مجدي بيومي.. عضو لجنة السياحة بالبرلمان: زيارة ميسي لمصر صدرت صورة سلبية عن ملف السياحة غير راض عن أداء الحكومة.. وقلت للوزير «لو مش عايزين سياحة قولونا وريحونا» الأزمة التركية فتحت المجال لجذب سياح الدول الإفريقية والعربية والهند نتواصل مع الوزير لحل جميع المشكلات.. وأنهينا 70% منها السياحة أمن قومي.. ووضع بني سويف على الخريطة السياحية مطلب جاد يواجه ملف السياحة تحديات كثيرة عقب إصدار بعض الدول قرارات منع السفر إلى مصر، وخاصة بعد سقوط الطائرة الروسية بمدينة شرم الشيخ، بجانب حادث مقتل الإيطالي ريجيني، فيما تتواصل مطالبات عديدة بأهمية العمل بجدية لتنشيط السياحة باعتبارها ملف أمن قومي واقتصادي مهم، والأزمات المتتالية للمرشدين السياحيين ومدى فعالية الحملات الترويجية الحالية بالخارج لجذب السياحة.. اسئلة عديدة طرحتها «البديل» في حوار مع النائب مجدي بيومي، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب.. ما تقييمك لزيارات رئيس الجمهورية للعديد من الدول الأجنبية والولايات المتحدةالأمريكية لتنشيط السياحة وجذب السياح إلى مصر خلال الفترة المقبلة؟ زيارة رئيس الجمهورية لأمريكا والعديد من الدول الأوروبية لها تأثير مباشر على وضع السياحة، خاصة بعد إصدار أمريكا قرارًا بوضع مصر بالمنطقة الخضراء الأكثر أمانًا، وهي بمثابة رسالة لدول العالم بأن مصر آمنة سياحيًّا واستثماريًّا، وتعطى انطباع إيجابي لكل دول العالم باستقرار النظام السياسي بمصر، وتمثل أيضًا رسالة للدول المشككة والتي لديها أهداف واضحة لتشويه سمعة مصر خارجيًّا، ومحاولة الإيهام بأن ما حدث ليس ثورة شعبية. ما سر ظهورك مؤخرًا بصحبة أمراء وملوك العديد من الدول الأوروبية بشوراع شرم الشيخ.. وما هي رؤيتك لحملات الترويج التي تقوم بها وزارة السياحة بالخارج؟ في الحقيقة تعمدت أن اتجول مع ملوك الدنمارك وألمانيا بشكل منفرد ودون حراسة بشوارع شرم الشخ لإرسال رسالة مهمة للعالم بأجمعه على مدى أمن مصر، مما فتح المجال أمام الدنمارك وألمانيا لإرسال السياح إلى مصر، ويكفي أن الغردقة تستقبل نحو 20 ألف سائح أسبوعيًّا، لكن زيارة ميسى، لاعب برشلونة الإسباني، إلى مصر من وجهة نظرى كان لها تأثير سلبي بسبب التأمين المبالغ فيه، حيث يتم صرف مبالغ كبيرة في حملات ترويج السياحة خارجيًّا بدون وعي، فلا يوجد شخص في العالم لا يعرف ما هي مصر وأهميتها الفرعونية والتاريخية، ومصر مقصد سياحي لا يحتاج لتلك الحملات التي تعتمد على الأفكار البالية، من خلال الملابس الفرعونية وخلافه، والتي لا تتماشى مع وسائل الترويج المعروفة بالعالم ووسائل التكنولوجيا. ولماذا أصبحت السياحة الروسية صداعًا مزمنًا خلال الفترة الماضية، رغم صلابة العلاقات المصرية الروسية؟ مشكلة الروس تحديدًا ليست كما يقال بأنها تكمن في اشتراطات تأمين المطارات، بدليل أن محطات المترو بها تم استهدافها مؤخرًا، والمشكلة الحقيقية كانت في انخفاض قيمة العملة الروسية، خاصة بعد الأزمة الأوكرانية الروسية، فاستغلت حادث سقوط الطائرة بمصر لتخفيف السياحة الخارجية وجذب السياحة لروسيا؛ بهدف دعم العملة الروسية أمام اليورو والدولار؛ حفاظًا على رصيد روسيا من العملة الأجنبية مثلما حدث بمصر أثناء اتخاذ قرار بوقف العمرة مؤقتًا، مما أثر بالإيجاب على الروبل الروسي، وفيما يخص مطارات مصر، فقد حصلت على شهادات من الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية بالأمان، خاصة ألمانيا، مع ملاحظة قوة ودقة المخابرات الألمانية في التقييم. ما أهم المشكلات التي عملت لجنة السياحة بمجلس النواب على دراستها ومناقشتها خلال الفترة الماضية؟ أولى تلك المشكلات تتمثل في مقابل رسوم التأشيرة إلى مصر، وذلك بمقارنتها مع فرنسا وإسبانيا، التي لا توجد بها رسوم للتأشيرة، بعكس مصر التي تبلغ رسوم التأشيرة بها 25 دولارًا، وكان هناك قرار لزيادة تلك الرسوم، وبعد مناقشته تم إلغاؤه، بجانب أن رسوم هبوط الطائرات بمصر التي يتحملها المسافرون مرتفعة جدًّا، رغم أن هناك العديد من الدول تدفع حوافز لشركات الطيرات للهبوط بها، بما يتجاوز 800 دولار للطائرة الواحدة، بالإضافة إلى أن سعر طن الوقود للطائرة الواحدة بمصر يزيد 250 دولارًا عن الدول الأخرى، بجانب أن وزير الطيران وعد الشركات برفع الحوافز لها، وتم توقيع اتفاقية بذلك، لكنه للأسف فقد المصداقية لأنه لم ينفذ ما وعد به، مما جعل أصحاب الشركات يفقدون الثقة في الوزارة بأكملها. السائح الأجنبي يتعرض للعديد من المشكلات.. كيف تتعاملون مع هذا الأمر؟ حماية السائح الأجنبي من الاحتيال والنظر في قرارات تحصيل المرشدين السياحين 50% من قيمة ما اشتراه السائح الأجنبي من محلات بيع المنتجات السياحية، مما يعرّض السائح لمشكلات كثيرة، بجانب أن ترك السائح للتعامل الماشر مع وسائل المواصلات يعرضه للاحتيال أيضًا والتحرش في بعض الحالات، وهناك مشكلة تتعلق بصعوبة حصول السائح على التأشيرة والتفتيش «المهين» وضيق الحجم الاستيعابي للمطارات، وتعدد مسؤولية السائح بين الوزارات المختلفة، لكن تم حل تلك المشكلة عقب تشكيل المجلس الأعلى للسياحة، لتكون جهة واحدة يرأسها رئيس الجمهورية. وما هي الإجراءات التي اتخذتها اللجنة لحل تلك المشكلات؟ طالبنا بإلغاء قرار تحصيل 60 دولارًا، بجانب أننا أجبرنا وزير الطيران على احترام اتفاقه مع شركات الطيران، وحاليًا نسبة الاشغال بالغردقة ارتفعت بصورة ملحوظة، وتشغيل خط مباشر من أوكرانيا إلى مصر، وفتح جميع المطارات بما يعود بالإيجاب على السياحة، وبالنسبة لهروب السياحة الغنية ومجيء السياحة الفقيرة إلى مصر، فكان لذلك أثر سلبي على تلك المنشآت؛ لأن السائح الأجنبي لا يريد أن يشاركه سائح آخر في نفس الخدمة المقدمة بسعر أقل، وبعد مطالبات عديدة أصدر وزير السياحة قرارًا يتم تنفيذه في يوليو المقبل بأنه لا يجوز تخفض الفنادق والمنتجعات السياحية الأسعار بخلاف السعر المعلن من قِبَل الوزارة، وخفضنا إيجارات المنتجعات والبازارات بالفترة الأخيرة؛ حفاظًا على العمالة الموجودة، وطالب المرشدون السياحيون بعدم الاستعانة بمرشدين أجانب، وضرورة الحفاظ على كوادر المرشدين من الهجرة وتأمين الأماكن السياحية بصورة ملحوظة، وقمنا بحل حوالي 70% من تلك المشكلات. كيف تعاملتم مع انسحاب معظم الشركات السياحية التركية وقلة الوفود خلال الشهور الماضية؟ السياحة قضية أمن قومي ويكفي أنها كانت تستهلك نحو 50% من المنتجات الزراعية و40% من الصناعة، وكانت تدر دخلًا مباشرًا يتجاوز 15 مليار دولار، في حين أن قناة السويس كانت تدر 4.5 مليار دولار فقط، ويكفي أن السياحة يكون دخلها من عناصر مادية يحقق نسبة ربحية عالية للمواطن والعامل والمزارع والسائق وغيرهم، وبعد قرار تعويم الجنيه أصبحت السياحة بمصر فى متناول السائح الأجنبي، والدليل وفود السياحة الصينية، لكن كان على الدولة أن تتلافى آثار التعويم السلبية عن الطبقة المتوسطة والفقيرة، بأن تكون جمارك المواد الغذائية والدواء «صفر»، والأزمة الأخيرة كانت لها فوائد عديدة، أهمها الاستيقاظ من السبات بالسنوات الأخيرة، حيث كنا نعتمد على سياحة جنسيات أجنبية محددة، وكذلك شركات جلب السياحة التركية، وعند اختلافنا معهم حدثت ضربة موجعة لنا، وبحثنا عن دولة أجنبية جديدة نجذب السياح منها، وأصبحت هناك سياحة تأتي من الدول العربية لقرب المسافات والروابط بيننا ودول إفريقيا والهند وغيرها، حتى لا نكون عرضة لابتزاز بعض الدول. بصفة خاصة.. لماذا لا تتواجد بني سويف على الخريطة السياحية؟ بني سويف المحافظة الوحيدة التي تعتبر حلقة الوصل بين الصعيد والقاهرة والوجه البحري، وتوجد بها آثار كثيرة وتتميز بطبيعة الجو المعتدل، لكن ملف السياحة بها يحتاج لتدخل كبير، ومسؤولية الفشل تقع على هيئة تنشيط السياحة، التي لا تعتبر بني سويف محفلًا سياحيًّا يتم تسويقه في المحافل الدولية، ويجب العمل على تسويق بني سويف أولًا كمقصد سياحي مهم ثم إنشاء فنادق ومتتجعات سياحية بها، وأتعجب من عدم استغلال الدولة وجود كهف سنور ببني سويف، والذي يعتبر من أقدم الكهوف بالعالم، وحان الوقت ألَّا تعتمد بني سويف على السياسية الفاشلة لسياحة اليوم الواحد المتبعة حاليًا، واستنزاف جيوب أهالي طلاب المدارس، وضرورة الاهتمام بالبنية التحتية للمحافظة، وتعاون وزارات السياحة والآثار والإسكان في ترميم وإنشاء متحف بني سويف لعرض الآثار كافة والمقتنيات الفرعونية بها، بدلًا من تشوينها بمخازن الوزارة بدون فائدة على الدولة، والمحافظة بها كوادر بشرية تعمل بمجال السياحة على مدى 20 عامًا بمدن الغردقةوشرم الشيخ وطابا، ويجب الاستفادة منهم، وقلت لوزير السياحة حرفيًّا: «لو مش عايزين سياحة قولونا وريحونا». وما تقييمك لأداء الحكومة بشكل عام.. وما هي مطالبكم كنواب بني سويف؟ بشكل عام أنا غير راض تمامًا عن أداء الحكومة؛ لفشل المجموعة الوزارية الاقتصادية وعدم الاهتمام بالطبقة الكادحة، والقرارات الاقتصادية الأخيرة كان لابد أن تكون لها أبعاد اجتماعية، يتم من خلالها تلافي الآثار السلبية القاسية عن المواطن، ونطالب الحكومة بأن يكون لبني سويف نصيب كبير من الخدمات مقارنة بعدد سكانها، وأن يكون لأبنائها من الشباب نصيب كبير من الفرص الاستثمارية والعمالة بحكم القانون، وإجبار المستثمرين الأجانب على تفعيل الشراكة معهم، وتشجيع المهن الحرفية وإقامة الورش الصغيرة.