نقلت صحيفة "يو اس اى توداى" عن محللين امريكيين ومصريين قولهم أن انتصارات الأحزاب الإسلامية في مصر وفى أماكن أخرى، أجبرت الولاياتالمتحدة للشروع في وضع استراتيجية غير مجربة للتعامل مع الجماعات التي كانت تاريخيا معادية للمصالح الأميركية . ونقلت الصحيفة الأمريكية عن شادي حميد المحلل في مركز بروكنجز الدوحة، قوله أنه "من منظور الولاياتالمتحدة, هى ليس لديها خيار سوى التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين". وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن الولاياتالمتحدة لديها علاقات جيدة مع أنظمة, حيث الإسلام السياسى فيها هو السائد مثل المملكة العربية السعودية, إلا أن سياستها تجاه الجماعات الاسلامية التي اطاحت بالانظمة الموجودة فى الحكم منذ زمن طويل تتطور . وفى هذا الصدد قال جيمس فيليبس، وهو محلل في مؤسسة "هيرتاج فونديشن" أنه كان هناك تغيير جذري في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه جماعة الإخوان المسلمين, وأضاف أن أدارة بوش أعتبرتهم " كقوة أيديولجية معادية ", بينما ادارة اوباما تعتقد أنها يمكن أن تعمل مع جماعة الاخوان كقوة سياسية. وأوضحت الصحيفة أن المحللين منقسمون فى الرأي حول عما إذا كانت السياسة الجديدة لأدارة أوباما تمثل خطرا، وقد تأتي بنتائج عكسية أو أنها سوف تمثل منهجا عمليا للتعامل مع الاحداث المتغيرة بسرعة في العالم العربي . ورأى محللون أن الكثير من الامور ستعتمد على جماعة الاخوان المسلمين، حيث أن تحركاتها ستبين عما إذا كانت منظمة عملية سيقوم قادتها بتقديم تنازلات لموائمة الأمور، أم ستكون منظمة متطرفة كانت قد قامت بتعديل خطابها فقط لاخفاء نواياها الحقيقية. من جانبه، قال دانيال سيروير، وهو أستاذ في جامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة والباحث في معهد الشرق الأوسط :" إن اداراة اوباما بالتأكيد أصبحت أكثر تقبلا لجماعة الإخوان المسلمين". وتشير الصحيفة إلى أن جماعة الاخوان المسلمين تؤيد الإسلام السياسي، وتعارض المثل الغربية فى الحكم، ويتفرع منها حركات إسلامية متنوعة تتراوح بين حركات معتدلة في الأردن إلى عنيفة جهادية مثل حماس في غزة، كما أن أعضاء جماعة الإخوان يشكلون أحزابا سياسية فى مصر للتنافس على السلطة، حيث أطاحت انتفاضات الربيع العربي بالانظمة الحاكمة منذ فترة طويلة وضغطت على انظمة اخرى لتبدأ فى الانفتاح على الديمقراطية . فى هذا السياق, قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن ادارة اوباما تعمل على توسيع تواصلها ومشاركتها مع الاحزاب الناشئة في مصر، وأضاف أن البيت الابيض سوف يحكم على مثل هؤلاء القادة بناءا على تصرفاتهم، وليس على انتمائهم الديني . وبحسب الصحيفة من المعروف أن هناك مسؤولون من الادارة الامريكية قد ألتقوا مع قادة الإخوان المسلمين، والبعض يتسائل ماذا سوف يجلب هذا التواصل الامريكى ، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا ذات الأهمية مثل أمن إسرائيل والإلتزامات الدولية . وفى هذا الصدد، أشارت الصحيفة الامريكية إلى أن قيادة جماعة الاخوان المسلمين قالت أنها تلتزم بالمعاهدات الدولية لمصر – مثل معاهدة السلام مع اسرائيل - ولكن بعض قادة الإخوان قد أشاروا إلى انه ينبغي إعادة النظر في المعاهدة. وقال شادي حميد المحلل في مركز بروكنجز الدوحة إنه لن يكون هناك عمل كالمعتاد، وأضاف: "انهم لن يكونوا متوافقين جنبا إلى جنب مع أهداف ومصالح الولاياتالمتحدة كما فعل مبارك". محلل سياسي: هناك تغيير جذري في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الإخوان.. والبيت الأبيض: الحكم سيكون بناءا على التصرفات وليس الانتماء الدينى