شهد شارع المعز كرنفالا شعبيا لإعلان تدشين المشروع القومي والدولي لإحياء فنون القاهرة التاريخية "القاهرة في ألف عام"، الذي يستهدف تحويل الشارع إلى سوق وملتقى دولي للتراث يقوم علي إحياء فنون القاهرة التاريخية واستحضار مظاهر الاحتفالات والمواكب الشعبية التي كانت تمر فيه. كان يمر بشارع المعز، العديد من المواكب، مثل: المحمل، السلطان، القاضي، شجرة الدر، الاحتفال بليلة الرؤية، ومواكب الاحتفالات برأس السنة الهجرية والاحتفالات بالمناسبات القبطية، لذا يسعى المشروع إلى إعادة مثل هذه المواكب الضخمة والتاريخية برؤية فنية جديدة تبرز تفرد معمار الشارع. انطلاق مشروع إحياء فنون القاهرة التاريخية، بالتزامن مع ديفيليه شارع المعز الذي أقيم في إطار فعاليات المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية في دورته الخامسة، جاء بمشاركة أكثر من 25 فرقة ودولة من مختلف ثقافات العالم، حيث احتضنت اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التاريخية برئاسة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، ليتم تدشين هذا المشروع القومي الكبير. قال الفنان انتصار عبد الفتاح، رئيس مؤسسة حوار لفنون ثقافات الشعوب، ورئيس المهرجان الدولي للطبول، إن تدشين مشروع إحياء فنون القاهرة التاريخية كان بمثابة حلم طالما يراودني منذ عام 2008، ويستهدف استحضار مظاهر الاحتفالات والمواكب الشعبية التي تبرز التفرد المعماري والعبقري لشارع المعز، الذي يتفاعل مع المخزون الثقافي والحضاري بوجدان المصريين. وأضاف عبد الفتاح ل"البديل"، أنه حالياً يعكف على تجهيز الأنشطة التي ترتبط بالشارع لكي يكون المشروع مستمرا على مدار 12 شهرًا بشارع المعز، مؤكدًا أن هذا المشروع الضخم سوف يكون له مردود كبير على السياحة والاقتصاد. وأشار عبد الفتاح، إلى تأسيس فرقة خاصة تحت اسم "فرقة فنون القاهرة التاريخية للتراث" التي من المقرر أن تكون ضمن المشروع، بالإضافة إلى المواد التي يتم الإعداد لها حالياً، مؤكدًا أن المشروع يستلزم تطوير كامل لشارع المعز، بجانب إحياء فنان القاهرة التاريخية. جدير بالذكر أن فكرة المشروع والأوراق الخاصة به تم تقديمها إلى وزارة الثقافة منذ عام 2011، ثم قدمت بعد ذلك إلى وزارة التخطيط ثم وزارة السياحة، وتم تكوين مجموعات عمل من وزارة التخطيط والآثار لرصد الشارع الأعظم وعمل رؤية متكاملة مدعمة بالخرائط التوضيحية للمشروع القومي. المشروع يستهدف ربط شارع المعز بالمدن التاريخية من مختلف ثقافات العالم، باحتضان الشارع تراث المدن القديمة في أنحاء العالم من خلال احتفالات دولية على مدار العام وتشجيعا أيضا لبناء الفنادق التاريخية بمنظور جديد يجعل السائح يعيش حقبة زمنية فريدة من نوعها. ويعود تاريخ شارع المعز لدين الله الفاطمي إلى عام 969 ميلادياً، حينما أرسل الخليفة الفاطمي قائده جوهر الصقلي إلى مصر في ذلك الوقت لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ تحت الحكم الفاطمي، وتسمية الشارع بهذا الاسم نسبة إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، يعتبر من أطول الشوارع بمصر، حيث يبلغ طوله أكثر من ألف متر وعمره أكثر من ألف عام. الشارع الرئيسي الذي أنشأه الفاطميون للمرور إلى مدينة القاهرة، وكان يسمى قبل ذلك بشارع بين القصرين، يمتد شارع المعز من باب الفتوح مروراً بمنطقة النحاسين وخان الخليلي فمنطقة الصاغة ثم يقطعه شارع جوهر القائد و شارع الأزهر مروراً بمنطقة الغورية ثم زقاق المدق والسكرية عند باب زويلة. "المعز" مسجل ضمن قائمة التراث العالمي عام 1979، التي تشرف عليه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وبعد أن تم تسجيل القاهرة على قائمة التراث العالمي، تم إطلاق مشروع ترميم الشارع والذي افتتح فى 22 فبراير عام 2008، وشمل الترميم مجموعة قلاوون بالنحاسين ومجموعة السلطان الغورى وقصر الأمير بشتاك وباب النصر والفتوح وسور القاهرة، بينهما والمدرسة الكاملية وجامع ابن طولون وقصر الأمير طاز وجامع المؤيد شيخ.