علقت صحف أجنبية على تصريحات المشير محمد حسين طنطاوى أمس الاحد خلال حفل تسليم قيادة الجيش الثانى الميدانى بالاسماعيلية والتى قال فيها أن " مصر لن تسقط ابدا . انها ملك لجميع المصريين وليس لمجموعة معينة - والقوات المسلحة لن تسمح بأن تكون مصر ملكا لمجموعة معينة " . فقالت صحيفة واشنطن بوست أنه فى الوقت الذى حثت فيه كلينتون على ضرورة الحوار والتفاهم بين كل الاطراف , جاءت تصريحات المشير طنطاوى لتصعد من حدة المواجهة السياسية مع جماعة الإخوان المسلمين . وعلى الرغم من أن المشير طنطاوى لم يحدد جماعة الاخوان بالاسم ، ولكن اشارته بأن الجيش لن يسمح بأن جماعة تستحوذ على نفوذ كبير كانت واضحة أنه يقصد بكلامة جماعة الاخوان . وتشير الصحيفة الى أن هذه التصريحات الحادة للمشير طنطاوي جاءت بعد ساعات فقط من لقائه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ، والتي حثت فيها على العمل مع الرئيس الاسلامى محمد مرسي , وعلى الانتقال الكامل إلى الحكم المدني . وذكرت الواشنطن بوست أن طنطاوي كان قد أدلى بتصريحات مماثلة في الماضي ، ولكنها كانت المرة الأولى التي يدلى فيها بمثل هذا التصريح منذ تنصيب مرسي رئيسا . لذلك أعتبرت الصحيفة أن هذه التصريحات هى إشارة جازمة على أن الجيش ليس لديه نية لإعطاء الإخوان حرية مطلقة فى السلطة . وأشارت الصحيفة أن , وفقا لوسائل الاعلام الرسمية , طنطاوى قال ايضا " ان القوات المسلحة لن تسمح لأي شخص ، ولا سيما هؤلاء المدفوعين من الخارج , لصرف القوات المسلحة عن دورها بوصفها حامية لمصر " ، واضاف ان " الجيش لن يرتكب ابدا خيانة وسوف يستمر في أداء واجباته حتى تصل مصر إلى بر الأمان ". فى حين قالت صحيفة نيويورك تايمز أن تصريحات طنطاوى هى أحدث تصعيد فى النزاع المتسارع بين الجيش وجماعة الإخوان في المرحلة الانتقالية الفوضوية لمصر ، وتؤكد على التحديات التي واجهت السيدة كلينتون في زيارتها التى أستغرقت يومين لمصر . فنتيجة لعدم الثقة شبه الكاملة فى دوافع الولاياتالمتحدة , أضطرت السيدة كلينتون إلى تجنب دعوات قوية لوضع نهاية سريعة للحكم العسكري ، وفضلت بدلا من ذلك الدعوة للحوار والتوصل إلى حلول وسط جنبا إلى جنب مع احترام حقوق الأقليات . ولكن تصريحات المشير طنطاوى , التى جاءت بعد ساعات فقط من الاجتماع مع كلينتون -- أظهرت أن كلينتون لم تحقق انجازا كبيرا فى المصالحة بين الجانبين . وفى سياق التحديات التى واجهت كلينتون خلال زيارتها لمصر قال تقرير لوكالة أنباء الاسوشيتد برس أن زيارة كلينتون لمصر أكدت على الصعوبة التى تواجهها واشنطن في محاولتها لبسط نفوذها وسط صراع عاصف على السلطة فى مرحلة ما بعد حسني مبارك . وأشارت الصحيفة الى انتشار عدة متظاهرون يهتفون ضد الولاياتالمتحدة في عدد من الاماكن التى زارتها كلينتون . ويوم الأحد ، ألقى المتظاهرون الطماطم وزجاجات المياه والاحذية على موكبها عندما كانت تغادر احتفالية بمناسبة افتتاح قنصلية جديدة للولايات المتحدة في مدينة الاسكندرية . وتقول الوكالة الامريكية أن الولاياتالمتحدة هي في موقف صعب عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع مصر فى مرحلة ما بعد مبارك حيث ان واشنطن حريصة على أن يتم النظر إليها باعتبارها رمزا للديمقراطية وحقوق الإنسان بعد ثلاثة عقود من علاقات وثيقة مع الرئيس المخلوع على الرغم من سجله الأستبدادى السئ . لكن الولاياتالمتحدة تواجه تشككا فى نواياها من قبل جميع الاطراف فى مصر . فالاسلاميين طويلا ما كانوا منتقدين ومتشككين فى سياسات الولاياتالمتحدة فى الشرق الاوسط . فى حين أن عبارات كلينتون بأن الولاياتالمتحدة تدعم لانتقال الكامل الى الحكم المدنى وعودة الجيش الى فقط دوره الامنى الوطنى غذت الاتهامات بين بعض المصريين الذين يدعمون الجيش أو يعارضون الاسلاميين ان واشنطن تعمل على تشجيع صعود الاخوان الى السلطة . وذكرت الاسوشيتد برس أن كلينتون -- في حفل الإسكندرية أمس الاحد – قد نفت أن الولاياتالمتحدة تدعم أو تتحيز لأي طرف معين . واشنطن بوست : تصريحات طنطاوي إشارة جازمة على أن الجيش ليس لديه نية لإعطاء الإخوان حرية مطلقة في السلطة . نيويورك تايمز : تصريحات طنطاوي هى أحدث تصعيد فى النزاع المتسارع بين الجيش والإخوان