دخلت مدينة سيدي عمر بوحجلة بولاية القيروانالتونسية، في إضراب عام شمل كل المؤسسات العمومية والإدارات باستثناء المخابز والمراكز الصحية. وذكرت وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات) أن هذا الإضراب يأتي احتجاجا على ما وصفه أهالي المنطقة ب"حالة انفلات أمني وافتقار لمقومات التنمية وفرص التشغيل بالمعتمدية". وأكد مساعد رئيس جمعية "الكرامة" بسيدي عمر بوحجلة، نجيب السالمي أن أهالي المنطقة نظموا، بمساندة ممثلين عن مختلف مكونات المجتمع المدني، وقفة احتجاجية للتنديد بالانفلات الأمني والمطالبة بالحق في التنمية والتشغيل. يذكر أن المنطقة شهدت عدة جرائم أمنية كبيرة، منها تلك التي ذهب ضحيتها ناظر الأمن الأول جلول العيساوي، ودعت على إثره النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالقيروان إلى وقفة احتجاجية للمطالبة بسن قانون يضمن حماية أعوان الأمن يتماشى مع الوضع الأمني الحالي الذي تعيشه تونس. وكانت النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي دعت بدورها موظفيها إلى حمل الشارة السوداء لمدة ثلاثة أيام بداية من أمس بجميع المناطق التونسية، احتجاجا على ما أسمته "الاعتداءات المتكررة والمتواصلة على أعوان وإطارات قوات الأمن الداخلي". كما دعت النقابة والاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي في بيانين لهما، إلى مسيرة احتجاجية غدا، بالإضافة إلى دعوة النقابات الجهوية لتنظيم مسيرات مماثلة نحو مقرات كل الولاياتالتونسية. من جانبه، دعا وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة علي العريض، الليلة قبل الماضية، المحتجين في عدد من المحافظات التي تشهد إضرابات واعتصامات، إلى الهدوء ومنح الحكومة مزيداً من الوقت حتى تنطلق في تنفيذ برامج التشغيل والاستثمار. وبعث العريض إشارات طمأنة للمواطنين الغاضبين الذين قاموا بإحراق مقرا لحركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم، احتجاجاً على "تباطؤ" الحكومة في الانطلاق بتنفيذ برامجها التنموية. وقال العريض في حديث مقتضب للقناة الوطنية الأولى إن "الحكومة المؤقتة عاقدة العزم على الانطلاق في عقد مجالس وزارية مخصصة للمحافظات فور انتهاء المجلس الوطني التأسيسي من مناقشة الموازنة العامة والمصادقة عليها". وأضاف أن "الاستثمار والتشغيل ومشروعات التنمية ستغطي كل ال24 محافظة دون استثناء"، لكنه حذر من أن استمرار الإضرابات العامة سيكون له تأثير في مناخ الاستثمار وعلى أداء الموسم السياحي. Comment *