في الوقت الذي لا يجد الأدباء والكتاب والمفكرين المصريين تكاليف العلاج, وحتي العلاج علي نفقة الدولة ليس متاحا لكل المثقفين والمبدعين؛ نجد الكتاب والمفكرين في الدول المتقدمة يحصلون علي مكاسب سنوية تصل إلي عشرات الملايين, بينما أكثر الكتاب شهرة وتوزيعا للكتب في مصر يحصل علي أقصي تقدير علي مئات الالاف وعددهم لا يتعدي اصابع اليد الواحدة, ويليهم مجموعة من الكتاب المشهورين الذين يحصلون علي بضعة الالاف حصيلة نسبتهم من بيع كتبهم وهؤلاء ايضا لا يتجاوز عددهم 10-15 كاتبا , بينما أغلب الكتاب ينشرون كتبهم علي نفقتهم الخاصة. ويجب علي الكتاب تحمل البيروقراطية والروتين وانتظار سنوات طويلة للنشر في الهيئات الثقافية التابعة للدولة مثل هيئة الكتاب وقصور الثقافة, كما لا يجد الكثير من شباب الأدباء والكتاب تكاليف نشر كتبهم, حتي وان نشرت في العديد من دور النشر التي انتشرت في مصر في الفترة الأخيرة, فإنها لا تجد اهتمام الاعلامي او صدي جماهيري, وربما تذوي مواهب كانت مبشرة, لأنه يلزم للكاتب المصري أن يدفع تكاليف النشر أو واسطة ومحسوبية للنشر تبع الدولة. كما أن كثيرا من دور النشر اتفقت علي الا تدفع أجورا للكتاب ولكن تعطيهم نسبة من توزيع الكتاب تتراوح ما بين 10-15% من ثمن الكتاب الذي يصل سعره إلي 30- 60 جنيها, وتكون متوسط عدد الكتب في الطبعة الواحدة حوالي 3000 نسخة. حول أجور الكتاب في مصر صرح الروائي ابراهيم عبد المجيد للبديل أن الكتاب المصريون لا يحصلون علي اجور لأن سوق الكتابة ضعيف ولا يشجع علي الابداع لذلك لا يمكن لاي مبدع أن يعيش علي ما تدره الكتابة من مكاسب, وأضاف أن الذين يحصلون علي اجور للكتابة عددهم جد قليل وهم الكتاب المشهورين الذين ينشرون في دور نشر كبري مثل الشروق ويحصلون علي نسبة نتيجة بيع كتبهم, ولا يزيد متوسط ما يحصل عليه هؤلاء الكتاب عن 50 ألف جنيه. وأضاف عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن أعراف مهنة نشر الكتب هي أن يحصل الكاتب علي نسبة من توزيع كتبه تتراوح ما بين 10-15% من ثمن الكتاب وليس أجرا ثابتا عن الكتاب, والذين يحصلون علي مبالغ مالية كبيرة نتيجة بيع طبعات عديدة من كتبهم هم النجوم والمشاهير فقط مثل محمد حسنين هيكل وعلاء الأسواني, أما باقي الكتاب, فإن نسبة توزيع كتبهم ضعيفة ولا يحصلون علي ربح يذكر. وأشار أحمد الزيادي مدير دار الشروق إلي أن أعلي أجر حصل عليه كاتب من دار الشروق هو 200 ألف جنيه حيث يحصل الكاتب علي نسبة 10-15% من توزيع الكتاب الذي تطبع منه الدار حوالي 3000 نسخة في الطبعة الواحدة. واضاف الزيادي أن اكثر الكتب توزيعا وتدر دخلا كبيرا للكاتب هي كتب هكيل والاسواني ويوسف زيدان وبلال فضل ويوسف القرضاوي وطارق البشري وفهمي هويدي. أما موسي علي المسئول الاعلامي في الدار المصرية اللبنانية فقد صرح للبديل ان الروايات هي من أكثر الكتب توزيعا يليها الكتب العلمية التي يدرسها الطلبة في الكليات, وأكثر الكتب توزيعا هي كتب ابراهيم عبد المجيد, ناصر عراق, اشرف العشماوي نور عبد المجيد, هشام الخشن. ويحصل الكاتب علي نسبة من ارباح توزيع الكتاب وتصل مكاسب اكثر الكتاب شهرة لحوالي 25-30 الف جنيه. الجدير بالذكر أن موقع رويترز نشر مكاسب واجور الكتاب الأكثر مبيعا علي مستوي العالم, فقد وصلت المكاسب السنوية للكاتب جيمس باترسون إلي 90 مليون دولار, والكاتب ستيفن كينج إلي 39 مليون دولار, تلته مؤلفة روايات التشويق والإثارة جانيت إيفانوفيتش التي برزت كأكثر الروائيات ثراء بمكاسب بلغت 33 مليون دولار. ثم جاء في المرتبة التالية مؤلف الدراما القانونية جون جريشام بدخل قدره 26 مليون دولار بينما حل الكاتب جيف كيني مؤلف سلسلة "الفتى الضعيف" في المرتبة الخامسة بمكاسب قدرها 25 مليون دولار. وكان للكاتبات نصيبهن من الدخول السنوية المرتفعة منهم جاءت كولينز في المرتبة الثامنة بالقائمة وكان معظم دخلها الذي بلغ 20 مليون دولار حصاد نجاح كتب "مباريات الجوع" التي تحولت أولى نسخها إلى فيلم سينمائي. بينما حلت رولينج مؤلفة روايات "هاري بوتر" في المرتبة العاشرة بمكاسب قدرها 17 مليون دولار. وتدخل رولينج سوق الروايات الموجهة للكبار بعمل جديد هو "الوظيفة العارضة" المقرر نشره في سبتمبر أيلول. أما جيمس مؤلفة روايات "50 ظلا للرمادي" فقدرت مكاسبها بأكثر من مليون دولار أسبوعيا خلال ذروة نجاح عملها. Comment *