رغم رسائل الطمأنة التي بعثها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خلال أعضاء إدارته إلى الدول الأوروبية و"الناتو"، إلا أن القارة العجوز بأكملها والحلف على وجه التحديد، مازالوا متوجسين من الاستراتيجية الأمريكية في التعامل معهم. أفاد مسؤولون سياسيون أمريكيون بأن وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، يخطط لزيارة روسيا يوم 12 أبريل المقبل، على ألا يشارك في الاجتماع الوزاري للناتو المُقام في بروكسل يومي 5 و6 من الشهر نفسه، وأشار المسؤولون إلى أن تيلرسون لن يشارك في الاجتماع لحضوره مباحثات الرئيس ترامب، مع نظيره الصيني، شي جينبينغ، بولاية فلوردا الأمريكية، المقرر عقده يومي 6 و7 أبريل المقبل، على أن يمثل أمريكا في اجتماع الناتو القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، توم شانون. وفي السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو لا تنتوي حاليًا نفي أو تأكيد المعلومات حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي، لروسيا في أبريل المقبل، وكتبت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "في المرحلة الحالية لا نعتزم تأكيد ولا نفي المعلومات الواردة". ورجح بعض المراقبين أن اختيار الإدارة الأمريكية تزامن زيارة تيلرسون إلى روسيا ولقاء ترامب بشي جينبينغ، مع موعد انعقاد الاجتماع الوزاري للناتو، لم يأت من قبيل الصدفة، بل مؤشر إلى أن واشنطن تولي اهتمامها الأول للتقارب مع الدول الكبرى مثل روسيا والصين على حساب دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، والدليل ما أكده دبلوماسي مقرب من حلف الناتو، بقوله إنهم في الحلف عرضوا تغيير تاريخ اجتماع وزراء خارجية الدول ال28 الأعضاء في الحلف، إلى موعد آخر، لكي يتسنى لوزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، المشاركة في الاجتماع، لكن الاقتراح لم يلق استجابة من وزارة الخارجية الأمريكية. تتزامن الاضطرابات السياسية بين أمريكا وحلف الناتو، مع وصول الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، إلى الولاياتالمتحدة في زيارة تستغرق 3 أيام، تعد الأولى له منذ تولي دونالد ترامب، مقاليد الحكم في الولاياتالمتحدة، ومن المقرر أن يلتقي الأول بوزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، ثم يشارك غدًا الأربعاء في اجتماع لوزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بحسب بيان لحلف الناتو. الأنباء عن عدم حضور تيلرسون اجتماع حلف الناتو، جاءت صاحب تخوفات الدول الأعضاء بالحلف وخصوصًا في شرق أوروبا من طريقة تعامل الإدارة الأمريكية معهم، خاصة أن ترامب دأب خلال حملته الانتخابية وعقب تنصيبه على مهاجمة الناتو وسياسته والتقليل من أهميته. وكان ترامب كتب قبل أيام، عقب اجتماعه مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تغريدتين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيهما "برلين مدينة بمبالغ كبيرة للحلف الأطلسي"، وعليها دفع مبالغ أكبر للولايات المتحدة من أجل الحماية القوية والمكلفة جدًا التي توفرها لألمانيا، كما قال إن الدول الأعضاء في الناتو عليها دفع التزاماتها المالية مقابل الدفاع عنها. رغم المؤشرات التي توحي بتفضيل الإدارة الأمريكية التقارب مع روسيا والصين على حساب الحلف الأطلسي، إلا أن هناك رسائل طمأنة أيضًا حرص ترامب على إيصالها أكثر من مرة إلى الناتو، وظهر ذلك في تأكيده خلال لقائه بميركل، على دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية الكبير لحلف شمال الأطلسي، وظهر أيضًا أثناء حضور وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، لاجتماع وزراء الحلف، الذي شارك فيه لأول مرة عقب توليه لمهامه في فبراير الماضي، وقال خلال لقائه بأمين عام الناتو، ينس ستولتنبيرج "من العادل دفع أعضاء حلف شمال الأطلسي للحصص المترتبة عليهم مقابل حصولهم على الدفاع الأفضل"، وأكد أن الحلف لا يزال الدعامة الرئيسية للولايات المتحدةالأمريكية، ودول حوض الأطلسي.