ذهبت بالأمس مع زملاء من البديل لتغطية المسيرة المتجهة من مسجد الفتح للتضامن مع معتصمي الدفاع، وبعد أن قمنا بتغطية المسيرة قررت والزميل أحمد رمضان الذهاب لأهالي العباسية لسماع شهاداتهم حول الأحداث. أخبرنا الأهالي بشهادات كثيرة لم نأخذ منها غير ما رؤى رؤية العين ، وأكد أكثر من واحد منهم أن ملتحين يرتدون جلابيب قصيرة ويطلقون شعورهم ولحاهم ويحملون أنواع مختلفة من الأسلحة من بينها الرشاشات والمسدسات وأسلحة القناصة أطلقوا الرصاص ضد كل متحرك ورأينا أثار إطلاق نار في محيط المنطقة بالفعل. وقال عدد أخر من الأهالي أن ملتحين طويلي الشعر قاموا بقتل شابين عند مسجد النور وسحلوهما ومزقوا جسديهما بالأسلحة البيضاء رغم موتهما، وأن داخل مقر الاعتصام سجنا يقومون فيه بتعذيب الأهالي والبلطجية الذين يلقون القبض عليهم، وللحق كنت أظن أن بشهادات الأهالي مبالغة.. ذهبنا للاعتصام بعدها وسألنا عن مكان هذا السجن وأنكر الجميع في البداية حتى تمكنا من الوصول إليه، أخبرناهم أننا صحفيون وأننا سنوثق شهادات المقبوض عليهم حول أسباب مهاجمتهم للمعتصمين،إلا أنهم أصروا على الرفض. فوجئنا في تلك الدقائق برجل يصرخ صراخا مروعا ويلتف حوله أكثر من عشرة من المشاركين في الاعتصام ويقوم المسيطرون على البوابة بإدخال الشباب الذين يقولون " ه ندخل نضرب يا شيخ". بدأنا محاولة إثنائهم عن تعذيب الرجل فقالوا " إحنا بنجيب شهادتهم وليه بيهاجمونا" ، صراخ الرجل وتكاثر المعتدين عليه وضربه بهذا العنف حسم خوض مشادة اضطررنا إليها ، التف حولي مجموعة وحول الزميل مجموعة أخرى وبدأ النقاش أن تعذيب الناس ليس من الدين وأن الرسول الكريم لم يكن يفعل ذلك في أسرى الحروب !! تطور النقاش بعدها لجذب الزميل أحمد رمضان من ملابسه ومبادئ اشتباك بالأيدي ، وبدأوا في اتهامنا بأننا إعلام علماني وأننا نشوه صورتهم ولا ننشر أخبار اعتصامهم وهى التهمة الموجهة للإعلام بشكل عام ، وبدأ عدد من الشباب الأكثر هدوءا في الفصل بيننا وبينهم بعد أن صاح أحدهم " انتوا بتمشوهم ليه هاتوهم هما كمان"!!!. نهاية قد أتفهم أن يؤذى بلطجى معتصمين فهو في النهاية بلطجى ومؤجر لهذا الهدف، أما أن يتنازل دعاة دين وراغبى حكم عن إنسانيتهم ويعذبوا مواطنين بتلك الوحشية فهو غير المبرر والمقبول. رؤيتي الخاصة والتي لا تتبع الشهادة أن طرفا دفع بعناصر من الملتحين تبعهم عناصر من حازمون وقاموا بمهاجمة الأهالي، وذات الطرف جلب من هاجموا المعتصمين ثم انسحب من المواجهة وترك الأهالي الذين يدافعون عن أعراضهم ومنطقتهم في مواجهة المعتصمين الذين اعتدى عليهم .. والعاقبة عند العسكري في الكوارث. Comment *