سبعة مرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية قاموا بزيارة محافظة المنيا خلال جولتهم الانتخابية اثبتوا خلالها معرفتهم القوية في كيفية كسب كتلة تصويتية لهم بالصعيد والتي تنقسم مابين عائلات كبرى تعطى كلمة شرف وشباب ثورة يحلم بالتغيير ويقود فكرة إنهاء العصبيات. محافظة المنيا والتي تمتلك كتلة تصويتية تبلغ 2 مليون و600 ألف لهم حق الانتخاب تشهد هدوء نسبى في أساليب الدعائية والملصقات التي تطرح البرامج وتنتشر بقوة في محافظة القاهرة والوجه البحري نظرا لمعرفة المرشحين مسبقا إن انتشار الدعاية لا تؤثر في التصويت بقدر التربيطات العائلية والتي تمثل كلمتهم ميثاق شرف بما يخرج من أفواههم بعدد الأصوات التي تمتلكه لصالح المرشح وهو ما يمثل استطلاع رأى مسبق على شعبية المرشح ونسب التصويت لهم أو من خلال جذب شباب الثورة الذي أصبح قوة لا يستهان بها ويحاول تفتيت العصبيات القبلية. وأعطت جولات المرشحين المحتملين مؤشرا على معرفتهم الكاملة لتلك القوى التي تكتسح الأحزاب والنقابات ، فالمرشح محمد سليم العوا وهو من أول المرشحين قدوما للمحافظة جاء بدعوة خاصة من القبائل العربية بالشريط الغربي للمحافظة وتبلغ كتلتهم التصويتية ما يقرب من نصف مليون شخص ،حيث أعلنوا عن مبايعته ودعمهم الكامل له خلال الانتخابات الرئاسية. ولم تكتف القبائل بتأييد العوا فقط بل تولت حملته داخل المحافظة دعوة المواطنين لانتخابه ويصفونه بالمرشح المقبول شعبيا ودينيا وظهر ذلك خلال مؤتمرة الذي حرص أكثر من 40 ألف من أبناء القبائل على حضوره بل انه تم منع العديد من مرشحي الرئاسة الآخرين من وضع أية دعاية داخل منطقة القبائل العربية. المرشح عمرو موسى خلال جولته بالمنيا نجح في كسب ومبايعة أكثر من 12 عائلة كبرى بعضها يرتبط اسم أبنائها بالحزب الوطني المنحل وهو ما أعلنوا عنه من خلال لافتات الترحيب به التي انتشرت بشدة بشوارع مراكز المنيا خلال زيارته حتى إنهم قرروا استقباله بزفة بلدي ردا على دعوتهم له وقاموا بتقدم الصفوف وكان ذلك أحد أسباب الاشتباكات التي شهدتها مؤتمراته خاصة بعدما هاجم شباب ائتلاف الثورة عدد من الشخصيات المرتبطين بشدة بالحزب الوطني المنحل والنظام السابق الذين كانوا متواجدين بالمؤتمرات. وبطريقة مشابهة جاء المرشح عبد المنعم أبو الفتوح بدعوة من أحد كبار العائلات بقرية منشاة سمهان بمركز ديرمواس جنوب المحافظة وهو ما جعل المرشح يعقد مؤتمره بالقرية لكسب تأييد المواطنين وكان الرد سريعا ممن استضافوه بحشد ما يقرب من 20 ألف مواطن لتأييده داخل سرادق المؤتمر ويعلنوا مساندتهم له. ولم يكتف أبو الفتوح بالعائلات حيث قام بعقد عدة مؤتمرات بحضور ائتلافات للثورة تميز الخطاب خلالها بالتأكيد على أهداف الشباب التي نودي بها خلال ثورة يناير المجيدة بل إن أبو الفتوح قام بإسناد إدارة حملته لأحد مرشحي ائتلاف الثورة خلال انتخابات البرلمان الأخيرة. أما حمدين صباحي فكان أكثر المرشحين محاولة لاستقطاب القوتين فالمرشح الذي حرص على زيارة أسرة شهيد أحداث مجلس الوزراء بعد إن وطأت قدميه المحافظة بدقائق حرص على قبول دعوات كبار العائلات على مدار ثلاثة أيام وقام أهالي قرى بشرق النيل بمبايعته. صباحي جاء للمنيا وأعلن برنامجه بزيارة أسرة اثنين من شهداء الثورة وأحداث مجلس الوزراء بحضور القوى الثورية الذين أعلنوا عن برنامجه خلال صفحاتهم الرسمية وكانت صفحة حركة 6 أبريل المنيا شاهده على ذلك فالصفحة تبنت المرشح خلال 3 أيام لكن صباحي لم يكتف بالقوى الثورية وقام بزيارة لكبار العائلات بمركز المنيا وملوي وسمالوط الذين قام عدد منهم بقرى شرق النيل بمبايعته وأعطوا كلمة شرف بانتخابه. "الإخوان المسلمين" لم يجدوا سوى أنصارهم لحشدهم للمرشح محمد مرسى خلال مؤتمرة الانتخابي بالمنيا ولم يلجا الإخوان سوى لأسلوبهم المعتاد في الحديث عن كفاح الجماعة الوطني منذ عشرات السنين في الوقت الذي حشدت بعض القوى السياسية أنصاره للهجوم على المرشح الاخوانى . المرشح أحمد شفيق شهدت زيارته للمنيا حالة من الانقسام داخل حملته الذين فوجئوا بزيارته والتي كانت بتنسيق من احد كبار العائلات والتي تنتمي للقوات المسلحة ، شفيق قبل الدعوة وجاء وهو على علم بقوة تلك العائلة في حشد أصوات تفوق ما يمكن إن تقدمه اللافتات والمسيرات التي سينظمها أنصاره . ورغم تأكيد حملته على أن شفيق سيكرر زيارته بالتنسيق معهم إلا إن شفيق اكتفى حتى الآن بتلك الزيارة التي ربما يكون لها رد فعل في حشد أصوات لبعض العائلات التي تؤيده بالمنيا. المرشح خالد على اقتصر في جولاته على تنظيم مؤتمر عام يجمع الشباب لمحاولة طرح فكرة التغيير والتأثير بهم وكانت ندواتهم اقرب لمحاضرات عن الثورة وأهدافها دون محاولة لكسب تأييد أو حشد كتل تصويتية ولعل ذلك يظهر بوضوح في عدم وجود منسقين لحملته داخل المحافظة. الغريب إن جميع المرشحين الذين قدموا للمنيا لم يطرحوا في خطابتهم فكر جديد لتنمية الصعيد أو برامج مقترح لحل مشكلاته وكان العنصر المشترك بهم جميعا هو الحديث عن ظلم النظام السابق للصعيد وعدم وجود رعاية للفلاح المصري .. كما كانت المقترحات لحل مشكلات الصعيد متشابهة بإنشاء بنك للمزارعين والفلاحين وتيسير القروض ، ومجمعات للصناعات الصغيرة . وفى النهاية يبقى السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو هل ينجح مرشحو الرئاسة في الاستفادة من الترييطات العائلية وشباب الثورة في ظل محاولة التيار الإسلامي الإيحاء الدائم بقدرته على قلب نتائج الانتخابات أم ستعطى الانتخابات الرئاسية مؤشرات جديدة عن التصويت بالصعيد . أبو الفتوح اهتم بالشباب والتربيطات العائلية.. وحمدين زار اسر الشهداء وقرى شرق النيل تعلن تأييده خالد علي اكتفى بمؤتمرات عن نصرة الثورة ولم يسع لكتل تصويتيه .. وحملته غابت عن الصور ة اقتراحات المرشحين لتنمية الصعيد لم تأت بجديد: بنك للمزارعين والفلاحين وتيسير القروض ومجمعات للصناعات الصغيرة