لا تقتفوا أثرى ، دمى سيدلكم علىّ الأبواب عالية ، أخربشها كل ليل ولا تفتح لى ، أغلقوها بالمتاريس وأنا أحمل جوعى وظمأى وحاجتى وحزنى بعد أن هرب منى الطير لم يجدوا خبزا فوق رأسى الأبواب عالية وقامتى لا تطولها والحراس يمنعونى بأسنة حرابهم يلوكون الخبز واللحم كل ليلة وأبيت مع جيرانى نبحث عن حجر نشده على بطوننا لم نعد نفرح بتلك الريح التى تحمل خبرهم ولأنى امرأة فقيرة جدا ووحيدة جدا تراكمت ديونى وتثاقلت فوق رأسى ، معى طفلتى الوحيدة الحزينة التى تشبهنى ، بكاؤها لا ينق، طع وكأن سحابة تركت السماء وسكنت عينيها لا تشبع أبدا ، وأنا لا أسأل أحدا ، فقط أهمس بوجيعتى له- وحده- ويبشرنى اننى لن أعود لبيع دمى بطرقات القصر العينى ، او اضطر للتوارى عن صاحب البيت والجزار والبقال والخبّاز والصيدلى الذى يسكن الشارع الرئيسى ...لقد أوشك رمضان على المجىء وسيتبارى المحسنون والمؤمنون فى تطهير نهارات الصيام ولياليهم الغارقة فى المرق والثريد سينظرون الىّ أخيرا أنا وطفلتى الوحيدة جدا... مهلا مهلا لم تعد طفلتى وحيدة بعد ان أن جعلوا منها رأسا لطابور طويل ، يشبهنى أنا وهى ............. من يموتون ، نكثر من الحديث عنهم نقتات على ذكرياتهم بالنهار وفى الليل ننساهم ونغمض أعيننا حتى لا تلاحقنا صورهم ، هناك ...يقبع أحدهم كلما غافلته لأنام يمد يده ويحركها بالهواء متعللا أن الهواء قد فسد ، وأنه يشيع بعض الونس لأننى وحيدة ...يغافلنى ويتسلل الى مساحة حلمى الضيقة ويحتلها معلنا نصره المبين انه يحيا الآن ويتناول طعامى و يلهو مع أطفالى لا يريد أبدا أن يمسح بقعة الدم التى تغطى وجهه ............................. أهفو لأكون راعية غنم أهش على غنمى ، يتبعنى كقطيع مطيع أستند لجذع الشجرة وأدعو الله أن يتساقط رطبا جنيا ، أطعم أولئك الصغار الذين يناوشون غنمى طمعا بشربة لبن مجانية الغجيب اننى وجدت نفسى مزروعة وسط القطيع وهناك من يسوقنا رغم عنا أصرخ عليه وأنبهه لوجود ثعالب وذئاب لا يلتفت الىّ أصرخ بقوة حتى بّح صوتى لما التفت ورأيته : وجه ذئب بأسنان قاطعة *