أقر المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان بعدم تحقيق نجاح إلى الآن في منع العنف في سوريا، قائلا " عنان: قلت انني لم احقق نجاح في سوريا وما زال الوضع على ما هو "، ومجلس الأمن "يبحث في التحرك الممكن القيام به" بشأن دمشق. وقال عنان إن "المجلس يبحث الآن في الخطوات التالية الواجب اتخاذها وفي التحرك الممكن القيام به"، مضيفا "يجب أن نسمع شيئا في غضون الايام المقبلة". وأعلن عنان في مؤتمر صحفي في جنيف أن الحكومات في المنطقة لها مصالح مشتركة انهاء النزاع وانهاء اعمال العنف وعدم امتداد العنف الى بقية المنطقة "لذا هناك مصالح مشتركة"، مؤكدا على اهمية حماية الشعب السوري. وأضاف أنه أخذ تعهدا من ايران والعراق بالالتزام بخطته ذات النقاط الست. ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره لندن ان عدد قتلى العمليات العسكرية في سوريا الاربعاء وصل الى 52 شخصا في مناطق متعددة. وشهدت أحياء كفرسوسة والقدم والبساتين في دمشق الاربعاء اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين تلتها حملة مداهمات واعتقالات واسعة قامت بها قوات النظام وطالت ايضا حي اللوان. واستمر القصف على احياء في مدينة حمص في وسط البلاد لليوم الرابع والثلاثين على التوالي.. وبحسب المرصد القتلى هم هم 23 مدنيا و18 عسكريا و11 مقاتلا معارضا. واعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن "دعم روسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد يسمح باستمرار أعمال العنف في سوريا". وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس " نرفض السياسة الروسية -أيا كانت مسمياتها- لأن هذه السياسة الداعمة للنظام تسمح باستمرار العنف "، مضيفا أن "الشعب السوري لا يزال يعاني بسبب موقف روسيا في مجلس الامن الدولي واستخدامها حق الفيتو لعرقلة مشروعي قرار ضد الحكومة السورية". وأوضح أنه " نتيجة لذلك تستمر اعمال القتل والقصف ويستخدم النظام السوري الاسلحة التي سلمتها روسيا له لقمع شعبه ". وجاءت تصريحات سيدا عقب محادثاته ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو. وكان أعضاء المجلس قد أعلنوا فشلهم في اقناع موسكو بتغيير موقفها من الأزمة السورية وضرورة رحيل الرئيس السوري. وقال سيدا " أؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سوريا أن الحوار غير ممكن ما لم يرحل الأسد. لكن روسيا لها رأي آخر ". أما عضو المكتب التنفيذي في المجلس برهان غليون فقال " إننا لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي، كنت هنا قبل عام والموقف الروسي لم يتغير". وأضاف عضو المجلس منذر ماخوس " لقد تباحثنا في الموقف الروسي ونحن نتفهم موقف المسؤولين الروس بشكل أفضل، لكن موسكو لم تغير موقفها وهي تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يحظى بدعم غالبية الشعب السوري ". وترفض موسكو الدعوة للإطاحة بالرئيس الأسد من السلطة قائلة إن المستقبل السياسي للسوريين يجب ألا يفرض من الخارج. وجاءت هذه المحادثات قبل ساعات من تقديم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان ملخصا أمام مجلس الأمن الدولي يتناول نتائج جولته في دمشق وطهران وبغداد. من جهة أخرى، قال مراسل بي بي سي في بغداد إن وزارة الخارجية العراقية رفضت تأكيد أو نفي أخبار انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس ، وكانت انباء قد تحدثت عن انشقاق الفارس عن نظام الأسد. في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن مشروع القرار الروسي الجديد حول سوريا في مجلس الأمن الدولي "دون التوقعات الدولية ". وقال برنار فاليرو " من الواضح أن مشروع القرار الروسي دون توقعات القسم الأكبر من الأسرة الدولية". وأضاف فاليرو انه " من الضروري نقل كافة السلطات التنفيذية إلى هيئة حكومية انتقالية" وشدد على ضرورة توقف أعمال العنف وبدء انسحاب قوات الأمن السورية والأسلحة الثقيلة من المدن ووقف القمع الذي تمارسه السلطات ضد المعارضة السلمية ". وكانت روسيا قد وزعت في وقت سابق مسودة قرار في مجلس الأمن يمدد تفويض بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا، لكنه لا يشمل أي تهديد بعقوبات. وينص مشروع القرار على "التمديد ثلاثة اشهر لتفويض" بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا الذي ينتهي في 20 يوليو "مع الاخذ في الاعتبار" التوصيات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وكان بان كي مون قد أوصى في تقرير رفعه الى مجلس الامن الاسبوع الماضي بخفض عدد المراقبين العسكريين، واعطاء بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا دورا سياسيا اكبر. ويجدد مشروع القرار الروسي "التأكيد" على دعم خطة السلام التي تقدم بها عنان وأن مسألة ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا تعود للشعب السوري. ولا يتضمن مشروع القرار أي تهديدات بعقوبات محتملة، مكتفيا بالاشارة إلى أن مجلس الامن "سيقيم تطبيق هذا القرار وسيدرس اتخاذ تدابير لاحقة اذا لزم الأمر ". Comment *