يدخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، عن الطعام، يومه ال18، وتتسع الدائرة بانضمام أكثر من 50 معتقلًا من قادة الفصائل الفلسطينية بينهم الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، والجهاد الإسلامي، وحركة حماس للإضراب المفتوح الذي يخوضه معتقلو حركة فتح، في حين يتجاهل الكيان الصهيوني بشكل متعمد مطالب الأسرى. أعلنت لجنة الأسرى التابعة للقوى الوطنية في قطاع غزة، عن انضمام قادة الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال، وقالت اللجنة في مؤتمر صحافي مشترك، عقد بالتزامن في مدينتي غزةورام الله "سينضم الخميس 50 أسيرا، من أبرزهم أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعباس السيد، نائب رئيس الهيئة القيادية لمعتقلي حركة حماس، وزيد بسيسي، رئيس الهيئة القيادية لمعتقلي حركة الجهاد، مشيرة إلى أن عددا من المعتقلين المرضى، في السجون الإسرائيلية سيخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام، من بينهم الصحفي محمد القيق. وبدأ 1500 معتقل فلسطيني منذ 17 أبريل الماضي، إضرابا مفتوحا عن الطعام؛ للمطالبة بتحسين ظروف حياتهم في السجون الإسرائيلية، حيث يقود الإضراب القيادي مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المعتقل منذ 2002. أشكال التضامن بالشارع الفلسطيني اتسعت في الأيام الماضية لدعم الأسرى في معركتهم من خلال زيادة الحراك في الشارع وخروج المواطنين للاعتصام بمدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة؛ حيث تجمع الآلاف من الفلسطينيين أمس الأربعاء، عند تمثال نيلسون مانديلا في رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة تضامنا مع الأسرى المضربين، وهتف المتظاهرون «حرية، حرية»، رافعين الأعلام الفلسطينية وصور مروان البرغوثي القيادي الفتحاوي المعتقل. ورغم الخوف الذي دب في نفوس سلطات الاحتلال الصهيوني جراء اتساع الانتفاضة التي بدأت تأخذ منحى دولي بتحرك وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إلى العاصمة السويسرية جنيف للقاء رئيس الصليب الأحمر الدولي في مقره العام، للتدخل في المسألة باعتباره أحد المعنيين بها، وهو ما تكلل بموافقة الاحتلال للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بالتقاء المحامين، لكن في نفس الوقت، يستمر الاحتلال في فرض قيود غير عادية، حيث كشفت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة، الخميس، عن أن إدارة سجن "عسقلان" نقلت جميع الأسرى المضربين عن الطعام صباحاً، إلى جهة مجهولة عقابا لهم على إضرابهم، حسبما ذكرت "روسيا اليوم"، حيث تحاول سلطات الاحتلال إرغام الأسرى على كسر إضرابهم دون تحقيق مطالبهم، عبر التنكيل بهم. تضامن دولي من جانب آخر، شهدت ساحات بعض دول العالم تضامنا واسعا؛ حيث شارك عشرات النشطاء الفلسطينيين والعرب في وقفة الأربعاء بالعاصمة الألمانية برلين تضامنا مع مئات الأسرى الفلسطينيين المضربين، ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها المؤسسات الفلسطينية والعربية بميدان هيرمان بلاتز الرئيسي بالحي المعروف بحي العرب، الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو بالحرية للأسرى، ورددوا هتافات تندد بتخلي الدول العربية عن الأسرى الفلسطينيين. كما دعا متحدث باسم المؤسسات العربية في برلين الحكومة الألمانية للتدخل من أجل تحسين الأوضاع المعيشية ل6 آلاف و500 أسير فلسطيني من بينهم 57 امرأة و300 طفل، كما تحدثت منظمة "شباب ألماني لأجل فلسطين" عن عريضة شعبية وجهتها منظمته للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الألماني (البوندستاج) تطالبها بوضع الأسرى الفلسطينيين على أجندتها والقيام بخطوات ملموسة للتدخل لإنقاذ حياتهم، كما نظم طلبة بريطانيون إضرابا عن الطعام تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين، وللضغط على إدارة جامعتهم لمقاطعة الشركات العاملة بالأراضي المحتلة. وأصدر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب إفريقيا بيانا عبر فيه عن تضامن الحزب الكامل مع إضراب الحرية والكرامة للأسرى، معتبرا أن الإضراب نجح في لفت الأنظار إلى قضيتهم ومعاناتهم، خاصة العزل الانفرادي، كما اتفق البيان مع ما جاء في رسالة النائب مروان البرغوثي للبرلمانيين حول العالم، واعتبر أن نمط الاعتقال والاحتجاز التعسفي للاحتلال دون محاكمة يحمل نفس سمات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا فترة الأبارتهيد. في الأردن، عبر أعضاء مجلس النواب عن تضامنهم مع الأسرى في السجون الإسرائيلية، من خلال ملصق وضعوه على صدورهم حمل جملة "الحرية لأسرانا"، كما أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، عن تضامنه مع الحرب القوية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، معتبرا أن هذه "مقاومة جبارة يقودها الأسرى الفلسطينيون لأجل مطالب إنسانية محقة"، وتساءل نصر الله عن مواقف الأنظمة والشعوب العربية والجامعة العربية وغيرها من المؤسسات الدولية العربية من الإضراب، قائلا: "لو كان إضراب الأسرى الفلسطينيين جرى في بلد غير حليف أو بلد تابع للولايات المتحدة لقامت الدنيا ولم تقعد".