تتجه إثيوبيا غدًا لاختيار رئيس وزرائها الجديد، ويعقد حزب الثورة الديمقراطية الحاكم جلسة طارئة لانتخاب خليفة رئيس الوزراء السابق هايلي ماريام ديسالين، الذي استقال في فبراير الماضي بعد سلسلة من الاضطرابات وخروج مظاهرات احتجاجية طالبت بإسقاط الحكومة. وطبقًا للدستور الإثيوبي سوف تعقد اللجنة المركزية للحزب التي تتألف من 180 عضوًا يمثلون الأقاليم الأربعة في الدولة لانتخاب رئيس الحكومة الجديد، وذلك بعد جلسة عمل لتقييم الموقف السياسي العام في البلاد وتقييم أداء الرئيس السابق للحكومة، خلال توليه المسؤولية في البلاد. وكان ديسالين، الذي تولي مهمة رئاسة الحكومة في عام 2012 وأعيد انتخابه في عام 2015، قد تقدم باستقالته بعد موجة من التظاهرات والاحتجاجات شهدتها إثيوبيا على خطط مشروع لتوسيع حدود العاصمة أديس أبابا في مناطق إقليم "أوروميا"، وتطورت الاحتجاجات فيما بعد ووصلت للمطالبة بإصلاحات هيكلية في الحكم والعدالة الاجتماعية وتقسيم الثروة والسلطة. المرشحون لخلافة ديسالين كشفت تقارير إعلامية نشرت مؤخرًا عن أبرز المرشحين لخلافة رئيس الوزراء السابق ديالسين، وجاء في مقدمتهم ليما ميجيرسا، رئيس منطقة أورومو، التي تمثل أكبر مجموعة عرقية في الائتلاف الحاكم، ويتمتع بشعبية عالية وله مواقف معروفة ضد الحزب الحاكم، كما تم طرح اسم ديميك ميكونين، نائب رئيس الوزراء، الذي ينتمى إلى القومية الأمهرية، إلا أن شعبيتة المنخفضة التي تتعدي بقليل ال10% من الإثيوبيين تجعله بعيدا قليلاً عن المنافسة. كما ورد أسم ورقيني قيبو، وزير الخارجية الحالي، الذي وصف بأنه الخيار الذي قد يرضى على الأقل بعض من يشعرون بأن الوقت قد حان لأن تكون إثيوبيا بقيادة الأورومو، لكن يظل الدكتور أبي أحمد، الذي انتخبه حزب المنظمة الديمقراطية لشعب أورومو مؤخرا الأقرب لخلافة ديسالين. ترقب مصري لرئيس الحكومة الجديد تعد إثيوبيا ثاني أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان بعد نيجيريا وحليفًا قويًا للغرب، كما أن إقدامها على بناء سد النهضة وما يصاحبه من جدل حول مستقبل المياه في دول حوض النيل، دفع المجتمع الدولي إلى متابعة ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في هذا البلد الإفريقي الهام. وعلى ضوء قضية سد النهضة، تترقب مصر التطورات السياسية في إثيوبيا ومدى تأثيرها على سير المفاوضات المتعثرة حول سد النهضة، التي توقفت بعد تأجيل الاجتماع الثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان الذي كان من المقرر أن تستضيفه الخرطوم إلى أجل غير مسمى بناء على طلب من الجانب الإثيوبي. وقال الدكتور هاني رسلان، الخبير بالشؤون الإفريقية، إنه سيكون هناك انعكاس غير مباشر لاستقالة ديسالين، على ملف مفاوضات سد النهضة، منوهًا بأن هذه الفترة ستشهد تركيزًا على الداخل وتثبيت للسلطة الجديدة التي تخلف ديسالين، ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى مرونة أكثر في المفاوضات مع مصر، خاصة أن المطالب المصرية ليست كبيرة، والتي من أهمها مدة فترة ملء الخزان الخاص بالسد. فيما يرى خبراء آخرون أن استقالة ديسالين، لن يكون لها تأثير إيجابي على المفاوضات حول سد النهضة، وأن المفاوضات سوف تسير على نهج ديسالين، خاصة وأن الجميع في إثيوبيا شعبًا وحكومة يعتبرون مشروع بناء سد النهضة مشروعا قوميا.