نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرا عن عمليات خطف السائحين في سيناء مسلطة الضوء على أحدث عملية خطف والتي قام بها أبو مسوح , البدوي الذي يعيش في سيناء المصرية , حيث قام باختطاف اثنين من السائحين الأمريكيين ومرشدهم المصري . وأشارت الصحيفة إلى أن الدافع وراء عمليات الخطف الأخيرة , التي أصبحت تقليدية , في شبه جزيرة سيناء المصرية ليس التطرف الديني أو الرغبة في المال من خلال طلب فدية من عائلات الرهائن، ولكنها رغبة يائسة لجعل الحكومة تستمع إلى المجموعات المهمشة . وذكرت الصحيفة أن دوافع عملية الخطف التي قام بها السيد أبو مسوح كانت لأن الشرطة ألقت القبض على عمه واتهمته بحيازة مخدرات , في حين يقول أبو مسوح أن عمه بريء ، ولكن لا يوجد أحد يستمع إليه . لذلك هو فعل ما فعله البدو في شبه جزيرة سيناء بصورة متزايدة في الأشهر ال 18 الماضية عندما كان لديهم مظالم ضد الحكومة , وقام بخطف اثنين من السياح الأمريكيين ومرشدهم المصري . كان السائحان الاثنان , الكاهن ميشيل لويس وليزا ألفونس , مسافرين إلى دير سانت كاترين مع مرشدهم المصري ، هيثم رجب ، عندما أخذهم أبو مسوح من حافلة يوم 13 يوليو . وأطلق أبو مسوح سراحهم سالمين بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع مسئولين أمنيين مصريين ، رغم انه لم يتم الإفراج عن عمه . و في مقابلة عبر الهاتف من سيناء مع صحيفة كريستيان ساينس مونيتور , قال أبو مسوح " أنا كان صوتي ميت ، وعندما اختطفت السائحين ، تم سماع صوتي . فعندما أتصل السائحون الأمريكيون بالسفارة الأمريكية وأخبروهم عن عمي ، الناس سمعت صوتي " . وأضاف الخاطف ، الذي يقول إن عمره 32 عاما ولكن لديه صوت يبدو أنه أكبر من ذلك بعدة عقود، انه أوقف الحافلة بشكل عشوائي ، وأظهر للرهائن حسن الضيافة . وقال " أنا قلت لهم أنتم ضيوفنا في سيناء ، وأنا مضيفكم وحاميكم . وأخبرتهم بقصتي وبقضية عمي" . وأوضح أبو مسوح أن معاملته للرهائن تبين انه ليس من هذا النوع من الأشخاص الذين توصفهم الشرطة . وقال " عندما اختطفتهم ، أنا عاملتهم بشكل جيد على الرغم من أنهم غير مسلمين ومسيحيين - ولكنهم لديهم أطفال مثلى . وأطفالهم ينتظروهم ليلا مثلما يفعل أطفالي . أنا لدي أخلاق وإنسانية " . ورغم أن المسئولين المصريين لم يستسلموا لمطالبه, إلا أن أبو مسوح ، الذي كان قد وعد باحتجاز الرهائن حتى يتم الإفراج عن عمه ، قال أن حديثه مع الأمريكيين الاثنين أقنعه بالسماح لهم بالرحيل . فقال أن " السيدة قالت له إن لديها أطفال في أميركا والرجل الذي كان معها قال انه كاهن متوجه للحج في إسرائيل " . وقال أبو مسوح أن الكاهن قال له " أنا لدي أطفال وعمل ، وأنا بريء , تخيل نفسك في أميركا ، وبعض الناس اختطفوك على شيء لم تفعله ، ماذا ستفعل ؟ " . وأشارت الصحيفة إلى انه نتيجة لعقود من التهميش والتمييز ضدهم من قبل الحكومة وبعد ما يقرب من عقد من حملات الشرطة ضدهم ، يقول سكان شبه جزيرة سيناء أن خطف الأجانب هو الطريقة الوحيدة لإجبار السلطات على الاستماع لمطالبهم . فمع الفراغ الأمني الذي ساد منذ الانتفاضة ضد مبارك في العام الماضي ، أصبح السياح الأجانب في سيناء هدفا سهلا إلى حد ما . ونقلت الصحيفة عن هبة موريف ، وهى باحثة لدى هيومن رايتس ووتش بالقاهرة , قولها أنه " كان هناك فشل منهجي للدولة على مدى العقد الماضي على وجه الخصوص في إعطاء أي شكل من الأشكال الأولوية لحقوق البدو ، من منظور اجتماعي واقتصادي أو سياسي " ، وأضافت " كان يتم التعامل مع سيناء باعتبارها مشكلة أمنية بدلا من اعتبارها منطقة يسكنها أشخاص لديهم حقوق ." وقال أبو مسوح لكريستيان ساينس مونيتور أنه " عندما نذهب إلى القاهرة أو الدلتا ويتم إيقافنا لفحص الهوية ، يتم معاملتنا كأجانب . نحن يتم وصفنا كتجار مخدرات أو يهود سيناء " . وأضاف أبو مسوح , الذي كان متحمسا ليخبر قصته للصحفيين وبدا مرتاحا في مقابلة هاتفية طويلة , " أنا مصري مثلهم " . وذكرت الصحيفة أن نشطاء حقوقيون يقولون أن الحكومة المصرية لم تحاول أبدا دمج البدو ضمن السكان . فالبدو ليس لديهم نفس النوع من الحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة والخدمات الحكومية الأخرى التي لدى السكان المصريين في دلتا النيل وليس لديهم فرص عمل كثيرة خارج القطاع السياحي . حتى أن العديد من فرص العمل في القطاع السياحي يتم إعطائها للمصريين من خارج سيناء بدلا من السكان المحليين , بالإضافة إلى أن خلافات مع الحكومة حول حقوق ملكية الأرض تعمق أيضا الاستياء . لذلك نظرا لندرة الفرص الاقتصادية المشروعة , تحول بعض البدو إلى نشاط غير قانوني , مثل أنشطة تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر التي هي أعمال تجارية منتشرة في سيناء . ونتيجة للفراغ الأمني منذ بدء الانتفاضة العام الماضي , نمت قوة الجماعات الإسلامية المتطرفة . جدير بالذكر انه ابتداء من أواخر عام 2004 ، أصبح الإرهاب مشكلة في سيناء حيث أن سلسلة من التفجيرات استهدفت منتجعات سياحية تسببت في حملات هجوم مكثفة من قبل الشرطة . وفى هذا الصدد يقول أبو مسوح أنه هو وعمه من ضحايا سياسات الشرطة . وقال أن " هناك رجال شرطة يسيئون لنا هنا لأننا ليس لدينا صوت . نحن مضطهدون هنا " . أبو مسوح تم الحكم عليه بالسجن لأكثر من 100 سنة في السجن غيابيا . لكنه يقول أن رجال الشرطة اتهموه بارتكاب جرائم لم يرتكبها لأنه رفض أن يعمل مخبرا . الحكومة أصدرت ضدي أحكاما غيابية ب 100 سنة سجن في قضايا ملفقة لأنني رفضت العمل كمرشد للشرطة قلت للسياح أنتم ضيوفنا في سيناء وأنا وحاميكم وأخبرتهم بقصتي وبقضية عمي وأفرجت عنهم لأني لدي أطفال مثلهم عاملت السياح بشكل جيد لأن لديهم أطفال مثلي .. وأطفالهم ينتظروهم ليلا مثلما يفعل أطفالي أنا لدي أخلاق وإنسانية " . الصحيفة :الدافع وراء عمليات الخطف في سيناء ليس التطرف أو الرغبة في المال ولكنها رغبة يائسة لإعلان المظالم