بعد عامين من بدء الولاياتالمتحدة دعم السعودية في حربها على اليمن، تخطط إدارة الرئيس دونالد ترامب زيادة دعمها لهذه الحملة، والتي لم يكن لها فقط أثر إنساني مدمر على واحدة من أفقر بلدان العالم وأكثرها عدم استقرار، ولكنها فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية. حرب اليمن في الواقع ليست واحدة، ولكنها حربان على الأقل، إحداهما التي تقوم بها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها عن طريق الضربات الجوية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والمسؤولة عن العديد من المؤامرات الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة، والأخرى التي تقوم بها السعودية ودول الخليج نيابة عن حكومة اليمن المخلوعة، ضد أنصار الله، والذين تنظر لهم الرياض على أنهم يخوضون حربًا بالوكالة نيابة عن إيران غريمة المملكة. وبالنسبة لهذه الحرب قدمت إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، الدعم اللوجستي والأسلحة للسعودية، ولكن في ديسمبر الماضي حاول أوباما الابتعاد عن هذه الحرب؛ بسبب المخاوف الخاصة بالقتلى في صفوف المدنيين، ومنع بيع بعض الأسلحة والذخائر عن السعوديين. تخطط إدارة ترامب الآن لاستئناف هذا البيع، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الاستخبارات والدعم اللوجستي لجيشي السعودية والإمارات زادت بشكل كبير، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وزير الدفاع، جيمس ماتيس، يقف وراء هذه التحركات ويدعمها. تقوم السعودية بتقديم المقترحات، وتحاول تحسين العلاقات مع إدارة ترامب، فخلال الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع ونائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أشار إلى أن ترامب صديق حقيقي للمسلمين، ويأتي ذلك بعد إحباط السعودية من إدارة أوباما بسبب صفقة إيران النووية، ودعم الثورة المصرية والعديد من العوامل الأخرى. لا تزال المصلحة الأمريكية في اليمن هي قتال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولكن يبدو أن ماتيس والإدارة يشتريان "الحالة" السعودية في اليمن؛ لنشر فكرة معاداة إيران. الفكرة أن الحرب ليست جيدة في تحقيق أي هدف، حيث يلاحظ ميكا زينكو، من مجلس العلاقات الخارجية، أن السياسة الخارجية وسط فوضى الحرب الأهلية أدت إلى زيادة عدد أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، من ألف عضو في عام 2014 إلى 4 آلاف في عام 2016، كما أن وزير الدفاع السابق، أشتون كارتر، أقر أن الحرب تساعد القاعدة في الكسب على أرض الواقع. أما بالنسبة لأنصار الله فيبدو أن قدراتهم متنامية، ويتضح ذلك من خلال استخدامهم الصواريخ البالستية التي يطلقونها تجاه المملكة وسفنها في البحر. في الوقت نفسه أسفرت الغارات الجوية السعودية عن مقتل نحو 10 آلاف مدني، ليبدو أن العديد من الغارات كانت عشوائية، حيث أصابت المستشفيات والمدارس، ووقع حادث هذا الشهر، استهدف قاربًا يحمل لاجئين صوماليين، أسفر عن مقتل العشرات. القتال والحصار التجاري لليمن على وشك إحداث مجاعة بها، ربما لو كان هناك تنسيق أمريكي مع الضربات السعودية، لكان قد ساعد في الحد من الأضرار الجانبية، ولكن الأمر الآن أخطر من أن يجادل فيه، نظرًا لعدم مبالاة إدارة ترامب بالإصابات بين المدنيين، وبالتالي ماذا يفعل الأمريكيون هناك؟ لمطالعة المصدر: اضغط هنا