آثار اقتراح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بتقليص السنوات الدراسية إلى 7 سنوات بدلا من 16 عاما الجدل بين الخبراء والتربويين، حيث أكدوا استحالة تطبيق الفكرة، وأن المنظومة التعليمية في مصر غير مؤهلة لاختزال سنوات الدراسة كما يقترح الوزير، وأعلنت لجنة التعليم والبحث العملي بمجلس النواب أنها سوف تستدعى الوزير أمام البرلمان لكي تستوضح موقفه. حسين إبراهيم، رئيس النقابة المستقلة للمعلمين، قال ل"البديل" إن مقترح الوزير غير منطقي ولا يمكن تطبيقه على أرض الواقع، بل هو اقتراح للاستهلاك المحلي، لأن كل دول العالم تستغرق فيها مرحلة التعليم الأساسي التي تضم الابتدائي والإعدادي 9 سنوات، بينما تأتي مرحلة التعليم المتوسط أو ما يعرف بالثانوية العامة أو الفنية وتتنوع فيها فترات الدراسة مابين 3 إلى 5 سنوات، ومن ثم كيف يخفض الوزير سنوات التعليم من 16 سنة إلى 7 سنوات، هل يذهب الطالب لسوق العمل بعد مرحلة الإعدادي مباشرة وعمره لا يتجاوز 14 سنة وفقا لمقترحه، وهل يسمح باعمل في هذا السن الصغير؟. أضاف أن هذا الاختزال لسنوات التعليم يمنع الطالب من الحصول على البرامج التعليمية الكافية والمعارف اللازمة والتي تناسب كل مرحلة عمرية، والتي تتوافق مع القدرات الذهنية والاستيعابية للطلاب، وهو ما يدمر العملية التعليمية برمتها، مطالبا الوزير بتطوير المناهج التعليمية وتحديثها وألا تكون وسيلة للحفظ من أجل النجاح فقط، وأن تصبح مناهج تنمي وعي الطلاب وترفع قدراتهم التكنولوجية، وتنمي مهارات الإبداع، مؤكدا أن الحل ليس في تخفيض سنوات الدراسة . بينما يقول أيمن البيلي، الخبير التربوي، في تصريحات خاصة ل"البديل" إنه استنبط الأسباب وراء طرح وزير التعليم لهذا الاقتراح، موضحا أن الوزير يريد تحقيق معادلة صعبة وهى مساعدة الدولة المأزومة اقتصاديا والتي لم تعد قادرة على الإنفاق على التعليم ورغبتها في تحويله إلى تعليم منتج من خلال تقليل سنوات الدراسة وتحويل الطلاب إلى منتجين عبر تقليص هذه السنوات. أضاف أن هذه المعادلة الصعبة والاقتراح له فلسفته ولكن يحتاج إلى شروط وبيئة تعليمية محيطة قادرة على تنفيذه والإجابة على تساؤلات عديدة تحدد إمكانية تطبيق هذا المقترح من عدمه، متسائلا: هل تمتلك مصر مدارس صناعية مؤهلة للطلاب حتى تمكنهم من الخروج لسوق العمل بعد المرحلة الإعدادية وأعمارهم 13 سنة، وهل مصر بأزمتها الاقتصادية وعدد العاطلين الذي بلغ 9 ملايين شاب لديها سوق عمل يستوعب أعداد الخريجين من التعليم الفني، وهل وزارة التربية والتعليم لديها خطة لتأهيل وتدريب الطلاب في المرحلة الإعدادية بورش فنية مطورة تكنولوجيا حتى تجعله مؤهلا لسوق العمل؟. أشار البيلي، لسوء حالة التعليم الفني بمصر والمدارس الصناعية المعطلة وغير المطورة وقال إن حصص النشاط الصناعي والزراعي داخل المدارس الإعدادية أصبحت غير موجودة ولا تخصص لها إمكانيات حتى يتدرب الطلاب عليها بشكل عملي. وتساءل البيلي: هل يريد الوزير بتخفيض سنوات التعليم أن يحول الطلاب إلى المدارس الصناعية مباشرة بعد التعليم الابتدائي، وهل أصبح التعليم الجامعي العالي يتعارض مع التنمية؟، مؤكدا أن اقتراح الوزير يحتاج إلى برامج واضحة وخطة شاملة تعيد هيكلة المراحل التعليمية المختلفة قائمة على التكنولوجيا الحديثة والمناهج التفاعلية للطلاب حتى نساهم في تربية نشء قادر على الاختيار ومعرفة قدراته وإمكانياته بشكل دقيق بما يخدم في النهاية سوق العمل. وكان وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، قد قال في تصريحات إعلامية له إن المرحلة المقبلة تستهدف تعليم طلاب الابتدائية أساسيات اللغة العربية والإنجليزية والحساب فقط، حيث يعيش الطفل مرحلة الطفولة، مستنكرا طول فترة التعليم في مصر التي تصل ل16 سنة، متسائلا: "لماذا لا يصبح الطالب مستعدا للمواجهة بعد 7 سنوات فقط".