رغم العجز الواضح في عدد سيارات الإسعاف بالبحيرة، إحدى أكثر المحافظات تعرضا لحوادث الطرق، إلا أن مسؤولي هيئة الإسعاف قرروا تكهين 42 سيارة، وتركت مهملة في فناء الوحدة الصحية لقرية برقوقة المجاورة لمدينة دمنهور، حتى أصيبت بالصدأ وتآكل ما تبقى من أجزاء، في مشهد يمثل إهدارا للمال العام. وفشلت محاولات بيع السيارات في مزاد علني منذ عام ونصف، وفق ما أكده الدكتور رأفت الربيعي، مدير هيئة الإسعاف السابق، لكن السيارات لم تحقق القيمة المقررة من جانب اللجنة المشكلة لإدارة المزاد، ما أدى إلى إلغائه، موضحا أن اللجنة قدرت السيارة الواحدة بخمسين ألف جنيه تقريبا، بينما عرض المشاركون وصلوا إلى 15 ألفا فقط، ولا يمكن البيع بأقل من تقديرات اللجنة المختصة، وفقا للوائح والقوانين، وحول وجودها في العراء دون حراسة، اختتم: "لا أحد يستطيع مخالفة قرار اللجنة، وإلا سيواجه اتهامات بإهدار المال العام". وأوضح الدكتور أيمن مرعي، القائم بأعمال مدير إدارة الطوارئ بصحة البحيرة، أن المحافظة تمتلك 97 سيارة إسعاف تخدم أكثر من 6 ملايين مواطن، 41 وحدة إسعافية ثابتة في 16 مركزا إداريا، يعمل بها 201 مسعف و75أخصائيا و53 إداريا، مؤكدا أنه معدل مناسب لإمكانيات الإسعاف المقارنة بكثير من المحافظات، مضيفا أنه في حالات الحوادث الكبرى، مثل غرق مركب أو حادث مرورى مروع، يتم الاستعانة بسيارات من المحافظات المجاورة. وحول السيارات التي تم تكهينها في الوحدة الصحية لبرقوقة، قال مرعي ل"البديل"، إن قرار التكهين خاص بهيئة الإسعاف وحدها، وتم تشكيل لجنة فنية متخصصة بها عضو من مديرية الصحة وآخر من المحافظة لاتخاذ القرار كما أن قرار بيعها في مزاد علني اتخذته لجنة مختصة أيضا. على الجانب الآخر، رفض الدكتور محمد ناصف، مدير هيئة الإسعاف بالبحيرة، الإدلاء بأي تصريحات صحفية، قائلا "معنديش تعليمات أتكلم للإعلام، ولو اتكلمت سوف أتعرض للمساءلة القانونية"، مؤكدا أن أي معلومات، مصدرها الوحيد رئيس الهيئة العامة للإسعاف، وفقا للتعليمات!