بدأت الإثنين أمام محكمة قرب اسطنبول محاكمة قائد الجيش التركي السابق ايلكر باشبوج بتهمة تدبير محاولة انقلاب و”قيادة تنظيم إرهابي مسلح”، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. والجنرال باشبوج (68 عاما) الذي كان على رأس الجيوش التركية من 2008 الى 2010، قيد الاحتجاز الاحترازي منذ السادس من يناير ويواجه عقوبة السجن المؤبد. ومثل أمام محكمة سيليفري في ضاحية اسطنبول في إطار محاكمة جارية بشان مؤامرات عدة مفترضة تستهدف الإطاحة بالحكومة الإسلامية المحافظة. ولدى افتتاح الجلسة، طلب محاميه أن تتم محاكمة موكله من قبل المحكمة العليا وهو الاسم الذي يطلق على المحكمة الدستورية عندما تحاكم كبار مسؤولي الدولة. ورفض القضاة هذا الطلب، كما أوضحت وكالة أنباء الاناضول. وقد لعب الجيش التركي لفترة طويلة دور حامي العلمانية، وتولى السلطة في البلاد ثلاث مرات في 1960 و1971 و1980، وأرغم الحكومة الإسلامية في 1997 على الرحيل. لكنه فقد نفوذه السياسي بعد الإصلاحات التي أجراها حزب العدالة والتنمية برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي تولى السلطة في 2002. واعتقل العشرات من الضباط الذين لا يزالون في الخدمة أو المتقاعدين، منذ 2008 وهم متهمون بالتآمر ضد السلطة في اطار تحقيق واسع اطلق عليه اسم ارجينيكون. وايلكر باشبوج هو الأعلى رتبة بين هؤلاء الضباط. وعندما اعتقل، وصف الجنرال الاتهامات الموجهة ضده بأنها “مأساة هزلية”، مؤكدا أنه لو أراد لتمكن من الإطاحة بالحكومة. واتهم بيان وزعه أقرباء الضباط المعتقلين على الصحافة، القضاء بأنه “زور الوقائع والأدلة”، وطالب بالتخلي عن الملاحقات الجنائية. وترى بعض الأوساط في اعتقال باشبوج وعشرات العسكريين الآخرين مؤشرا مهما في العملية الديمقراطية في البلاد. لكن المعارضة ترى أن هذه القضية أصبحت أداة بيد الحكومة للقضاء على معارضيها داخل الجيش والإدارة.