أطلق عشرات آلاف المحتجين انتفاضة غضب في الإسكندرية للتنديد بالحكم الصادر بحق الرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه اليوم، انتهت بإعلان القوى السياسية الاعتصام في ميدان القائد إبراهيم. وكان المحتجون قد نظموا مسيرات طافت شوارع المدينة من شرقها إلى غربها طوال 12 ساعة متواصلة, وانطلقت أولى المسيرات من أمام مجمع المحاكم بالاسكندرية بمنطقة المنشية عقب النطق بالحكم شارك فيها الآلاف، للمطالبة بتطهير القضاء والاحتجاج علي الأحكام الصادرة في قضية قتل المتظاهرين بالسجن المؤبد للرئيس السابق حسني مبارك، فيما شهدت النيابة العامة ومجمع المحاكم بالاسكندرية حالة من التأمين الشديدة وخروج مبكر لأعضاء السلك القضائي والنيابة العامة. ثم بدأ الحشد من خلال تجمع المئات أمام ميدان مسجد القائد ابراهيم، والذين تزايد عددهم بمرور الوقت للآلاف، احتجاجا علي الأحكام الصادرة في قضية محاكمة مبارك، للمطالبة بإعادة المحاكمة بالكامل، وأدت الأعداد الكبيرة بالتظاهرة إلي قطع طريق الكورنيش بحارتيه. وشارك في المظاهرات العديد من القوي السياسية من بينها جماعة الاخوان المسلمين وحركات 6 ابريل وكفايه والاشتراكيون الثوريين ولازم وحركة حمدين حلمنا المنشقة التي تضم أعضاء بحملة حمدين صباحي بالاسكندرية. وانضم عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الي المتظاهرين عند القائد ابراهيم علي من بينهم صبحي صالح القيادي البارز بالجماعة والدكتور حسن البرنس عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة والمهندس علي عبد الفتاح القيادي بجماعة الاخوان المسلمين. وأكد وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، صبحي صالح، في كلمته التي ألقاها من علي منصة أقامها الاخوان أمام مسجد القائد ابراهيم، أن النيابة تعلم منذ اليوم الأول للمحاكمة أن القضية بدون أدلة وأنها مجرد مسرحية هزلية، لالهاء الناس واسكاتهم. إلا أن وقوع مشادات بين نشطاء ومنتمون للإخوان المسلمين، دفع كثير منهم إلى التحرك في مسيرة أخري قادها الألتراس بإتجاه محكمة الحقانية للمطالبة بتطهير القضاء، حيث انطلقت المسيرة التى ضمت أعدادا حاشدة من حركات 6 ابريل ولازم وكفاية وأعضاء بحملة حمدين صباحي وبعض أهالي الشهداء وآلاف المتضامنين معهم، للمطالبة بتطهير القضاء ثم عادت مرة أخري إلي القائد ابراهيم. ورفع المتظاهرون صورا للشهداء والأعلام المصرية كما رددوا الأغاني الخاصة بالالتراس وبعض الهتافات التي تعبر عن مطالبهم ومنها " يا سيادة النائب العام في ام شهيد مش عارفه تنام ، يا طنطاوي ابعت حد يجيب قناصة لسه في قلبي مكان لرصاصة، سامع أم شهيد بتنادي عايزة حقي وحق ولادي ، يا أم الشهيد ما تبكيش الثورة راجعة من جديد ، يا طنطاوي مش حنطاطي احنا اخدنا علي المطاطي ". وتحولت الوقفة أمام المحكمة مساءا إلي مسيرة حاشدة انطلقت من أمامها بإتجاه ميدان القائد ابراهيم، وطافت بشوارع بورسعيد وأبو قير ثم ميدان محطة مصر، إلى منطقة سبورتنج وشارع بورسعيد ، ووصلت حتى كتابة هذه السطور إلى منطقة كليوباترا. وردد المتظاهرون هتافات منها " الشعب يريد تطهير القضاء " و" سامع ام شهيد بتنادي ضاع حقي وحق ولادي " و عايزيين قضاه من بره قضاتنا مش حرة " كما رفعو لافتات كتب عليها " يا شهيد قوم وثور باعو حقك بالقانون " . يأتي هذا فيما أعلن عدد من القوي السياسية بالاسكندرية من بينها جماعة الاخوان المسلمين وحركة 6 ابريل " الجبهة الديمقراطية " وحزب الوسط ، اعتصامهم لمدة 24 ساعة في ميدان القائد ابراهيم من أجل الضغط علي المجلس العسكري، لاعادة محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ونجليه ووزير الداخلية السابق حبيب العدالي ومعاونيه وباقي رموز النظام السابق، فيما قالت باقي الحركات السياسية الأخري إنها لم تتخذ موقفا من الاعتصام حتي الآن. وأكدت سارة عرفات، منسقة حملة لازم بالاسكندرية، فى حديثها ل "البديل" أن الحكم الصادر ضد مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه، هو استمرار لمسلسل خداع المصريين، متسائلة كيف يحصل رجال مبارك والعادلي علي البراءة لعدم وجود أدلة جنائية، ويحصل هو والعادلي علي حكم بالسجن المؤبد، معُتبره أن هذه الاحكام هي بمثابة شهادة وفاة للثورة. وأضافت "عرفات " أن الحكم يؤكد أن الثورة سرقت منا وأن الرئيس القادم لمصر هو أحمد شفيق أحد رجال مبارك المخلصين وبالتواطؤ مع المجلس العسكري والقضاء المصري.. وأكدت "عرفات" أن الثوار الآن ليس أمامهم سوي الشارع، للتعبير عن ثورتهم التي ستحرق كل من حاول سرقتها، مؤكدة علي استمرار المظاهرات والمسيرات في كل شوارع الاسكندرية. 3 مسيرات ووقفتين.. والمتظاهرون يهتفون: يا أم الشهيد ما تبكيش الثورة راجعة من جديد