قررت ألمانيا سحب قواتها المتمركزة في قاعدة إنجرليك التركية، على خلفية رفض أنقرة زيارة نواب ألمان للقاعدة الواقعة جنوبتركيا. وسط توتر متزايد في العلاقات بين أنقرةوبرلين، قررت الحكومة الألمانية سحب قواتها من قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا، وإعادة نشرها في قاعدة الأزرق الأردنية، وكالة الأنباء الألمانية أكدت أن مجلس الوزراء وافق على خطة تقدمت بها وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير لاين، وتقضي بسحب القوات الألمانية البالغ عددها قرابة 260 جندي من القاعدة التركية إلى الأردنية. قرار برلين الأخير يأتي بعد رفض أنقرة منذ قرابة الشهر السماح لنواب ألمان بزيارة قاعدة إنجرليك التركية، احتجاجًا على منح برلين حق اللجوء السياسي لرعايا أتراك من بينهم عسكريون تتهمهم أنقرة بالتورط في الانقلاب العسكري الفاشل يوليو الماضي. الخلاف التركي الألماني تغذيه أيضًا قضايا أخرى منها سياسة الاعتقالات، فعقب المحاولة الانقلابية في تركيا، أبدت برلين قلقها تجاه سياسة الاعتقالات التي نفذتها السلطات التركية، كما وصفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اعتقال صحفي تركي يحمل الجنسية الألمانية بأنه إجراء مرير وأيضًا محبط. التوتر ازداد بين البلدين، على خلفية رفض السلطات الألمانية غلق مدارس تابعة لحركة الخدمة التابعة للداعية التركي، فتح الله جولن، التي تعتبره أنقرة ضالعًا أساسيًا في محاولة الانقلاب الأخيرة على أردوغان، وازداد الخلاف أكثر بعد قبول برلين فحص طلبات لجوء 40 عسكريا تركيًا. كما تتهم تركيا نظيرتها ألمانيا بدعم الإرهاب من خلال دعم الأكراد؛ إذ انتقدت أنقرة حجب طائرات الاستطلاع الألمانية التي تقلع من قاعدة إنجرليك الصور التي تلتقطها لمواقع تمركز القوات الكردية في سوريا، والاكتفاء بتزويد أنقرة بمعلومات عن مواقع تنظيم داعش. وامتد الخلاف الألماني التركي ليشمل قضايا أخرى، مثل تعديل نظام الحكم في تركيا، وتوسيع صلاحيات أردوغان؛ حيث توترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف الناتو إبان مرحلة التحضير لاستفتاء في تركيا يوم 16 أبريل الماضي، عندما منعت ألمانيا ساسة أتراكا من الحديث في تجمعات للأتراك المقيمين هناك، مشيرة إلى اعتبارات تتعلق بالسلامة، حينها أبدت ألمانيا ودول غربية أخرى قلقها من تزايد الاتجاه السلطوي في تركيا. وثمة خلاف آخر بين أنقرةوبرلين على اتفاق اللاجئين؛ حيث تزداد مخاوف الأوروبيين بشكل عام وألمانيا بشكل خاص بأن يؤثر التوتر بين أنقرةوبرلين على اتفاقية اللاجئين بين أوروبا وتركيا، وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن أن بلاده تبحث إلغاء اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة استقبال المهاجرين. وتعد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ملفا خلافي بين البلدين أيضًا؛ حيث قال وزير خارجية ألمانيا، زيجمار جابرييل، مارس الماضي، إن تركيا لم تكن بعيدة عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مثلما هي الآن، وأضاف لمجلة "دير شبيجل" الألمانية، أنه دائما كانت لديه شكوك حول أحقية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، لكنه كان من الأقلية الذين يرون ذلك في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني. وكانت ألمانيا صدقت في العام الماضي، عبر مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) بأغلبية كبيرة على قرار رمزي يصف مقتل الأرمن على أيدي القوات العثمانية عام 1915 بأنه "إبادة جماعية"، الأمر الذي أزعج السلطات التركية.