* أوباما: الهجوم على إيران قد يحدث قبل انتخابات الرئاسة.. ومحلل الجارديان:أمريكا قد تترك إسرائيل تفعل ذلك * وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان تطالبان بالحسم العسكري.. وتعتبران أن العقوبات محكوما عليها بالفشل وتؤخر التدخل العسكري الإسرائيلي
ترجمة: عبد الله صقر: في تحليله للوضع الإيراني المتأزم، يؤكد الكاتب بالجارديان، كريس ماجريل، ازدياد اقتناع المسئولين الأمريكيين أن العقوبات لن تردع طهران عن مواصلة برنامجها النووي، الأمر الذي لا يترك للولايات المتحدة خيارا إلا شن هجمة عسكرية على إيران أو مشاهدة إسرائيل تفعل ذلك ببساطة. وأوضح الرئيس الأمريكي في العلن، وخاصة لإسرائيل، أنه عازم على إعطاء الوقت الكافي للعقوبات ولاتخاذ التدابير الأخيرة لأي تطورات. ولكن هناك تيارا قويا داخل إدارة أوباما، بما في ذلك وزارة الدفاع والخارجية، يعتقد أن العقوبات محكوما عليها بالفشل، وأن وظيفتها الوحيدة الآن هو تأخير التدخل العسكري الإسرائيلي، وكذلك طمأنة أوروبا أن الهجوم لن يأتي إلا بعد استنفاذ الوسائل الأخرى. يقول مسئول أمريكي رفيع المستوي: “البيت الأبيض يريد أن يري نتيجة للعقوبات، فهو ليس بحاجة إلي صراع أخر”، وأضاف: “المشكلة هي أن طهران تتعامل وكأن شيئا لم يكن، كأن اقتصادهم لا ينهار، وأن إسرائيل لا تخطط لفعل أي شيء”. وفي المقابل تصر إيران علي إهدار المبادرات المتكررة من رؤساء الولاياتالمتحدة بداية من بيل كلينتون ووصولا إلى أوباما الذي دعا ل”علاقات بناءة بناءا على الاحترام المتبادل” مع إيران بمجرد توليه منصبه. هذا غير تأكيد الرئيس أحمدي نجاد هذا الأسبوع أن إيران نجحت في تصنيع أول قضيب وقود محلي الصنع داخل مفاعلاتهم النووية. وعن طريق تقديم أحدث مسودة تفاوض مع مجلس الأمن، أكدت إيران التزامها التحدي حيث لم تحتوي المسودة على أية تنازلات جديدة. يؤكد أوباما أنه إذا لم يكن هناك خيار سوي مهاجمة إيران، فمن المرجح أن يكون هذا بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم، ما لم يكن هناك سبب عاجل للقيام بذلك. والسؤال هو مدي إمكانية الإسرائيليون علي كبح أنفسهم طوال هذه المدة الطويلة. في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، في تصريحات لجريدة الواشنطن بوست، أنه يعتقد أن نافذة الهجوم الإسرائيلي على إيران هي بين أبريل ومايو. ولكن أكد الكثير من المحللين أن الجداول الزمنية تشير إلي أن إسرائيل إذا نفذت هجوما من جانب واحد فمن المرجح أن يكون في سبتمبر أو أكتوبر. يؤكد أحد المسئولين الأمريكيين أن العقوبات هدفها الضغط على إيران، وطمأنة إسرائيل أننا نأخذ هذه القضية على محمل الجد. وأضاف: “نركز على التوضيح لإسرائيل أن العقوبات قد تكون فعالة، الأمر الذي تقدره إسرائيل ولكن بتشكك ينتظرون. ولكن لا نعلم إلي متى سينتظرون”. يقول نائب وزير الدفاع السابق، كولين كال: “إذا نظرتم إلي التقويم، فإن انتظار إسرائيل ليس له معني، هم على الأرجح يعطون العقوبات فرصة مع اقتناعهم بفشلها، لأنهم يهتمون أن تكون الضربة الإسرائيلية مشروعة منطقيا أمام العالم. وفي المقابل، يؤكد دنيس روس، مبعوث أوباما السابق للشرق الأوسط، أن العقوبات قد تدفع طهران إلي التفاوض. يحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أنه لا يمكن السماح لإيران بإقامة “حزام من الحصانة” عن طريق العمل علي سلاح نووي في مفاعل فوردو تحت الأرض، المحمي من الأسلحة التقليدية لإسرائيل. وصرح باراك في وقت سابق أن إسرائيل يجب أن تفكر في ضربة قبل حدوث ذلك. يقول الأمريكيون أنه ليس هناك إلحاح من هذا القبيل لأن هذا المرفق هو واحد بين العديد من احتياجات طهران لبناء سلاح نووي. وتؤكد الولاياتالمتحدة أن لديها ترسانة أقوي عسكريا. يعتقد كال أن على واشنطن أن تأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان تهديد إسرائيل جديا أم لمجرد الضغط على الولاياتالمتحدة وأوروبا في مواجهة طهران. وأضاف: “الأمر ليس أن إسرائيل تعتقد أن طهران على وشك تفجير قنبلة ذرية، ولكن إسرائيل تخشى من تطور البرنامج النووي الإيراني لتصبح إيران بعيدة عن خطر توجيه ضربة عسكرية لها. وهو ما يعني الوصول لمرحلة الآن أو أبدا”. وكانت الضغوط الإسرائيلية قد لعبت دورا رئيسيا لاتخاذ إجراءات ضد طهران من قبل الكونجرس لتشريع عقوبات تستهدف الضغط على النظام الإيراني اقتصاديا. في المقابل، يري بعض المسئولين الأوروبيين والأمريكيين أن هذه العقوبات نفسها أصبحت وسيلة لواشنطن للضغط على إسرائيل لعدم التصرف باندفاع في مهاجمة إيران. هناك رؤية مختلفة تري أن إدارة نتنياهو تعتقد أن الوقت المثالي لمهاجمة إيران هو في أوج حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. خاصة مع وجود المرشح الجمهوري المتشدد المستعد لمهاجمة ضعف أوباما، الأمر الذي يجعل أوباما مقيدا في معارضته نتنياهو. وقام 32 من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين، بتقديم مشروع قرار يوم الخميس الماضي، يرفضون فيه “أي سياسة من شأنها أن تعتمد على الجهود الرامية لاحتواء موقف قدرة إيران على بناء أسلحة نووية”. وقال جو ليبرمان، أحد مقدمي مشروع القرار، أنه لا يريد أن يستبعد الخيارات الدبلوماسية، ولكن في حالة اتخاذ الرئيس قرار الهجوم على إيران، فسيتعين على الحزبين تقديم دعما قويا في الكونجرس. وقال أعضاء آخرين بمجلس الشيوخ، أنههم بحاجة للشعور بالرغبة الملحة من جانب الإدارة الأمريكية في التعامل مع الوضع بحزم، لأن العقوبات ليست كافية.