أعلنت سيدة الأعمال، ديان شيما رويجارا، عن رغبتها الترشح للرئاسة الرواندية، لتصبح أول مرشح مستقل، وقالت المرأة البالغة من العمر 35 عاماً، إنها ستعمل على إنهاء الفقر، والدفاع عن حرية التعبير، وتوفير التأمين الصحي لجميع الروانديين. وقال موقع ذي إيست أفريكان، إن رويجارا، انتقدت الحزب الحاكم للجبهة الوطنية الرواندية، مؤكدة أنه كان وراء تأجيل استفتاء عام 2015، وتعليق الحدود الزمنية لإقامة الانتخابات فى رواندا، متابعا: رغم حداثة عمرها، إلا أنها ظهرت قوية وتحدثت بلهجة مخيفة للحزب الحاكم خاصة عندما قالت "عندما يحين الوقت للقادة لمغادرة السلطة، فيبدأون باختلاق أعذار للبقاء، ثم يقولون إن الناس هم الذين يطلبون منهم مواصلة القيادة، وهذه عادة سيئة فى جميع أنحاء القارة، وبالنسبة للجبهة الوطنية الرواندية، فقد فشلت في معالجة الفقر وتوفير العدل والأمن، وإذا كانت الوقائع تؤكد أنها أخفقت في ذلك خلال ال23 عاماً الماضية، فهذا أدعى أنها لن تستطيع أن تقدم شيء في السنوات المقبلة". وأضاف الموقع أن ديان هي ابنة المتوفي أسينابول رويجارا، ضابط الشرطة الشهير برواندا، الذي توفى في حادث طريق في فبراير 2015، وأصبحت وفاته مثار جدل بعدما أشارت أسرته بأصابع الاتهام إلى الحزب الحاكم، وطلبوا من الرئيس بول كاجامي، أن يدعو إلى تحقيقات في الطريقة التي توفي بها، مؤكدا أنها تنضم لقائمة المرشحين المستقلين المتزايدة بمن فيهم الصحفي السابق فيليب مباييمانا، والكاهن الكاثوليكي المثير للجدل توماس ناهيمانا، اللذين أعربا عن رغبتهما الترشح ضد الرئيس كاجامي خلال استطلاعات الرأي التي جرت في 4 أغسطس من العام الماضي. وأوضح "ذي إيست أفريكان" أن اللجنة المشرفة على الانتخابات ستتلقى طلبات الترشح من 12 حتى 23 يونيو المقبل، وسيتم الإعلان عن قائمة مؤقتة بالمرشحين المؤهلين في 27 يونيو، وسيتم نشر أسماء المرشحين المؤهلين في 7 يوليو، أي قبل أسبوع من بدء الحملات الانتخابية. وتابع الموقع: رغم زخم المعارضة والاهتمام الذي تحظى به ديان شيما رويجارا، المرشحة الوحيدة في السباق ذات ال35 عاما، لكن متوقع أن يفوز الرئيس كاجامي إلى حد كبير، بولاية ثالثة مدتها سبع سنوات بعد التعديل الدستوري الذي سمح له بإعادة انتخابه في نهاية فترة رئاسته الثانية. ديان ليست التجربة النسائية الأولى في سباق الترشح لرئاسة رواندا؛ ففي عام 2003، كانت ألفيرا موكابارامبا، من حزب السلام والوفاق، أول امرأة رواندية تترشح للرئاسة، لكنها انسحبت، وحاولت مرة أخرى في عام 2010، إلا أنها خسرت أمام الرئيس كاجامي، وانضمت إلى قائمة مؤيديه. ورغم المعارضة القوية لكاجامي، نتيجة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي راح ضحيته 800 ألف شخص في الحرب الأهلية بين عرقي الهوتو والتوتسي في 1994، إلا أن فرصه قوية في الفوز؛ بسبب الطفرة الاقتصادية والسياحية، التي جعلت كيغالي تنتزع لقب "أنظف عاصمة إفريقية" لعدة مرات، وتعتبر رواندا من أكثر الدول استقطابا للمستثمرين في القارة الإفريقية؛ حيث أجرت إصلاحات كبيرة خلال العشر سنوات الأخيرة، وارتفع نمو الناتج القومي المحلي فيها من 4.7% عام 2013، إلى 7% عام 2014، وبلغ 7.5% ما بين 2015 و2016، بحسب أرقام رسمية، وهي نسبة تفوق النمو في الصين التي هبطت تحت مستوى 7 % في 2015، ما جعل الكثيرون يلقبونها ب"سنغافورة إفريقيا". وتتميز رواندا عن معظم الدول الإفريقية بإلغاء التأشيرة عن جميع الأجانب، سواء كانوا أفارقة أو أوروبيين أو غيرهم، ما جعل كيغالي أكثر العواصم الإفريقية استقبالا للسياح الأجانب؛ نتيجة التسهيلات وسلاسة الإجراءات التي يجدها كل زائر في مطارها الدولي، حيث تعتبر السياحة أحد أكبر القطاعات في اقتصاد البلد، رغم أن مساحتها صغيرة جدا، حيث تبلغ نحو 26 ألف كيلومتر مربع فقط، وعدد سكانها في حدود 12 مليون نسمة.