رغم استمرار نقص عدد كبير من الأدوية، وأبرزها «أدوية الأمراض النفسية والعصبية, الأورام مثل إندوكسان, هولكسان, اسبيراجنزا, وأدوية الفشل الكلوي مثل كيتوستريل, ليبدوول لأمراض الكبد, أدوية الأشعة مثل الصبغات، وأبرزها البروجرافين، الى جانب بعض أدوية القلب، مثل وينتيرا، وغيرها من الأدوية الأخرى, ورغم استغاثات المرضى والأطباء، إلا أن الأزمة ما زالت قائمة، وفي المقابل ما زالت وزارة الصحة تنفي وجود أزمة من الأساس، وذلك من خلال تصريحات الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، والذي أكد أن عدد الأدوية الناقصة لا يتجاوز ال 15 صنفًا!! ولمواجهة الأزمة، التي لا تعيها وزارة الصحة؛ بدأ عدد كبير من الصيادلة في شرح الفرق بين البدائل والمثائل للأدوية؛ حتى يتسنى لهم مساعدة المرضى في إيجاد بدائل ومثائل مناسبة للأدوية, مطالبين الأطباء بتيسير الأمر على المرضى من خلال إتاحة تناول البدائل أو المثائل وعدم التعنت في كتابة دواء غير متوفر وإجبار المريض على البحث عنه؛ مما يجعل المريض غير واثق في مقترحات الصيدلي بوصف الدواء البديل أو المثيل؛ لمساعدة المريض في تجاوز أزمة عدم توفر الدواء الموصوف من الطبيب. يذكر أن الفرق بين المثيل والبديل أن المثيل له نفس المادة الفعالة من الصنف الدوائي، حيث إن كل دواء له 12 مثيلاً، ولكن مسجلة بأسماء تجارية مختلفة. أما البديل فليس به نفس المادة الفعالة، ولكنه يعطي نفس التأثير من العقار المطلوب. وهو ما أكده الصيدلي إسلام عبد الفاضل، مؤسس تيار الإصلاح المهني الصيدلي, بقوله: لدينا عدد كبير من الأدوية غير المتواجدة بالأسواق، وهو أمر يجب أن نتعامل معه من خلال طرح حلول أخرى، يجب على المريض أن يعيها جيدًا، أبرزها أن يعلم المريض أن هناك مثائل للأدوية يكون لها نفس التأثير والمادة الفعالة للدواء الموصوف من قبل الطبيب, حيث إن عددًا كبيرًا من الأدوية يتم تسجيلها تحت مسمى الصندوق الواحد، وهي الأدوية التي يكون لها نفس المادة الفعالة ونفس التأثير،، مع اختلاف الأسماء التجارية من شركة إلى أخرى، مشيرًا إلى أن هناك أزمة حقيقية يعاني منها المرضى، وهي أنهم عندما يتوجهون إلى أي صيدلية، ولا يجدون الدواء الموصوف من قبل الطبيب، لا يستجيبون لمقترحات الصيدلي باستخدام المثائل أو البدائل الأخرى، وهي ثقافة يجب أن نتخطاها؛ حتى نحاول عبور أزمة اختفاء الدواء, مشددًا على ضرورة أن يكتب الأطباء المادة الفعالة في الروشتات؛ حتى يتسنى للصيدلي مساعدة المرضى في إيجاد المثائل. وهو ما أكده الدكتور محمد سعودي،، وكيل نقابة الصيادلة الأسبق، بقوله: يجب أن يكون لدينا ثقافة البدائل والمثائل الدوائية والترويج لها من خلال وسائل الإعلام، خاصة أن أزمات الدواء أصبحت أمرًا خطيرًا, ولفت سعودي ل"البديل" أن هناك للأسف شريحة كبيرة من المرضى ليس لديهم ثقة في الصيادلة؛ مما يجعلهم يرفضون تقبل المثائل أو البدائل الدوائية, وكشف أن عددًا كبيرًا من الأطباء يكونون متعاقدين ومتربحين من شركات الأدوية؛ مما يجعلهم يصرون على وصف دواء بعينه دون النظر إلى أن الدواء الواحد له 12 مثيلاً إلى جانب البدائل. وأوضح سعودي آن بعض الأطباء أصبحوا ينافسون الصيادلة في بيع الأدوية المهربة بطرق غير مشروعة، مثلما يحدث في الدقهلية، حيث يروج الأطباء للأدوية في محلات الهواتف المحمولة, مشددًا على أن ثقافة استخدام البدائل والمثائل يجب أن تبدأ من الأطباء وليس من المرضى فقط.