أعلنت شركة النصر للخدمات "كوين سيرفيس" عن فصل عمالها بالكامل بميناء العين السخنة والبالغ عددهم 1200 عامل، وتقدمت بإعلان وظائف شاغرة بديلة لهم، رغم اعتصامهم وتواجدهم بمقر الشركة بميناء العين السخنة؛ بسبب غضب إدارة موانئ دبي من إضرابهم عن العمل الذي تسبب في تعطيل حركة الشحن بالميناء. وطالبت موانئ دبي الشركة المشغلة "كوين سيرفيس" بفصل جميع عمالتها بالميناء عقابًا لهم واستبدالهم بعمال آخرين، وهو ما تم تنفيذه صباح اليوم، واستقبل الميناء دفعات من الشباب الراغبين في التعيين بناء على الإعلان، وحدثت مشادات فيما بينهم، دفعت الشركة لطلب قوات الأمن لتحول بين العمال المعتصمين والشباب الراغبين في التعيين وإداريي شركتي كوين سيرفيس وموانئ دبي العالمية المشغلة لميناء العين السخنة. وقال سعيد محمد، أحد عمال شركة كوين سيرفيس المعتصمين داخل الميناء، إن خبر إعلان الشركة عن فصلهم جميعًا دفعة واحدة وإعلان طلب وظائف شاغرة بديلة لهم أصاب العمال بالجنون، وتسبب في هياج الجميع الذين رفضوا مغادرة موقع الشركة أو العمل، وأكدوا أنهم لن يسمحوا لأي أحد بقطع أرزاقهم وأرزاق عائلاتهم وإلقائهم فى الشارع واستبدالهم بمثل هذه البساطة، حيث افترش العمال أرض الميناء، وأكدوا أنهم لن يتركوا أماكنهم حتى لو دهستهم الأوناش. وأكد أن إضرابهم عن العمل جاء بعد اعتصامهم منذ يوم الأحد الماضي، وكان قاصرًا على عدم مغادرة عملهم الذي لم يتعطل، بل زاد في أيام الاعتصام كحسن نية منهم وتأكيدًا على عدم تعطيل العمل بالميناء، ومع تجاهلهم المستمر وعدم الاهتمام بمطالبهم المشروعة، على حد قوله، أعلنوا الإضراب عن العمل، وتم إيقاف العمل بالميناء كوسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم وإجبار إدارة شركة كوين سيرفيس على التحدث معهم في تلك المطالب التي هي أبسط حقوقنا، مع دفع مستحقاتهم المالية المتأخرة وضمان عدم تأخرها مرة أخرى. وتابع: إدارة الشركة طالبتنا باختيار ممثلين من العمال للتحدث في تلك المطالب، وبالفعل اخترنا ثلاثة من زملائنا للتحدث مع إدارة الشركة، ولكن تم إلقاء القبض عليهم وفصلهم وإيداعهم السجن بتهمة تحريض العمال، وهو ما يثبت سوء نية الشركة، وعندما طالبنا بالإفراج عنهم هددوا أي عامل يحاول التضامن معهم باللحاق بهم، ولم نكن نتخيل أن يتم فصلنا والاستغناء عنا بهذا الشكل المهين. وقال محمد السيد، أحد العمال، إنهم لن يسمحوا بعودة العمل بعمالة أخرى وطردهم بهذه الطريقة المهينة، ولن يتراجعوا حتى لو تكلف ذلك أرواحهم؛ لأنهم لا يوجد لهم مصدر رزق آخر، والشركات تجامل بعضها بالعمال، وتحاول شركة كوين سيرفيس طردهم جميعًا إرضاء لموانئ دبي العالمية؛ بسبب تعطيل العمل ومنعهم للعمال الأجانب الذي جلبتهم موانئ دبي لتسيير العمل، وهو ما زاد غضب إدارة موانئ دبي التي طالبت شركة كوين سيرفيس بفصلنا جميعًا. وتابع أنه شاهد إعلان وظائف خالية مساء أمس بمواقعهم بالميناء، وهو ما تسبب في هياجهم وإعلانهم لحام البوابات ومنع أي أحد من الدخول، مؤكدًا: حتى مع توافد قوات الشرطة والأمن المركزي فلن نتراجع، فهو مصدر رزق أولادنا، ولن نتركه بهذه السهولة، مرددًا "الجميع باع عمال كوين سيرفيس وجاملوا مواني دبي، ولم نجد أي جهة أو مسؤول يقف بجانبنا"، متسائلاً: ما هي جريمتنا حتى نعاقب هكذا؟ هل المطالبة بحقوقنا أصبحت جريمة نطرد على أثرها؟ وقال عبد الحميد كمال، عضو مجلس النواب عن محافظة السويس، إنه تقدم بمذكرة عاجلة للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وأخرى لوزير النقل والمواصلات للمطالبة بحماية العمال المعتصمين وعدم طردهم بهذه الطريقة وقطع أرزاقهم وتشريدهم لمطالبتهم بحقوقهم من الشركة. واستنكر قيام الإدارة بالتهديد باعتقال العاملين وحبسهم والقبض على أقاربهم من أجل تسليم العمال أنفسهم للشركة، وهو ما أدى إلى موجة من الغضب بين العاملين وأسرهم وأقاربهم بالسويس، وكل ذلك يحدث بالمخالفة لقوانين تنظيم علاقات العمل والأعراف والتقاليد والمعاهدات الدولية، كاشفًا أن تصاعد وتأزم العلاقة مع شركات موانئ دبي العالمية، التي تعمل بميناء السخنة، بسبب قبض شركة الخدمات على أحد المديرين العاملين بميناء السخنة، فضلاً عن عدم التزام شركة كوين سيرفيس بأعمالها، ما أدى إلى وجود خسائر وتعطيل للعمل داخل الميناء. وتعجب من حدوث هذا في الوقت الذي تتوجه فيه القيادة السياسية لفتح آفاق للشراكة والتعاون مع شركة موانئ دبي من أجل توفير فرصة للاستثمار والعمل من أجل الشباب، مطالبًا بالتحقيق في هذه الواقعة وحماية العاملين وأسرهم، حتى لا يتكرر هذا الأمر وتدعيم مناخ الاستثمار، احترامًا للقانون. ومن جانبه قال اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، إنه حذر العمال مرارًا وتكرارًا من اتخاذ الاعتصامات والإضرابات كوسيلة لتحقيق مطالبهم ودائمًا تأتي بنتائج عكسية وتعطل مسيرة التنمية، وهو ما حدث، فقد تعطل العمل بالميناء، وكذلك قررت الشركة استبدالهم بعمال آخرين، وأكد أنه سيجري مفاوضات لإلغاء رد فعل الشركة بفصلهم واستبدالهم مع التأكيد على عدم تكرار أي إضرابات أو اعتصامات. يذكر أن عمال شركة كوين سيرفيس يبلغ عددهم قرابة 1200 عامل، وكانوا يعملون خلال العامين الماضيين تابعين لهيئة موانئ البحر الأحمر، قبل أن تقوم إدارة موانئ دبي المسؤولة عن ميناء السخنة بفسخ تعاقد شركة بلاتنيوم التي كان يعمل بها العمال بالميناء، والتعاقد مع شركة كوين سيرفيس، وتم نقل تبعية العمال لها بنظام وآلية عمل جديدة بالميناء، وقد أعلنوا الإضراب لصرف مستحقاتهم المالية والأرباح المتأخرة ونقل تبعيتهم لميناء العين السخنة والإفراج عن زملائهم الذي تم القبض عليهم بسبب الإضراب.