اتجهت أنظار العالم أمس، صوب العاصمة البريطانية لندن، على خلفية حادث إرهابي على رصيف جسر ويتسمنستر، قرب البرلمان البريطاني الذي كان يعقد جلسة يبحث فيها تداعيات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وبحضور رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، الأمر الذي أثار الهلع والفوضى في العاصمة طوال الليلة الماضية، لاسيما مع قلة المعلومات المتوفرة للإعلام عن الحادث. وكثر الحديث في وسائل الإعلام البريطانية عن الأسباب والتداعيات المحتملة للحادث، خاصة أنه الأعنف منذ ما يقارب الاثني عشر عاما، عندما وقع آخر عمل إرهابي كبير في العاصمة البريطانية بعدما نفّذ أربعة من عناصر «القاعدة» هجمات إرهابية دموية ضد حافلة للنقل العام وثلاثة قطارات أنفاق. ورغم عدم وضوح الدوافع الرئيسية من وراء الحادث، لكن كثر الحديث في وسائل الإعلام البريطانية عن ارتباط الهجوم بالجلسة البرلمانية، خاصة أنها كانت تناقش خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، كما يأتي الهجوم بعد أيام من تنفيذ شرطة مكافحة الإرهاب الأحد الماضي، مناورة للتعاطي مع حادثة إرهابية محتملة تشمل خطف ركابَ سفينة سياحية في نهر التايمز. وعن التداعيات، أعلنت الشرطة البريطانية عن كثير من الإجراءات الاحترازية بعد الحادث الإرهابي؛ فبعد فرض قيود على خطوط الطيران الجوية التي شملت عدد من دول من الشرق الأوسط، من بينها مصر، قد توسع لندن القيود في الداخل البريطاني، كما أنها ستستغل الحادث للعمل على الحد من استقبال مهاجرين جدد من الخارج، لاسيما مناطق الحروب في الشرق الأوسط. وأعلن قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية، مارك راولي، عن توقيف سبعة أشخاص في مدينتي لندن وبرمنجهام ومناطق أخرى، في إطار التحقيقات بهجوم لندن، بينما تحدث وزير الدفاع البريطاني، عن افتراضات بأن تنظيم داعش على صلة بالهجوم بشكل أو بآخر، وأفاد بمقتل أربعة أشخاص في الهجوم بينهم المنفذ، حسب إحصاء جديد، وأن القتلى الثلاثة امرأة أربعينية ورجل خمسيني وشرطي يبلغ 48 عاما هوجم أمام مدخل البرلمان. ومن جانبه، واجه عمدة لندن، صادق خان -أول مسلم يتولى المنصب- حملة تشويه واسعة بعد الحادث؛ فخرج نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد الحادث مباشرة ليوجه توبيخا لخان على تصريحات سابقة وضعها في غير مفهومها الصحيح.