أثار قرار المتحف المصري بتغيير اسم لوحة «انتصارات مرنبتاح» إلى «لوحة إسرائيل» جدلًا كبيرًا، فمنذ سنوات والجدل مستمر حول اللوحة الموجودة في المتحف المصري بالقاهرة تحت رقم «CG 34025»، ووجود كلمة إسرائيل من عدمه، واتفق بعض خبراء الآثار على أن اللوحة تحمل خطأ في الترجمة بعدما تم استبدال كلمة «جزريل» الموجودة باللوحة بكلمة إسرائيل، مما أثار خلطًا ولغطًا كبيرًا حول لوحة انتصارات الملك مرنبتاح. اللوحة الموجودة بالمتحف المصري تجسد انتصارات الملك الذي حكم مصر بين 1213 1203 قبل الميلاد، وهي عبارة عن لوح سميك من حجر الجرانيت يبلغ ارتفاعها 310 سنتيمترات وعرضها 160 سنتيمترًا وسمكها 32 سنتيمترًا، اكتشفها عالم الآثار الإنجليزى فلندرز بيتري في طيبة عام 1896م. الترجمة التي اتفق عليها خبراء الآثار هي كلمة «جزريل» وليست إسرائيل، وتعني سهلًا في منطقة بدوية شمال فلسطين، يسكنها تحالف عشايري، واسمها الحالي يبين أنها منطقة بدوية مهمة تسمى «مرج بني عامر»؛ لأنها معبر بين الشمال السوري والفينيقي والحيثي والجنوب المصري والإفريقي، وبجانبها حصلت معركة «مجدو»، اللوحة كتبت عليها قصيدة انتصارات مرنبتاح، وعند ترجمتها حصلت أكبر أكذوبة في علم الآثار، وهي كذبة «لوحة إسرائيل» التي تأخذ مساحة وعناية في المتحف المصري، لدرجة أنهم غيروا اسمها من لوحة مرنبتاح إلى لوحة إسرائيل، فالتشابه بين اللفظين جعلها تثير الجدل. زاهي حواس، وزير الآثار الاسبق، قال في إحدى مقالاته، إن الفقرة التي أثارت الجدل على اللوحة هي «وأقفر يزريل، ولم يعد له بذور» وهي قبيلة من ضمن القبائل التي ذكرت في اللوحة التي قضى عليها الملك مثل «خاتي»، و«كنعان»، و«عسقلون»، و«ينعم»، و«خارو»، وكلها تشير إلى منطقة سورياوفلسطين وترجم البعض «يزريل» ب«إسرائيل»، مؤكدًا أن «يزريل» التي ذكرت على لوحة «مرنبتاح» لا تعني «إسرائيل»، وحتى لو فرضنا أنها إشارة إلى بني إسرائيل، ستكون هي المرة الأولى التي تذكر فيها إسرائيل في المصادر المصرية القديمة، وذكرها لا يكون دليلًا، على الإطلاق، على أن الملك «مرنبتاح» الذي حكم مصر حوالي 1224 ق.م، حتى 1212 ق.م هو فرعون الخروج. التاريخ يؤكد أن المنطقة المشار إليها في اللوحة هي سهول كانت تسمي قديمًا جزريل أو يزرائيل، وتقع في شمال فلسطين التاريخية، وذكرت في التوراة بهذا الاسم، والكنعانيون أطلقوا عليه اسم سهل يزراعيل، نسبة إلى قرية زرعين، وسميت بعد ذلك مرج بن عامر نسبة لقبيلة بني عامر من قحطان، وكانت هذه المنطقة هي الطريق المؤدي إلى سيناء ومصر. وهو ما أكده سامي حرك، مؤسس حملة حراس الهوية المصرية، ل«البديل» قائلًا: إن مكتشف اللوحة فلندرز بيتري غير في اسم القبيلة عند الترجمة، عندما وجد أن اللفظ الموجود في اللوحة به حروف تشبه كلمة إسرائيل.