* دبلوماسي أمريكي: مطالبة الجماهير في الشوارع بإعدام طنطاوي تخيف العسكري أكثر من الضغوط الأمريكية * مسئولون مصريون وأمريكيون: أبو النجا لا تمثل الجنرالات وتتصرف بمفردها مستغلة تراجع سلطة المجلس العسكري * الصحيفة: الوزيرة التي استمرت منذ عهد مبارك وكانت صديقة لسوزان تقف وراء اتهامات العاملين بالمنظمات الأمريكية * بعد مطالبة طنطاوي بالانتباه لأهمية العلاقات مع واشنطن، هددت أبو النجا بتقارب مصري مع إيران إذا لم تكن أمريكا شديدة الحرص * أنور السادات: الجنرالات فوجئوا بالإجراءات ضد المنظمات الأمريكية.. وأبو النجا تعلم أن وقت طنطاوي ينتهي بخروج العسكري ترجمة شيماء محمد: اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بفايزه أبو النجا وزيرة التعاون والتخطيط الدولي، ووصفتها بأنها ” المسئولة التي استمرت في الحكومات منذعهد مبارك، وصديقة للسيدة الأولى السابقة، سوزان مبارك، والقوة الدافعة وراء لائحة الاتهام الموجهة ل 16 أمريكيا في التحقيق الجنائي الذى يهدد بتقويض التحالف المستمر منذ عقود بين مصر والولاياتالمتحدة”. وأضافت الصحيفة أن فايزة أبو النجا، 61 عاما، تتحدى الجميع حتى حكام مصر العسكريين. فبعد طلب المشير محمد حسين طنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة، من حكومته الانتباه لأهمية العلاقات مع واشنطن، استخدمت أبو النجا لهجة أكثر حدة من أي وقت مضى، حيث أصدرت تحذيراته لواشنطن. وقالت إنه إذا لم تكن الولاياتالمتحدة شديدة الحرص، فإن ذلك قد يدفع مصر إلى التقارب مع إيران . وقالت إن “كل بلد لديها أوراق ضغط في المجال السياسي، ومصر ليست استثناء.” وأضافت الصحيفة أن السيدة أبو النجا، طلبت التحقيق في التمويل الأجنبي للمنظمات غير الهادفة للربح فى مصر، تم النظر إليها على نطاق واسع بأنها مجرد وكيلة للجنرالات الحاكمين. فعلى الأقل اثنين من الجنرالات ألمحوا إلى أن التحقيقات قد تكشف عن “الأيادى الأجنبية” التي ألقوا عليها اللوم في إثارة احتجاجات في الشوارع. ولكن مع تصاعد القضية، يقول مسئولون في القاهرةوواشنطن إن أبو النجا كانت تتصرف بشكل مستقل لاستغلال فراغ السلطة الناشئ عن تآكل سلطة وقوة المجلس العسكري. واعتبرت أن “الجنرالات” المفترض أن تكون لديهم كل القوة والسلطة، يبدوون خائفين من ردة فعل عكسية إذا تتدخلوا في تلك الحملة، التي داعبت مخزونا عميقا من المشاعر المعادية للأمريكيين في مصر”. وقالت الصحيفة إن المشير طنطاوي، الذي دعا الأسبوع الماضي علنا إلى تعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة، حث، سرا وبشكل خاص، أبو النجا ومسئولين آخرين فى مجلس الوزراء على تخفيف لهجتهم. إلا أن أبو النجا قامت بتصعيد لهجتها “بطريقة لم تحدث من قبل”. وأبلغت أبو النجا النيابة العامة في أكتوبر الماضى أن الولاياتالمتحدة ضخت أموالا إلى منظمات ممولة من الحكومة الأمريكية وهي: المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري ومؤسسة فريدوم هاوس، سعيا لنشر الفوضى، وإحباط تحول مصر إلى دولة قوية وديمقراطية، وتحويل الثورة لتصب في صالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وذكرت أبو النجا في شهادتها أن المعهد الجمهوري بأنه يخدم “الأجندة اليمينية” لحزبه الذى يحمل نفس الاسم، في حين قالت أن مؤسسة فريدوم هاوس هي أداة تابعة “للوبي اليهودي”. ورغم أن تصريحات أبو النجا هذا الاسبوع، فاقمت التوتر بين الولاياتالمتحدة ومصر، إلا أنه لم يتضح من الذي قد يتدخل . ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسئولين أمريكيين ومصريين، أنه اقتراب انتقال السلطة إلى رئيس مدني، في غضون أربعة أشهر، يبدو كل فرد تقريبا في الحكومة المصرية، بما في ذلك أعضاء المجلس العسكري، منشغلين بمصرائرهم الشخصية بعد ترك الجنرالات للسلطة. ويرجع سبب خوف بعضهم إلى احتمالية تقديمهم لمحاكمات بتهم فساد أو اتهامات تتعلق بالهجوم على المتظاهرين والقمع، وهى الاتهامات الموجهة بالفعل الرئيس السابق حسني مبارك وكبار مساعديه. ولكن هناك آخرون حريصون على الحفاظ على مناصبهم أو تدعيم مؤسساتهم أو السعى لمنصب ودور في الحكومة المنتخبة الجديدة. وقال البرلماني محمد أنور السادات، في تصريحات للصحيفة الأمريكية، إن “مصر الآن بلد لجزر منفصلة.. فوزارات الخارجية العدل والبرلمان وجنرالات المجلس العسكري، كل منهم فى جزيرته الخاصة به”. ونقل السادات ما وصفه بأنه محادثات مع مسئولين عسكريين كبار، موضحا أن الجنرالات الحاكمين كانوا “متفاجئين” بالإجراءات ضد المنظمات الأمريكية، وأضاف: “أنهم لم يكونوا على علم بذلك، ويعتقدون أن التوقيت كان خطأ.. لكن أبو النجا تعلم أن فترة مسؤولية طنطاوي تستمر فقط أثناء تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة. وعندما ينتهى وقته، فوقتها ينتهى”. وأشارت الصحيفة إلى وجود علامات كثيرة تشير إلى تلاشي سلطة العسكريين سريعا. فهناك قضاة تحقيق مدنيين للمرة الأولى بدأوا في إصدار تقارير تخالف المجلس العسكري. كما أن نواب مجلس الشعب يتحركون لإقالة وزير الداخلية، ولكن لا أحد يعرف حتى الآن من الذى يمكن أن يكون لديه تلك السلطة، البرلمان أم الجيش. كما أن الإخوان، التى يهيمن حزبها على البرلمان، تخلت عن سياسة تجنب المواجهة مع المجلس العسكري وقامت بالدعوة إلى إقالة الحكومة المعيةن من قبل المجلس العسكري، وهو ما يشمل أبو النجا، لأفساح المجال لهم لتشكيل حكومة ائتلافية. لكن من غير الواضح عما إذا حتى كان يمكن لحكومة جديدة أن تستمر أكثر من أربعة أشهر، أى إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الموعود بها. وقال أحد الدبلوماسيين الأميركيين، الذى طلب عدم نشر اسمه، أن “السلطة في حالة سيولة في الوقت الحالي”، وأضاف أن “الجماهير في الشوارع المطالبة بإعدام طنطاوي تخيفهم أكثر من الضغوط الأمريكية “. وقال الدبلوماسي أن “هذا يعني أن المجتمع يتفكك بالفعل”. وأضافت الصحيفة أن العديد من المسئولين يقولون إن حملة أبو النجا ضد الأميركيين جعلتها “غير قابلة للمساس”، إن لم تكن مرشحة محتملة للعب دور في المرحلة المقبلة من التحول فى مصر. وصفها السادات بتهكم قائلا: “إنها بطلة “. وعلى الجانب الآخر، يقول البعض إن دور أبو النجا القيادي في حملة الهجوم ضد الامريكيين يثير الدهشة، لأنها قضت سنوات كثيرة سعيدة في الغرب وتتحدث باعتزاز عن الفترة التى عاشتها في نيويورك كواحدة من أقرب مساعدي بطرس بطرس غالي، الذى كان حين ذاك الأمين العام للأمم المتحدة، والذي استعان بها من الخدمة فى وزارة الخارجية المصرية. وعملت بعد ذلك لسنوات في جنيف، كممثلة لمصر لدى مكتب الأممالمتحدة هناك، ولدى مجلس حقوق الإنسان. كما أنها كانت تدرك، حتى وقت قريب، أنه في2010 تعهدت مصر لمجلس حقوق الإنسان بتحرير القوانين الصارمة التي تعرقل عمل المنظمات غير الربحية، والتي يتم أستخدامها الآن لمقاضاة الأمريكيين. ونقلت الصحيفة عن “صديقات أبو النجا ومسئولين سابقين” أنها كثيرا ما كانت تقضي وقتا مع دائرة من الصديقات، المشتركات بينها وبين سوزان مبارك. بعد الإطاحة بنظام الرئيس مبارك، كانت أبو النجا واحدة من أعضاء الحكومة القليلين الذين حافظوا على مناصبهم. بل إنها حتى وسعت نطاق منصبها، مضيفة إليه التخطيط الاقتصادي كذلك. ويعني دورها المزدوج أن أبو النجا التى تدافع عن حملة الهجوم ضد التمويل الأجنبي للمنظمات غير الربحية المصرية هي أيضا المسئولة عن طلب مساعدات بالمليارات من الغرب لتحقيق الاستقرار للاقتصاد المصري. بل وأحيانا تقوم بالشيئين مع في نفس المؤتمر الصحفي حيث تهاجم تمويل المنظمات وتطالب بمساعدات مالية لمصر. وهو ما اعتبره السادات في تصريحاته للصحيفة بأنه يذكره بالمثل الشعبي المصري: “حسنة وانا سيدك”.