أثارت تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف فيها صحافيين معارضين بأنهم "كلاب كانت سلاسلها في يدي العسكر سابقاً، وانتقلت الآن إلى أسيادها في أوروبا", غضب في أوساط السياسيين والإعلاميين الذين اعتبروها تراجعا لحرية الإعلام. وأتت تصريحات أردوغان ذات اللهجة العنيفة رداً على حملة يقودها صحفيين أتراك خاصة بعملية قتل 34 كردياً على الحدود العراقية التركية بنيران المدفعية التركية، وعلى الرغم من صرف تعويضات لذوي الضحايا وإقرار الحكومة التركية بوقوع خطأ إلا أن الصحفيين يحملوا أردوغان مسئولية الحادث ويتهمونه بأنه يتستر على المسئول عنه وعرقلة التحقيقات. تصريحات أردوغان الأخيرة تأتي بالتوازي مع السجال الدائر في تركيا بخصوص تصريحات أمام مئات الأشخاص أثناء افتتاح مستشفى جديد في إسطنبول،أن حكومته تعدّ "قانوناً بشأن الإجهاض"، وكرر رفضه للعمليات القيصرية، قائلاً إنها ليست سوى عملية للحدّ من نموّ السكان، لأن النساء اللواتي يخترنها قد لا ينجبن أكثر من طفلين. واصفا الإجهاض والعمليات القيصرية ب"الجريمة" و"المؤامرة" التي تستهدف عرقلة خطط التنمية التركية، وهو ما جعل منظمات نسوية وحقوقية تركية تعترض على تصريحاته والإجراءات التي تبعتها من خلال مؤسسات الحكومة التركية وعلى رأسها وزارة الصحة من حملات التفتيش المفاجئ على المستشفيات وتقليص فترة الإجهاض من 10 أسابيع إلى 4 فقط، فتظاهر عشرات النساء أمام مكتب أردوغان، رافعين لافتات كتب عليها: "لا تتدخل في شئون أرحامنا"، "لست حارساً على أعضائنا التناسلية"!. فيما أعتبر سياسيين وإعلاميين أتراك تصريحات أردوغان الأخيرة حول الإجهاض و إهانة الصحفيين، أنها تدل على تراجع والحريات بشكل عام وحرية التعبير بشكل خاص. فقالت النائبة التركية المعارضة آلين نازاليكا "على رئيس الوزراء أن يقلع عن التصرف باعتباره الحارس على الأعضاء التناسلية للنساء التركيات، وأن يعمل على حلّ المشاكل التي تعاني منها البلاد، وأهمها التوزيع غير العادل للثروة."، فيما أعتبر روهشان شاكر من صحيفة الوطن القومية المعارضة أن "حرية الإعلام والصحافة تضاءلت في تركيا على نحو غير مسبوق، إلى درجة أن لا يجد رئيس الوزراء غضاضة في وصف الصحفيين بالكلاب." Comment *