دافع وزير الدفاع الامريكي ليون بانتيا عن قرار الادارة الامريكية عدم تسليح المعارضة السورية قائلا إن سوريا تواجه خطر الانزلاق الى حرب اهلية شاملة اذا اخفقت جهود تحقيق التحول السياسي السلس. وقال بانيتا في مقابلة أمس الخميس "اتخذنا قرارا بعدم تقديم مساعدات قاتلة في هذه المرحلة. اعرف ان آخرين اتخذوا قراراتهم الخاصة بهم." وأضاف "إلا انني اعتقد ان من الاهمية بمكان الآن ان يركز الجميع على تحول سياسي سلس ومسؤول." واردف قائلا "اذا لم نتمكن من اتمام ذلك على نحو مسؤول فثمة خطر حقيقي من ان يتدهور الوضع هناك ليصير حربا أهلية مروعة." وقال بانيتا إن بلاده يساورها القلق من احتمال ان الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف والتي سرقت من ليبيا العام الماضي خلال سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يمكن ان تجد طريقها الى سوريا. الا انه استدرك قائلا إنه لم يطلع بعد على اي معلومات مخابرات مباشرة تعضد هذه المخاوف. وعبر بانيتا عن ثقته في ان ترسانة الاسلحة الكيماوية في سوريا لا يحيق بها الخطر. وقال بانيتا "نحن على يقين من ان هذه المواقع يجري تأمينها. ولم نطلع على أي أدلة تفيد بان أيا منها تعرض لخطر المساس به." وينقسم العالم الخارجي بشدة بشأن ماهية رده على الصراع الطائفي المتزايد داخل سوريا الذي يهدد بان يصبح حربا بالوكالة لمصلحة قوى اقليمية. وتشير تقديرات الاممالمتحدة الى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص خلال اعمال العنف والاضطرابات الناشبة في البلاد منذ 15 شهرا. ويقول دبلوماسيون غربيون إن هذا الرقم قديم ومضى عليه شهر مما يشير الى احتمال ان عدد القتلى الآن يتجاوز ذلك بكثير. وتسعى دول غربية وحلفاؤها من السنة في منطقة الخليج وتركيا الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد إلا انها تخشى التدخل المباشر غير ان روسيا والصين وايران الشيعية - وهي حليف استراتيجي للاسد - تحول دون تعرضه لرد دولي عنيف. وتركزت الانظار على موضوع تقديم اسلحة لحكومة الاسد خلال الاسبوع الجاري عندما اتهمت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكيةروسيا بتسليم طائرات هليكوبتر هجومية للاسد. واعترفت روسيا أمس بانها تسعى كي ترسل لسوريا طائرات هليكوبتر حربية تم اصلاحها على ظهر سفينة يبدو انها عادت ادراجها بعد سحب غطائها التأميني. وأضاف بانيتا ان بلاده تأمل "الا توفر روسيا ودول أخرى هذه الانواع من الاسلحة التي تؤدي لمقتل المزيد من السوريين." وقال الكابتن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن بانيتا كان يشير الى مقتل المدنيين السوريين على ايدي حكومة الاسد مضيفا انه لا يوجه انتقادات لتلك الدول التي اختارت تسليح المعارضة السورية. وفي معرض حديثه عن أزمات اخرى تشهدها منطقة الشرق الاوسط قال بانيتا في المقابلة إنه يبدو ان المجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر في اعقاب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير من العام الماضي ملتزم بدرجة كبيرة بالتحول الى حكم مدني الا انه سلم بقلقه ازاء القيود الجديدة المفروضة على صلاحيات الرئيس الجديد والتي يقول معارضوها إنها ترقى لكونها انقلابا. وقال بانيتا الذي تحدث هاتفيا الاسبوع الماضي الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر "على الاقل من خلال المحادثة معهم تكون لدي انطباع بانهم يريدون مواصلة جهود التحول هذه." ومضى يقول إنه منزعج من القيود التي فرضها المجلس الاعلى على اختصاصات الرئيس بقدر أكبر من قرار المحكمة الدستورية العليا الاسبوع الماضي حل مجلس الشعب المنتخب حديثا. وقال "عليك احترام حكم المحكمة. لذا فاني اتفهم هذا." وأضاف "القلق الاكبر هو الاعلان المتعلق بتقييد سلطات (الرئيس القادم)." في الوقت نفسه هون بانيتا في المقابلة من شأن الاخفاق في تحقيق انفراجة في المحادثات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني هذا الاسبوع قائلا إنه يتعين على زعماء العالم مواصلة الضغوط على طهران. وقال "رأيي الآن هو ان نواصل الضغط وان نستمر في بذل قصارى الجهد لاستنفاد جميع السبل على المسار الدبلوماسي." واشار زعماء اسرائيليون الى ان بلادهم قد تهاجم مواقع نووية ايرانية للحيلولة دون ان تصبح طهران قوة تمتلك اسلحة نووية. Comment *