد في السنوات الأخيرة. ورغم الاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت اسرائيل العام الماضي فقد جاءت تدابير التقشف تلك لتظهر رد فعل غير مسبوق حول تكاليف المعيشة في اسرائيل. وأوردت الصحيفة أن نتنياهو قد دافع على زيادة الضرائب كخطوة استبقاية للحفاظ على المسار المالي للأمة. بعد أن وجه كلمة مختزلة للإسرائيليين أخبرهم فيها بأنه " لن يقدم وجبات غداء مجانية" وهو تصريح أثار هجوم قادة المعارضة سريعاً متهمين رئيس الوزراء بأنه بعيداً كل البعد عن الكفاح المالي للطبقة المتوسطة. وأضافت الجريدة أن استطلاعات الرأي قد تضر بشعبية نتنياهو. وأعقبت أنه طبقاً لاستطلاع الرأي التي نشرته جريدة هآآرتس الاسرائيلية ذات التوجه اليساري أن شعبية نتنياهو كانت قد انخفضت بنسبة 30% عن انخافضها لنسبة 50% في وقت سابق من هذا العام. وأعقبت الجريدة أن محافظ بنك إسرائيل ستانلي فيشر قد أشاد بخطة التقشف التي وضعها نتنياهو ووصفها "بالخطة الشجاعة" ولكنه حذر أنها قد لاتكون كافية في حال تفاقم أزمة الديون الأوروبية حيث تعتبر أوروبا الوجهة الأساسية للصادرات الإسرائيلية. ولكن بعض علماء الاقتصاد يقولون إن الحكومة تستخدم أوروبا ككبش فداء ، مصرين على أن المشكلة الكبرى أن إسرائيل كانت قد زادت من معدل الإنفاق الحكومي في السنوات الأخيرة. ونقلت على لسان جونثان كاتز خبير اقتصادي بالشركة القابضة للاستثمارات بتل أبيب أن " القلق الأكبر هو من الارتفاع السريع في النفقات".. مضيفا "أن الإنفاق الحكومي حتى الآن قد اقترب من نسبة 9% أعلى مما كان في نفس الفترة من العام الماضي". وتقول الجريدة أنه نتيجة للخوف من البرنامج النووي الإيراني وعدم الاستقرار التي تشهده المنطقة كان نتنياهو قد خصص مبلغ 800 مليون دولاراً إضافياً للجيش هذا العام، وهو عكس ما كان تعهد به من قبل من تخفيض الإنفاق الدفاعي. ووفقاً للإعلام الإسرائيلي تقول الجريدة أن الحكومة قد أضافت امتيازات خاصة للمستوطنين بالضفة الغربية بإضافة 270 مليون دولار. وقد زادت أيضاً الإنفاق على التعليم والإسكان نتيجة للاحتجاجات الشعبية العام الماضي. وتؤكد على لسان عمر موئاف أستاذ الاقتصاد بجامعة تل أبيب أن "زيادة الإنفاق وزيادة الضرائب كانتا مفاجئة لأن نتنياهو كان قد عارض من قبل تلك الإجراءات التي كان قد طالب بها وزير المالية وبدلاً من الاقتطاع من الفوائد كان قد دعا إلى خفض الضرائب وخصخصة الوظائف الحكومية لزيادة الكفاءة". وتشير الصحيفة إلى أن الأسوء من كل هذا أن النقاد يقولون أن تلك الإجراءات التقشفية لن توفر سوى ثلث الإيرادات التي تحتاجها إسرائيل لسد العجز. هذا ويرجع ذلك جزئياً إلى تراجع نتنياهو عن عدة أحكام بما في ذلم زيادة الضرائب على الطبقة المتوسطة وسط معارضة من شركائه في الائتلاف الحاكم. وكنتيجة لكل ذلك، فإن تمرير الميزانية الجديدة سوف يرتفع إلى قمة الأعمال السياسية هذا العام، وتوقع الكثير من الفشل في التوصل لاتفاق سوف يزيد من الضغط جول المطالبة بانتخابات مبكرة. المعارضة الإسرائيلية تتهم رئيس الوزراء بأنه بعيداً كل البعد عن أزمات الطبقة المتوسطة الصحيفة: الإجراءات التقشفية لن توفر سوى ثلث الإيرادات التي تحتاجها إسرائيل لسد العجز