أكد رئيس وفد المراقبين الدوليين إلى سوريا مساء الأربعاء أن إتمام مهمة بعثة المراقبين التي أقرها مجلس الأمن الدولي للإشراف على وقف إطلاق النار يحتاج إلى وقت وبناء الثقة مع جميع الأطراف في البلاد. وقال العقيد أحمد حميش للصحفيين لدى عودته إلى الفندق الذي ينزل فيه المراقبون في دمشق إن “مهمتنا تقضي بإقامة ارتباط مع الحكومة السورية والقوى الأمنية السورية ومع الأطراف الأخرى كذلك. وللقيام بها، نحتاج إلى الوقت وإلى بناء الثقة مع كل الأطراف من أجل إنجاز المهمة”. ورفض رئيس البعثة تحديد مهلة للانتهاء من مهمته، قائلا “الوقت ليس له حد”. وأشار إلى أن هدف مهمته “الإعداد للمهمة المقبلة إذا أقرها مجلس الأمن”. وتنص الفقرة السابعة من القرار الصادر عن مجلس الأمن السبت على “إيفاد فريق مؤلف من 30 مراقبا عسكريا غير مسلح للتواصل مع الأطراف والبدء بالإبلاغ عن تنفيذ وقف كامل للعنف المسلح بجميع أشكاله من جانب كل الأطراف وذلك لحين نشر البعثة” التي يفترض أن يصل عددها الى 250. وتحتاج هذه الخطوة إلى قرار جديد من مجلس الأمن. وقال حميش إن فريقه “يقوم بجولاته في كل سوريا، ونحاول إن شاء الله ان نتم مهمتنا”. وتابع: “نحاول أن نفعل أفضل ما بوسعنا لإتمام مهمتنا المحددة في قرار مجلس الأمن 2042′′. وعن المعلومات التي تحدثت عن تعرض تظاهرة لإطلاق نار من قوات النظام خلال وجود المراقبين في بلدة عربين (ريف دمشق)، أجاب رئيس وفد المراقبين “تقريرنا سنقدمه إلى الأممالمتحدة وهو سري ولا نقدم أي تقرير للصحافة”. وذكر ناشطون في وقت سابق أن قوات النظام أطلقت النار على تظاهرة لاقت وفد المراقبين في عربين. وبث ناشطون مقاطع عدة مصورة لتظاهرة حاشدة في عربين، يظهر إحدها المتظاهرين وهم يتفرقون ويهرولون هاربين فيما تسمع في الخلفية أصوات إطلاق رصاص، من دون مشاهدة أي أثر لوفد المراقبين. ويظهر شريط آخر سيارة بيضاء رباعية الدفع تحمل شارة الأممالمتحدة وقد تجمع حولها وفي الشارع الذي توقفت فيه مئات الأشخاص وهم يهتفون “الشعب يريد تسليح الجيش الحر” و”ايه يللا ما منركع الا لالله”، و”لا روسيا ولا الصين معنا رب العالمين”. ويشاهد رئيس الفريق الدولي أحمد حميش متجها إلى السيارة سيرا، بينما الناس يحيطون به ويحاولون اعتراضه ويتحدثون إليه، من دون أن يرد عليهم. وكان فريق المراقبين زار الثلاثاء مدينة درعا (جنوب)، مهد الثورة المستمرة من ثلاثة عشر شهرا. ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ الخميس الماضي، لا تزال تسجل خروقات يومية تتمثل في قصف واطلاق نار واشتباكات اوقعت عشرات القتلى في سبعة أيام، كان آخرهم 14 قتيلا في أعمال عنف متفرقة اليوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.