التزم السودان رسميا السبت تطبيق قرار الأممالمتحدة الهادف إلى إنهاء المعارك والتوتر مع جنوب السودان، لكنه حذر من حصول "بعض الصعوبات". فتنفيذا لقرار مجلس الامن، وجهت وزارة الخارجية السودانية رسالة إلى الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لتثبت خطيا التزامها خطة الخروج من الأزمة التي أطلقها الاتحاد الأفريقي وصادقت عليها الأممالمتحدة. لكن السودان ابدى في الرسالة تحفظات "قد تطرح بعض الصعوبات في التنفيذ الكامل" للقرار، وفق ما اعلنت الوزارة في بيان. وكانت الخارجية السودانية اعلنت الجمعة ان السودان اوقف المعارك في اراضي جنوب السودان لكن قواته تواصل التصدي لقوات جوبا المتهمة بانها موجودة داخل الاراضي السودانية. وبدا السبت انه تم التقيد بالمهلة التي فرضها مجلس الامن الدولي على السودان وجنوب السودان لوقف المعارك بين البلدين. واكدت كل من الخرطوموجوبا سعيهما للسلام بعد ان اصدر مجلس الامن الاربعاء قرارا يمهلهما 48 ساعة لوقف المعارك بما فيها غارات سلاح الجو السوداني، تحت طائلة التعرض لعقوبات. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب اقوير السبت "لم نتلق تقارير عن قتال جديد ومنذ الجمعة قواتنا في موقع الدفاع واعطيت الاوامر بواسطة قائدها بان تحترم وقف اطلاق النار". وبدأت المواجهات بين الدولتين في مارس الماضي ودار اعنفها عقب احتلال قوات جنوب السودان حقل هجليج النفطي السوداني يوم العاشر من أبريل وبعد عشرة ايام من الاحتلال اعلنت القوات السودانية بانها حررت الحقل من سيطرة قوات جنوب السودان. واستمر تبادل الاتهامات بالاعتداء بعد انتهاء احتلال هجليج مما حدا بمجلس الامن الدولي الى فرض وقف المعارك ووضع المهلة وذلك لان الوضع على الحدود غير المرسمة بين الجانبين "يشكل تهديدا جديا للامن والسلم العالميين". ويقول مجدي الجزولي الباحث في معهد الوادي المتصدع وهو مؤسسة بحثية غير ربحية مقرها المانيا، عبر الهاتف لفرانس برس "الخرطوم كانت تشير للمتمردين الذين يقاتلونها في جنوب كردفان والنيل الازرق منذ العام الماضي بانهم مدعومون من جنوب السودان ولكنها بعد احتلال هجليج اخذت تطلق عليهم تسمية الجيش الاجنبي". ويضيف "على الرغم من ان وزارة الخارجية السودانية ترى ان قرار مجلس الامن الدولي يمكن تطبيقه ولكن هناك معارضة للقرار داخل الحزب الحاكم (حزب المؤتمر الوطني) على مستوى عال". ويقول المتحدث باسم الجيش الجنوبي ان الخرطوم "منقسمة بين الذين يريدون الحرب والذين يريدون السلام، هناك من لم يحبذ ترحيب جوبا بقرار مجلس الامن الدولي". وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في مقابلة مع الاذاعة السودانية الرسمية الجمعة ان "الذين يرفضون خريطة الطريق سيجلبون على البلاد المشاكل". ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت الخرطوموجوبا الى استئناف "فوري للمفاوضات" مشيدة بتصميمهما على المضي في درب السلام. من جانبها، اعلنت المنظمة الدولية للهجرة السبت انه سيتم جوا في الاسابيع المقبلة نقل نحو 15 الفا من السودانيين الجنوبيين ينتظرون اعادتهم الى بلادهم في ظروف سيئة في جنوبالخرطوم. ويخشى المجتمع الدولي عودة شبح الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان بعد حرب اولى استمرت بين 1983 و2005 واسفرت عن مليوني قتيل وادت الى تقسيم هذا البلد Comment *