اكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء ان سوريا تعيش "حالة حرب حقيقية" وان كل سياساتها "موجهة للانتصار في هذه الحرب"، في اليوم الذي سقط فيه اكثر من 110 قتلى في سوريا. وصياح الاربعاء، سقط ثلاثة قتلى على الاقل في هجوم استهدف قناة "الإخبارية السورية" الرسمية في ريف دمشق، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا. واعلنت الوكالة في نبأ عاجل "استشهاد ثلاثة من الزملاء الإعلاميين والعاملين في القناة الإخبارية السورية نتيجة الهجوم الإرهابي الوحشي الذي تعرضت له القناة". وذكر الموقع الالكتروني لقناة "الدنيا" السورية التلفزيونية ان "مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت مبنى قناة الاخبارية السورية وتعيث فيه فسادا و تخريبا". بينما نقلت قناة "الجزيرة" الفضائية عن ناشطين ان "مجموعة من الحرس الجمهوري انشقت وهاجمت المبنى" الواقع في دمشق، لم يكن في الامكان التأكد من المعلومات. وحذرت تركيا الثلاثاء من انها سترد عسكريا على اي انتهاك لحدودها من قبل سوريا التي اسقطت طائرة حربية تركية في 22 يونيو، فيما دان الحلف الاطلسي هذا الفعل الذي اعتبره غير مقبول معلنا تضامنه مع انقرة في اجتماعه في بروكسل. وامام تصعيد العنف، اعلنت روسيا حليفة سوريا انها وافقت على المشاركة في اجتماع دولي متوقع مبدئيا في 30 يونيو في جنيف، ولكن الرئيس فلاديمير بوتين طلب اشراك ايران المقربة من الاسد في الاجتماع. وقال الاسد متوجها الى وزراء حكومته في اول جلسة لها "نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. وعندما نكون في حالة حرب، فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب". وتنفي السلطات السورية وجود حركة احتجاج شعبية باتت تأخذ طابعا عسكريا، وتحمل "مجموعات ارهابية مسلحة" مسؤولية اعمال العنف في البلاد. وكان الاسد توعد في 3 يونيو لدى افتتاح مجلس الشعب الجديد انه مصمم على قمع حركة الاحتجاج "باي ثمن". وفي هذه الاثناء، تزداد عزلة سوريا مع تشديد العقوبات من جانب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. واعتبر البيت الابيض الثلاثاء ان الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق واسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية هي جميعها مؤشرات على ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد. اكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لوكالة فرانس برس انه دخل الاراضي السورية من تركيا الثلاثاء لبضع ساعات وعقد "جلسات مع الثوار" في مدينة ادلب، وهي الزيارة الاولى له منذ اكثر من سنتين. وقال غليون ان "النظام مهلهل لدرجة انه لا يقدر ان يضبط أي شيء. لقد تجولنا في مناطق عدة في ادلب وواضح ان النظام يفقد السيطرة على الارض". واعتبرت واشنطن انه ينبغي توحيد صفوف المجتمع الدولي للعمل من اجل الانتقال السياسي في سوريا مع سعي المبعوث الدولي كوفي انان الى عقد اجتماع للدول الكبرى السبت في جنيف لبحث خطته للخروج من الازمة. وقال مقر الاممالمتحدة في جنيف انه لم يتسلم تاكيدا لعقد الاجتماع. وقال السفير الفرنسي جيرار ارو ان ناصر القدوة، مساعد كوفي انان، قال ان المبعوث الدولي سيتخذ قرار عقد الاجتماع ليل الثلاثاء الى الاربعاء. والتقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بكوفي انان للحديث حول هذا الاجتماع. وقالت المتحدثة باسمها ان واشنطن متحفظة حيال مشاركة ايران. وقالت فيكتوريا نولاند "نظرا للدعم الذي تقدمه ايران للنظام وموقفها الدائم من سوريا، لا نعتقد ان ايران ستقدم مساهمة مفيدة للمباحثات. ميدانيا، قتل 116 شخصا على الاق في سوريا الثلاثاء مع استمرار اعمال القصف والاشتباكات في ريف دمشق ودرعا وحمص وادلب بصورة خاصة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان باستشهاد 68 مدنيا و7 مقاتلين مسلحين ومنشقين عن الجيش ومقتل 41 جنديا من القوات النظامية في اشتباكات وقصف واطلاق نار وانفجارات. Comment *