وسط حضور سياسي كبير اندمج حزب الكرامة بالتيار الشعبي اليوم الجمعة، في محاولة لتوحيد صف الأحزاب السياسية. وهي خطوة كانت منتظرة منذ عدة شهور، في ظل المفاوضات بين قيادات الجانبين، والتي انتهت بتوافق رئيسي الحزبين، وتم اختيار المهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة لرئاسة الكيان الجديد، والذي يحمل اسم "تيار الكرامة" بشكل مؤقت لحين إجراء انتخابات جديدة للكيان. كما تم الاتفاق على ضم جميع قيادات التيار الشعبي، بمن فيهم حمدين صباحي مؤسس التيار للهيئة العليا، وضم جميع الأمانات إلى أمانات الكرامة، بحيث تكون هناك أمانة واحدة لكل تخصص، واستعرض المؤتمر العام للكرامة أوراقًا مقدمة له من خبراء في مختلف المجالات من أعضاء الحزب وخارجه، بشأن رؤية الكرامة للأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية الراهنة، وتقديم حلول ناجعة لها، دون الانصياع لشروط البنك الدولي ومؤسسات التمويل الدولية، وبما يضمن تعافي الاقتصاد دون تحميل فاتورة حل الأزمة للغالبية العظمى من المصريين الفقراء والطبقة المتوسطة، كما تشمل الأوراق المقدمة رؤية متكاملة للأوضاع السياسية. هذه الخطوة لقيت ترحيبًا سياسيًّا كبيرًا، حيث جاءت وسط حالة من الانقسامات والأزمات التي تمر بها أغلب الأحزاب السياسية، والتي وصلت إلي أروقة المحاكم، حتى الأحزاب الرأسمالية والتي تختلف كثيرًا مع الأحزاب اليسارية أعلنت ترحيبها ودعمها لهذا الاندماج. هذا الاندماج انضم إلى سلسلة من الاندماجات بين عدد من الأحزاب تحمل نفس الفكر السياسي، آخرها اندماج حزب الوفد مع حزب المستقبل برئاسة الدكتور السيد البدوي، كذلك اندماج حزب الجبهة الديمقراطي مع حزب المصريين الأحرار برئاسة الدكتور احمد سعيد الرئيس السابق لحزب المصريين الأحرار. محمد سامي رئيس حزب الكرامة قال إن هذه الخطوة تعد تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي، وطال انتظارها، وتكسر قاعدة الانقسامات والصراعات التي شهدتها الأحزاب، وهي فكرة مضادة لتعوُّد الرأي العام علي سماع انقسام الأحزاب، بالإضافة إلى ذلك فإن الكرامة والتيار الشعبي ينتسبان إلى نفس المشروع الفكري الاشتراكي اليساري الناصري، الذي يتبنى العدالة الاجتماعية كملف أساسي. مشيرًا إلى أنها: خطوة في توحيد اليسار، وبدأت بالأحزاب الأقرب فكريًّا وسياسيًّا، بعد ذلك سيتم ضم الأحزاب التي تتشابه أجنداتها السياسية في القضايا الكبرى ونفس الأرضية الوطنية، ونأمل في الوصول لوضع رؤية جامعة لليسار المصري بما فيه الأحزاب الناصرية. وعن الهيكل الإداري للكيان الجديد قال سامي إنه سيتولى رئاسة الكيان، وستكون هناك مجموعة من قيادات التيار الشعبي داخل المكتب السياسي، ولكن سيتم اختيار أعضاء هذا المكتب فيما بعد، عن طريق إجراء انتخابات داخلية، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة كانت تستهدف وضع الإطار العام واندماج الحزبين، وبعد ذلك تكون هناك مرحلة استكمالية لاختيار باقي القيادات. في نفس السياق قال الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار إن هذه فكرة جيدة وخطوة هامة، حيث يوجد أكثر من 100 حزب سياسي في مصر، وهذا العدد كبير جدًّا، ولا يمكن أن يخلق مناخًا جيدًا للعمل السياسي؛ لذلك كان ضروريًّا أن يكون هناك اندماج للأحزاب ذات الفكر السياسي المشترك، ونأمل أن تعمم هذه التجربة، بحيث يكون هناك حزب أو اثنان في كل فكر سياسي. وأضاف خليل أن الخريطة السياسية ستتغير خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات السياسية، وهناك تجارب في بعض الدولة كفرنسا تستحق المتابعة ومعرفة دور الأحزاب الحقيقي في المشهد السياسي، خاصة في ظل وجود مرشحين لأحزاب تتولى رئاسة عدد من الدول في العام.