انتقدت الصين بشكل رسمي أمريكا، وأنذرت بتفعيل قانون مكافحة الانفصال وشن الحرب على تايوان، في حال اعتمادها على الدعم الأجنبي لاستقلالها عن الصين الموحدة، وذلك بعد موافقة الولاياتالمتحدة على مشروع قرار يقضي بتعزيز العلاقات وتبادل زيارات المسؤولين رفيعي المستوى بين البلدين. وصرحت المتحدثة الرسمية باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني آن فانشان بقولها: نريد أن نؤكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعد موافقتها على عدد من القوانين تجاه تايوان، خرقت بذلك وبشكل خطير، المبادئ التي تعتمد عليها البيانات الصينيةالأمريكية الثلاثة، وفي هذا الصدد نعرب عن احتجاجنا الشديد، كذلك نريد أن ننبه الجانب التايواني بكل جدية، لا تعتمدوا على الدعم الأجنبي، وإلا فإنكم قد تواجهون متاعب". وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد وافق على مشروع قانون يدعو لتعزيز العلاقات مع تايوان وتسهيل الإجراءات الخاصة بتحقيق الاتصالات بين المسؤولين الأمريكيين وإدارة تايوان، وبموجب هذا القانون منح المسؤولون الأمريكيون حق زيارة هذه الجزيرة وإجراء لقاءات مع ممثلي إدارة تايوان بحرية تامة، كما أن من حق ممثلي إدارة تايوان القيام بزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية للقاء المسؤولين الأمريكيين. ويتيح قانون صيني جرى إقراره في عام 2005 استخدام القوة لمنع الجزيرة من الانفصال، لكن إذا أصبح المشروع الأمريكي قانونًا فعليًّا، فسيؤدي لتشجيع رئيسة تايوان تساي إينج وين، على إعلان السيادة الكاملة على الجزيرة، ويؤدي إلى إعلان الصين تفعيل قانون مكافحة الانفصال وإعلان الحرب. وتعتبر الصين جزيرة تايوان تابعة لها وجزءًا لا يتجزء من الصين الموحدة، وأنها غير مؤهلة لإقامة علاقات دبلوماسية مع دول أخرى، ولم تتخلَّ عن فكرة استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها، منذ انشقاقها على الصين عام 1949. رد تايوان صرحت رئيسة تايوان تساي إينج وين، في وقت سابق، أنها لا تستبعد احتمال أن تهاجم الصين الجزيرة، وذلك في وقت يشهد تزايدًا في حدة التوتر بين الجانبين، فمنذ انتخاب تساي رئيسة للبلاد قبل عامين وهي زعيمة الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال، وتظن الصين أنها تعمل على الاستقلال بشكل رسمي، وهو ما يمثل الخط الأحمر عند الحزب الشيوعي الحاكم في الصين. ورغم إعلان تساي أنها سوف تبقي على الوضع الراهن وأنها ملتزمة بالحفاظ على السلام في المنطقة، إلا أن الصين كثفت من تدريباتها العسكرية حول الجزيرة، وقالت إنها تدريبات روتنية عادية، لكن نوهت بأنها لن تتساهل حيال أي محاولة من جانب تايوان لإعلان الاستقلال. وقالت تساي في مقابلة مع التليفزيون التايواني، حين سُئلت عن احتمال الهجوم الصيني "ما من أحد يمكن أن يستبعد هذا الاحتمال، نحتاج لأن نرى إن كان واضعو السياسات هناك عقلاء أم لا؟"، وأضافت "عندما تنظر إلى الوضع الإقليمي، سيتحتم على أي سياسي عاقل أن يفكر بعناية شديدة في الخيار العسكري". وأشارت تساي إلى أن حكومة بلادها سوف تجد طريقها لمقاومة الضغط الصيني، وأن الجيش التايواني يراقب التحركات الصينية عن كثب، ورغم توقف الحوارات الرسمية بين الصينوتايوان، أقرت تساي بوجود وسيلة اتصال حالية بين الجانبين لتجنب أي سوء تفاهم. توتر العلاقة بين أمريكاوالصين جاء مشروع القانون الأمريكي الأخير ليزيد من حدة التوترات بين واشنطن وبكين، التي ازدادت بينهما في الآونة الأخيرة منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، وبعد وصف الصين بأنها من الدول المارقة التي تهدد الأمن الأمريكي القومي في استراتيجية الأمن الأخيرة، إلى جانب الخلافات التجارية، والتي كان آخر مستجداتها فرض الإدارة الأمريكية رسومًا إضافية على بعض الواردات الصينية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية: على الرغم من أن مشروع القانون الأمريكي الأخير غير ملزم، لكنه ينتهك بشكل صارخ مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة بين الصينوالولاياتالمتحدة. وأضافت أن الصين تحث الولاياتالمتحدة على التعامل بشكل ملائم مع هذه القضية؛ لتجنب التأثير على العلاقات بين الجانبين.