تناولت صحيفة "لو نوفال اوبزرفاتور" الفرنسية أحداث الاشتباكات بين الشباب والشرطة في مدينة أميان الواقعة شمال فرنسا مقارنة إياها بأحداث شغب سابقة، ملقية اللوم علي الشرطة حيث اعتبرتها سبب المشكلة نظرا للعنف الذي تتعامل به والذي اصحب معتاد جدا مؤخرا. و قال الكاتب الصحفي"ألان برثو" في مقاله بالصحيفة أن "المشاجرات التي تمت في أميان في الثالث عشر من شهر أغسطس الجاري ليست مفاجئة علي الإطلاق بل هي استمرار لاشتباكات عنيفة مستمرة منذ عشر سنوات علي الأقل بين شباب المناطق الشعبية و الشرطة". وأضاف الكاتب "أن هذا التوتر الشديد بين الشباب والدولة الممثلة في الشرطة يمكن أن يأخذ منحني أكثر مأساوية في ظل استمرار المواجهات بين الطرفين منذ أكثر من عقد، حيث اندلعت أحداث الشغب بعد وفاة كل من "بونا تراوري" و"زييد بينا" اكتوبر لم تكن هذه هي أحداث الشغب الوحيدة، فلقد تلتها اشتباكات عنيفة هزت بلدية "فيليرز لوبيل" في الضواحي الشمالية لباريس في عام 2007 بعد وفاة "موشين" و"لارامي" ،ومازال الخلاف قائم بين الطرفين بسبب الإذلال المتعمد اليومي والذي ظهر في الفيلم الوثائقي ل"مروان محمد" و"صامويل للوريه" في عام 2010، وبالطبع يتسع الخلاف لان الشباب المشاركين اليوم كانوا أطفال في عام 2005". وقال الكاتب أن "عند تتبع هذه الظاهرة بعناية نجد آن هذه الاشتباكات إن لم تكن أعمال شغب- لم تكن محط اهتمام الصحف بالرغم من حرق الأتوبيسات والسيارات وإلقاء الأحجار والزجاجات منذ مقتل شاب في مدينة "ماسي" علي يد الشرطة في الرابع والعشرين من شهر مايو الماضي والذي أدي لاندلاع الاشتباكات"، ويضيف الكاتب قائلا:" هذه الحالة حادة بشكل خاصة و لكن ليست فريدة من نوعها في بلادنا ". وسرد الكاتب عدة أحداث مماثلة في مختلف أنحاء العالم مشيراً إلى "أن منذ عام 2001 حدث أكثر من 100 عمل شغب تلي حادثة وفاة شاب متورطة فيها الشرطة في جميع أنحاء العالم، مثل الأحداث المؤلمة التي جرت في لندن منذ عام و أحداث سيدي أبو زيد بتونس في السابع عشر من شهر ديسمبر لعام 2010". وانهي الكاتب مقاله قائلا " أحداث الشغب هي إنذار بان هناك جرح اجتماعي حقيقي وهذا الإنذار لن يستمر لفترة طويلة،وفي ظل عنف الشرطة وجمود النظام القضائي فان حياة ومستقبل هؤلاء الشباب في خطر لمجرد أنهم يعبرون عن غضبهم ورفضهم للظلم في حين إننا لم نعطيهم أي طريقة أخري للتعبير عن مشاعرهم،و التاريخ يعيد نفسه في نوع من اللامبالاة الهادئة". Comment *