يعتبر القارئ الراحل الشيخ محمود خليل الحصري أكثر قرَّاء القرآن الكريم علمًا وخبرة ووعيًا بفنون القراءة، فكان الراحل ذا علم كبير بعلوم التفسير والحديث، إضافة إلى إجادته قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، حيث نال عن ذلك شهادة علمية من الأزهر الشريف عام 1958. وخلال رحلته مع القرآن الكريم، سافر القارئ الراحل إلى جميع الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى دول أجنبية، مثل روسيا، والصين، وسويسرا، وكندا، والولايات المتحدة، التي استقبله فيها رئيسها جيمى كارتر. وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دائم اصطحاب الحصري معه في زياراته الدولية، حيث اصطحبه معه في زيارته للهند وباكستان، وهناك قرأ القرأن في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند عام 1960. وفي الصورة يظهر الحصري مع الشيخ الراحل عبد الباسط عبد الصمد خلال زيارتهما لباكستان، حيث يظهر في الصورة مجموعة من القراء والمسؤولين بدولة باكستان. واختارت الحكومة السعودية الحصري لافتتاح الحفل الرسمي لإضاءة مكةالمكرمة بالكهرباء عام 1954، وخلال زيارته لفرنسا عام 1965 أسلم عشرة أشخاص بعد سماعهم القرآن بصوته، والشيخ الحصري هو أول من سجل القرآن الكريم مرتلاً عام 1961 برواية حفص عن عاصم، كما أنه سجل القرآن للمغرب برواية ورش، وللسودان وإفريقيا برواية الدوري عن أبي عمر، ولتونس وموريتانيا وليبيا برواية قالون عن نافع، إضافة إلى ما سبق هو أول من سجل المصحف المعلم بناء على طلب وزارة التربية والتعليم، والذي بسببه تمكن قطاع كبير من الناس من حفظ القرآن بكل سهولة. ويضاف إلى قائمة الحصريات التي انفرد بها الشيخ عن غيره أنه أول من رتل القرآن في الأممالمتحدة عام 1977، وأول من رتله في القصر الملكي في لندن عام 78، وأول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكي. وعندما شعر الشيخ الحصري بدنوِّ أجله، أوصى بثلث تركته للإنفاق على مشروعات البر والخير، إضافة إلى خدمة المسجدين اللذين شيدهما فى القاهرة وطنطا، والمعاهد الدينية الثلاثة "الابتدائي والإعدادي، والثانوي الأزهري"، ومكتبين لحفظ القرآن الكريم في مسجدي بالقاهرة وطنطا، فضلاً عن حفَّاظ القرآن الكريم ومعلميه. وفي عام 1980، وعقب عودته من السعودية، ازداد عليه مرض القلب، الذي كان يعاني منه، ونصحه الأطباء بضرورة نقله إلى معهد القلب، إلا أنه رفض نصيحة الأطباء، بل ورفض تناول الأدوية، مؤكدًا أن الشافي هو الله. ولما تدهورت صحته، تم نقله رغمًا عنه إلى معهد القلب، وتحسنت صحته، فعاد إلى البيت مرة أخرى، ظنًّا أنه شُفِيَ تمامًا. إلا أنه في يوم الاثنين الموافق 24 نوفمبر عام 1980 فاضت روحه إلى بارئها، بعد أن أدى صلاة العشاء مباشرة.