أحمد عبد ربه يشيع الإعلام المصرى دائما أن مصر ليس بها بديل للرئيس، وليس بها كفاءات تستطيع إدارة شئون البلاد بشكل يماثل قدرات الرئيس (أى كان اسمه)، وهذه الشائعة ليست مرتبطة بالرئيس الحالى للبلاد بل هى ممتدة منذ نشأة الجمهورية. ويبدع الإعلاميون دائما فى صياغة هذه الشائعة من خلال إدعاء أن الرئيس هو الزعيم الملهم والمخلص الأوحد للوطن، يجب على الشعب المصرى أن يحمد الله على أن الرئيس قبل هذه المهمة الصعبة وتنازل وتواضع بقبوله هذا المنصب، بهذه الطريقة يعمل المنافقون، وتارة أخرى عن طريق استدعاء الدين والتلاعب بمشاعر المواطنين فيستخدمون الآيات والأحاديث النبوية التى تؤثر على الرأى العام مثلهم مثل التيارات الدينية على اعتبار أن الله يعطى الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء. وهناك طرق مختلفة للترويج لهذا الأمر يعتمد على تشويه كل المرشحين المحتملين لهذا المنصب مهما كانت قدراتهم السياسية ومهما كان تاريخهم مشرف ومهما كان لديهم من الكفاءات التي تؤهلهم لإدارة شئون البلاد سواء كانوا سياسيين مدنيين أو حتى عسكريين سابقين لديهم القدرة على طرح رؤى وبرامج مختلفة قادرة على إعادة إحياء الدولة المصرية من جديد والعمل على حل الأزمات التى تواجه الشعب المصرى وتكدر حياته اليومية ومستقبل أبنائه. بهذا المشهد يصعب دائما أن يحدث انتقال ديمقراطى للسلطة عبر انتخابات حره نزيهة؛ لأن الرئيس دائما يملك كل السلطات والصلاحيات ودعم مؤسسات الدولة والأبواق الإعلامية التي تعارض وتشوه المنافسين بأبشع الاتهامات التى تصل الى حد الخيانة طالما فكر أحدهم فى الترشح والمنافسة على منصب رئيس الجمهورية. ومع هذا كله يجب أن يعي الشعب المصرى حقيقة أن مصر بها آلاف من العلماء فى شتى المجالات وبها عشرات الآلاف من العقول النوابغ الذين عندما تتاح لهم الفرصه يبدعون ويتفوقون فى السياسة والإدارة والاقتصاد…، من استطاع مع فريق عمله إدارة أزمة الاقتصاد العالمى نهاية 2008 وبداية 2009 هو العالم المصري محمد العريان، ومن استطاع وضع نظام تأمين صحى على أعلى مستوى للشعب الأمريكى هو العالم المصري الدكتور/ سمير بانوب، العالم العبقرى الذى قام بتنفيد مشروع تطوير سكك الحديد فى برلين بعد فشل العلماء الألمان فى تنفيذه بسبب مشاكل التربة هناك هو العالم المصرى الدكتور/ هانى عازر هؤلاء وغيرهم كثيرين. هناك العشرات بل المئات بل الآلاف من المصريين أكفاء فى مجالات مختلفة وثبتت قدرتهم على العمل والإنجاز فى كل منصب شغلوه بمصر و كل دول العالم. أزمة مصر ليست فى إيجاد بدائل أفضل من الرئيس لكن أزمتها الحقيقية فى عدم توافر مناخ يسمح لهذه البدائل من العمل بحرية ويسمح لهم من تقديم مهاراتهم و مواهبهم لخدمة الشعب المصرى فى كافة المجالات وبناء نظام مؤسسي غير قائم على حكم الفرد وإدارة الفرد الواحد الذى مهما كانت لديه من مهارات وقدرات لن يستطيع أن يعمل وحده. مصر بها بدائل لا تعد ولا تحصى وإذا تغيرت الظروف وأصبح هناك حياة ديمقراطية سليمة تتيح للجميع العمل وحرية التنافس سيتغير الحال فى مصر من أزمة مفتعلة بأن مصر لا يوجد بها بديل إلى توافر بدائل يصعب على المواطن المصرى الاختيار من بينها لأنها جميعا تمتلك المهارة والكفاءة والقدرة والإخلاص للوطن وسيعمل الجميع معا من أجل مصر.