كتب: جمال عبد المجيد ووسام حسين وسيد عبد اللاه وأحمد الأنصاري وبسمات السعيد وبريهان محمد كشفت الحملات التموينية والرقابية في الأيام الأخيرة عن ضبط كميات كبيرة من الأسماك المملحة الفاسدة، والتي تمتلأ بها أسواق المحافظات المختلفة، قبل أيام قليلة من شم النسيم، وما يشهده من إقبال كبير من المواطنين لشراء تلك الأسماك كعادة مصرية قديمة. حملات الرقابة كشفت عن تلاعب الكثير من التجار والقائمين على إعداد تلك الأسماك، خاصة اتباعهم أساليب مضللة وغير صحية تمثل خطرًا كبيرًا على صحة المواطنين، تتمثل في تمليح الأسماك بطرق خاطئة للإسراع في بيعها، كطريقة وضع الأسماك في الأفران وتمليحها لمدة 4 أيام فقط، بدلًا من بقائها أسبوعين كاملين في الملح، مما يجعلها تمتلأ بالبكتيريا والطفيلات لتهدد صحة المواطنين وتصيبهم بالتسمم. أبرز الضبطيات التي شهدتها محافظات مصر في الأسبوع الأخير قبل شم النسيم، ضبط نحو 4 أطنان أسماك فاسدة، متمثلة في 300 كيلو بمحافظة سوهاج و170 كيلو بالسويس و445 كيلو بالمنيا و148 كيلو بالاسماعيلية، وطن ونصف بمحافظة بورسعيد دخل أحد المصانع، و125 كيلو بأحد محلات منطقة خليج نعمة بجنوب سيناء و370 كيلو بدمياط، وضبط طن و250 كيلو أسماك سردين وفسيخ فاسدة بالإسكندرية، وأكثر من 50 كيلو آخر بمحافظة أسيوط. يقول الدكتور محمد عبد الحميد سرور، أستاذ الأغذية بكلية الزراعة جامعة سوهاج: الفسيخ خارج مصر يعتبر غذاءً فاسدًا لتحلل السمك خلال فترة إعداده، خاصة أنه تنمو فيه ميكروبات ضارة بصورة كبيرة تسمى ب«الكوليسترديم» التي تصيب الإنسان بالتسمم «البتيوليني» فضلًا عن احتواء الأسماك المملحة على طفيليات ضارة بصحة الإنسان. وأضاف سرور ل«البديل» أن الملوحة ذات الأسماك الصغيرة ضررها يكون أكثر على صحة الإنسان لعدم إزالة أحشائها عند الإعداد؛ مناشدًا السيدات الحوامل ومرضى السكر والضغط بالابتعاد عن تناول الأسماك المملحة والفسيخ لارتفاع نسبة الأملاح فيها، مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم بصورة كبيرة لا يتحملها المريض، كما أن التمثيل الغذائي عند السيدة الحامل يكون مختلًّا نسبيًّا، وعن طريقة معرفة الأسماك المملحة والفسيخ الصالحة للاستخدام الآدمي من عدمه، أوضح أنه يجب أن يكون لحم الأسماك فيها متماسكًا وليس متحللًا وليس ذات رائحة نفاذة. ووجه سرور بعض النصائح للمواطنين المصريين عن تناول تلك النوعية من الأسماك في مناسبات معينة، والتي منها شم النسيم، بأن تسخن الملوحة أو الفسيخ على النار، وأن يأكل معها بعض الخضروات، خاصة الليمون والخل لتقليل نشاط الميكروب الموجود بها، وأن يكون الشراء من مكان معروف بالجودة العالية لمنتجاته، والتي دائمًا تكون أسعارها مرتفعة. ويرى جمال محمود، رئيس جمعية حماية المستهلك بالإسكندرية، أن كميات الفسيخ الفاسدة التى تم ضبطها بالكثير من الأسواق بمحافظات مصر المختلفة، ترجع إلى جشع التجار الذي وصفهم ب«هواة جني الأموال والربح السريع» مضيفًا أنهم لا يقومون بعملية تمليح سليمة ولا يمهلون السمك البوري الوقت الكافي للتمليح، بل يضعون السمك في درجة حرارة في الأفران ثم يضعون عليه الملح والماء لمدة ثلاثة أو خمسة أيام فقط، لكن الطريقة الصحيحة لقتل البيكتريا واكتمال النضج بطريقة طبيعية، يجب أن تملح لمدة أسبوعين كاملين. وعن الأضرار الطبية لتناول الفسيح الفاسد يقول محمد عبده طبيب التعذية العلاجية: إذا لم تتوافر الشروط الصحية في الأسماك المملحة «فسيخ وسردين، والأسماك المدخنة الرنجة» يكون عواقبها تسمم غذائي وتؤدي أحيانًا إلى الوفاة، ولذلك يراعى عند الشراء يكون اللحم من الداخل أحمر ورائحته مقبولة، أما إذا كانت رائحته نفاذة ولحمه من الداخل مفتتًا غير متماسك ويميل إلى اللون الأزرق والسمكة من الخارج غير متماسكة، فهنا لابد من الابتعاد عنها لأنها فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي. وأضاف عبده أن سمك الرنجة المدخن يعتبر أكثر أمانًا من الفسيخ والسردين والملوحة؛ لأنه تعرض للحرارة أثناء عملية التدخين، مما يجعله خاليًا من البكتريا بنسبة كبييرة، ولابد من اتباع بعض الإرشادات أثناء تجهيز الأسماك المملحة وتناولها، خاصة الإقبال عليها بشم النسيم، فالبداية تكون بتنظيف الفسيخ وغسله بالماء وتركه لمدة ساعة في خليط مكون من نصف كوب خل ومصف كوب ماء وعصير خمس ثمرات ليمون لقتل البكتريا به، وأيضًا تجميد اللحوم المملحة والمدخنة لمدة 48 ساعة؛ لأن هناك أنواعًا من الطفيليات لا تموت إلَّا في درجة برودة عالية، وشرب كوبًا من عصير الليمون قبل تناول الفسيخ وكوبًا بعده لضمان قتل الكتيريا التي تدخل الجسم من تناول تناول الأسماك.