إجلس .. سأعطيك الكلمة .. إجلس يا نائب يا محترم .. يا ريس مستني دوري من جلستين .. حاضر يا أستاذ .. سأعوضك أن تقبل مني بونبوني ماركة هولز أُهديت إليّ ولكن أخصك بها نظراً لما سببته لك من أضرار .. إنت عايز هولز برضه؟ نعم هذه كلمات حوار دار بين الكتاتني ونواب مجلس الشعب في جلستهم بعد أحداث بورسعيد المؤسفة! إذا واجهتك ضائقة وإذا وقعت في مصيبة وإذا إبتليت بكرب لا تدع الحزن يأكل فيك ويبدد بشاشتك وإقبالك علي الحياة ولا تفكر كثيراً في مشكلتك ولا تبحث عن حلول ولا تناقش صديقك أو جارك .. فقط إذهب إلي السوبر ماركت بجوار منزلك وإطلب من صاحبه بونبوني ماركة الهولز نعم قل له ذلك ماركة الهولز .. وافتح ورقة البونبون الزرقاء وإمسك بحبيبات الإنتعاش وضعها في فمك أو تحت لسانك ومصمص فيها ستشعر بمنتهي الإنتعاش وستنسي كل مشاكلك وهمومك وأحزانك ..جرب وإدعيلي! إذا كنت ممن فقأت عيناه في سبيل طلبك للحرية والكرامة أو كنت أباً لشهيد سقط في ثورة يناير أو كنتي أماً لبنت سُحلت وعُرِّيت أمام الخلق أو هُتك عِرضها أو أُجري لها كشف العذرية أو كنت أباً لإبن في مقتبل العمر ذهب ليستمتع بمباراة كرة القدم بين الاهلي والمصري حاملاً علمه الأحمر اللامع ومردداً بهتافات الألتراس الملتهبة “يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد” فإذا عاد إبنك ملفوفاً في الكفن الأبيض فقط إذهب إلي السوبر ماركت وإطلب منه بونبوني ماركة الهولز نعم قل له ذلك ماركة الهولز ..جرّب وإدعيلي! قد يتهمني أنصار الكتاتني أنني أغار من الهولز لأنني أعشق الكوفرتينا؟ وقد يعتبروها روشتة إخوانية لتجاوز كل ما يصيبك من ألم وحزن! ونفترض أنني لا أحب الهولز بلسعاته للساني ومرارة نعناعه في حلقي! .. يبدو أن هناك حلولاً أخري لتتجاوز كل ما يقف في طريق الإنتعاش وتناسي كل عراقيل الحياة! الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله .. نعم إنه الآذان فقد حان موعد آذان العصر بعد وقتها بنصف ساعة , إنه النائب البرلماني السلفي ممدوح إسماعيل يرفع الآذان ويرد عليه الكتاتني لم أأذن لك بذلك ..فيه مسجد تأذن فيه ..إجلس إجلس ..لا تزايد ..لست أكثر منا إسلاماً ..هذا المكان للمناقشة وليس لرفع الآذان ...تحول مسار الجلسة المقامة من بحث مأساة بورسعيد والدماء المسالة فيها إلي هولز ورفع آذان في غير موعده وإلي سماع الفتاوي هل يصح الآذان في البرلمان أم لا! يا سيدي إننا نحترم الآذان ونؤدي الصلاة في أوقاتها ولكن هل إختارك أبناء دائرتك شيخاً لهم لترفع لهم الآذان وتذكرهم بالصلاة ؟أم إنتخبوك من أجل مصلحة الدائرة وأن تتحدث بإسمهم وتنادي بأحلامهم وتحقق صالحهم وصالح الوطن؟! الأمر لا يختلف كثيراً عن الميدان الذي إرتفع فيه صوت ترتيلات القرآن ليشوشوا به علي هتافات لم تحوز علي إعجابهم ولم تأت علي وتيرة المنهج الموصي به من المرشد العام,فالسمع والطاعة فوق إرادة الميدان . فإذا كانوا يسمعون القرآن ويؤدون الصلاة عبادة لله ,فالله لا يرضي بظلم يقع علي عباده من سلطان جائر ومن قتل وسحل وهتك للأعراض وفقأ للأعين ..فإذا كنتم تحرصون علي الصلاة وعلي سماع القرآن فطبقوا ما يأمركم به من تصلون إليه ومن تقرأون له وهو الله عز وجل! فإذا إعترضت علي آذان السلفي وسماعات قرآن الإخواني ..يرد عليك بإستنكار وغضبة لا مثيل لها : أترفض كلام الله؟ ألا تريد أن تقام الصلاة؟ إنت مبتصليش ؟ فإنهم يتحدثون وكأن الدين أصبح في حوزتهم وحدهم وكأنهم المتحدثين الرسميين بإسم الإسلام!..فأصبح الدين يستخدمونه في جلب أصوات الناخبين وفي الشوشرة علي هتافات تنادي بسقوط العسكر أو في التشتيت عن مساءلة وزير أمام جلسة برلمانية! دعهم يدخلون في عباءة السلطان ..دعهم يتذوقون رضا الحاكم بأمره ..دعهم يتلمسون مقاعد البرلمان ويأخذون الصور التذكارية فالكتاتني جالساً في مقعد كان حكراً علي فتحي سرور والعريان في مقعد عز والبلتاجي في مقعد الشاذلي فهؤلاء القاطنين بسجن طرة كانوا يحتكرون مقاعد البرلمان وأنتم الآن إحتكرتم الإسلام والبرلمان..فلماذا يعكرون صفو هذه اللحظات السعيدة ,ولماذا يمررون حلقهم بنقد السلطان ومساءلته؟ فقط تناول بونبوني ماركة الهولز وإستمتع وإنتعش وخذ صورك وأنت جالس في البرلمان وقم لتؤدي كلمتك وتدعي البطولة والثورية .. جرب وإدعيلي!